انتقال تاريخي للسلطة في ليبيا والعنف مازال قائما

تاريخ النشر: 08 أغسطس 2012 - 06:41 GMT
مدينة بنغازي الشرقية مهد الانتفاضة ضد القذافي
مدينة بنغازي الشرقية مهد الانتفاضة ضد القذافي

يسلم المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا السلطة مساء الاربعاء الى المؤتمر الوطني العام المنبثق عن انتخابات السابع من تموز/يوليو، في حفل رمزي سيسجل اول عملية انتقال سلمي للحكم بعد اكثر من اربعين عاما من الحكم الدكتاتوري.
وسيسلم رئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفى عبد الجليل رمزيا السلطة الى عميد الاعضاء ال200 في المؤتمر الوطني العام الذين انتخبوا قبل شهر في اول اقتراع حر في ليبيا.
وبسبب شهر رمضان فان الحفل الذي يتوقع ان يستغرق ساعتين سيجرى في وقت متأخر من مساء الاربعاء في قاعة مؤتمرات فخمة باحد فنادق العاصمة الليبية حيث سيكون من الان فصاعدا مقر المؤتمر الوطني العام.
وقد اعدت قاعة في الطابق الثاني من هذا الفندق لاجراء جلسات المجلس.
واتخذت السلطات اجراءات امنية استثنائية خصوصا بعد تصاعد العنف في مناطق عدة من البلاد في الايام الاخيرة.
واعلنت وزارة الداخلية الاربعاء انها تغلق محيط الفندق وان كافة الطرق القريبة او المؤدية الى قاعة المؤتمرات ستغلق من الساعة 17,00 الى 01,00 تغ.
وسيشارك في الحفل ممثلون عن المجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية في ليبيا واعضاء في المجلس الوطني الانتقالي والحكومة.
وذكرت وكالة الانباء الليبية ان المؤتمر سيبدأ رسميا اعماله خلال اسبوع.
وسيكلف المؤتمر الوطني العام باختيار حكومة جديدة لتحل مكان المجلس الوطني الانتقالي الذي يفترض ان يتم حله اثناء الجلسة الاولى للمؤتمر. كما يفترض ان يقود المؤتمر الوطني العام البلاد الى انتخابات جديدة على اساس دستور جديد.
وقد عقد اعضاء المؤتمر الذين بدأوا يتوافدون الى العاصمة، مساء الاثنين اجتماعا غير رسمي اتفقوا خلاله على ضرورة انتخاب رئيس ونائبي رئيس للمجلس في غضون اسبوع بحسب صالح الجعودة الذي انتخب كمرشح مستقل من مدينة بنغازي (شرق).
وسيتم ايضا اختيار لجنة لصياغة القانون الداخلي للمؤتمر الوطني العام.
والمؤتمر الوطني العام هو المؤتمر التأسيسي المنبثق عن الانتخابات التاريخية التي جرت في السابع من تموز/يوليو ورحب بها المجتمع الدولي.
ويحظى تحالف القوى الوطنية، وهو ائتلاف يضم اكثر من اربعين حزبا ليبراليا صغيرا بقيادة مهندسي ثورة 2011 ضد الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، ب39 مقعدا من اصل 80 مقعدا مخصصة لاحزاب سياسية.
وحزب العدالة والبناء المنبثق عن الاخوان المسلمين الذي يحظى ب17 مقعدا هو ثاني تشكيل سياسي في المؤتمر.
وقد وزعت المقاعد ال120 الباقية على مرشحين مستقلين ما زالت ولاءاتهم ومعتقداتهم غامضة لكن الاحزاب تحاول استمالتهم.
واستبعد الجعودة تشكيل حكومة جديدة قبل حلول عيد الفطر المرتقب بعد اسبوعين.
والمجلس الوطني الانتقالي الحاكم حاليا كان الهيئة السياسية لحركة الثوار التي اسقطت نظام معمر القذافي، قبل ان يتولى رسميا رئاسة البلاد مع سقوط القذافي الذي قتل في تشرين الاول/اكتوبر الماضي بعد نزاع دام استمر ثمانية اشهر.
وقاد فترة انتقالية مضطربة سجلت فيها اعمال عنف بعد فشله في استيعاب الثوار السابقين الذين قاتلوا نظام القذافي او تجريدهم من السلاح، والذين نظموا انفسهم بعد ذلك في ميليشيات مدججة بالسلاح تفرض القانون في البلاد.
قال نائب رئيس الوزراء الليبي ان فرض الامن في ليبيا بعد القذافي سيكون اولوية للهيئة المنتخبة الجديدة في البلاد حين تبدأ عملها يوم الاربعاء.
وسيسلم المجلس الانتقالي الوطني وهو الذراع السياسية للقوى المعارضة التي اطاحت بالقذافي قبل عام السلطة في احتفال هذه الليلة الى المؤتمر الوطني العام الذي انتخب في يوليو تموز.
وسيكون هذا اول انتقال سلمي للسلطة في تاريخ ليبيا الحديث لكن خيمت عليه العديد من الحوادث العنيفة في الاسبوع المنصرم اظهرت عدم استقرار الوضع في البلاد.
وشمل ذلك انفجار سيارة ملغومة في العاصمة طرابلس قرب مقر الشرطة العسكرية وانفجار في المكاتب السابقة الخالية للمخابرات العسكرية في مدينة بنغازي الشرقية مهد الانتفاضة ضد القذافي.
وقال نائب رئيس الوزراء‭‭ ‬‬مصطفى ابو شاقور لرويترز "من الواضح انها تقلقنا لكننا في نفس الوقت نحقق بشأنها. نحاول معرفة من يقف وراء ذلك."
واضاف "استطعنا تحسين الوضع الامني مقارنة بما كان عليه حين بدأنا لكن ما يزال هناك الكثير يتعين عمله. الامن على قمة جدول الاعمال لمن سيتولى السلطة ايا كان."
وقادت الحكومة المؤقتة التي تولت السلطة بعد الاطاحة بالقذافي البلاد بنجاح الى الانتخابات. لكنها واجهت صعوبات في فرض سلطتها على عدد لا يحصى من الجماعات المسلحة -واغلبها ميليشيات شاركت في الانتفاضة- وترفض القاء سلاحها. وما زال نزع السلاح يمثل تحديا.
وقتلت قوات الامن يوم الاحد ثلاثة مسلحين يشتبه بمسؤوليتهم عن سبعة مخططات فاشلة لتفجير قنابل. وفي نفس اليوم علقت اللجنة الدولية للصليب الاحمر عملها في بنغازي ومدينة مصراته الساحلية بعد تعرض احد مجمعاتها لهجوم بالقنابل اليدوية والقذائف الصاروخية.
وجاء ذلك بعد خطف مسلحين لسبعة عمال مساعدات ايرانيين في بنغازي يوم 31 يوليو تموز

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن