اعلن رئيس وزراء اسرائيل ايهود اولمرت عقب اللقاء "الفاشل" الذي جمعه في القدس الاثنين مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس ووزيرة الخارجية الاميركة كوندوليزا رايس، انه سيبقي على اتصالاته مع عباس لكنه لن يتعامل مع حكومة الوحدة التي سيشكلها مع حماس.
وابلغ اولمرت اعضاء حزبه "كاديما" عقب اللقاء الثلاثي الذي انعقد على مدى ساعتين في القدس ان اسرائيل "ستبقي على قناة اتصال مع الفلسطينيين، والطريقة الوحيدة الممكنة هي الرئيس الفلسطيني".
وقال اولمرت انه اتفق مع عباس على ابقاء قناة اتصال مفتوحة ستركز خصوصا على الحاجة الى تحسين معيشة الفلسطينيين في مختلف المناطق و"طبعا مواصلة الحرب على الارهاب من قبل السلطة الفلسطينية -عمليا- حتى وضع نهاية كاملة للارهاب".
وكان اولمرت جدد خلال مؤتمر صحفي اعقب اللقاء الثلاثي في القدس، رفضه التفاوض مع حكومة فلسطينية لا تعترف باسرائيل ولا تلبي باقي شروط اللجنة الرباعية الدولية للشرق الاوسط.
ويطالب المجتمع الدولي الحكومة الفلسطينية بالاعتراف باسرائيل وبالاتفاقات التي وقعتها معها منظمة التحرير ونبذ العنف، لكن الاتفاق على تشكيل حكومة الوحدة الذي ابرمته حركتا حماس الحاكمة ومنافستها فتح في مكة يتحدث فقط عن احترام الاتفاقات السابقة.
وقال اولمرت "لقد قلنا بوضوح شديد ان مطلبنا كما هو حال المجتمع الدولي والولايات المتحدة هو ان على الحكومة الفلسطينية ان تقبل شروط الرباعية وهي الاعتراف بالاتفاقات السابقة وتطبيقها والاعتراف بوجود اسرائيل كدولة يهودية ووضع حد نهائي لكافة اشكال العنف".
واضاف ان هناك مطلبا آخر لاسرائيل من اي حكومة فلسطينية وهو "الافراج الفوري عن جلعاد شاليت" الجندي الاسرائيلي الذي خطف نهاية حزيران/يونيو على مشارف قطاع غزة من قبل مجموعات فلسطينية مسلحة بينها الذراع العسكري لحركة حماس.
واكد "لن نعترف باي حكومة (فلسطينية) لا تحترم هذه التعهدات. ولن نتعاون مع هذه الحكومة ولا اي من وزرائها".
بيد انه قال انه مصمم على "الابقاء على الحوار مع الفلسطينيين" مشيرا الى ان الجهة الوحيدة التي يمكن التحاور معها هي "الرئيس (عباس) المنتخب من قبل الشعب الفلسطيني".
ومن جانبها، قالت رايس خلال المؤتمر الصحفي "اكدنا نحن الثلاثة التزامنا بحل الدولتين واتفقنا على ان الدولة الفلسطينية لا يمكن ان ترى النور وسط الارهاب والعنف".
واضافت "تبادل الرئيس (عباس) ورئيس الوزراء (اولمرت) وجهات النظر بشأن الافق السياسي والدبلوماسي وكيفية التوصل من خلال ذلك الى تحقيق رؤية الرئيس (جورج) بوش بشأن الدولتين".
وهي المرة الاولى منذ عدة سنوات التي يبحث فيها مسؤولون فلسطينيون واسرائيليون "افقا سياسيا" وموضوع الدولة الفلسطينية المستقبلية وكان هيمن على الاجتماعات الاخيرة بحث سبل خفض اعمال العنف او تحسين ظروف عيش الفلسطينيين.
ونصت "خارطة الطريق" آخر خطة سلام دولية ترعاها واشنطن وشركاؤها في اللجنة الرباعية الدولية (الاتحاد الاوروبي وروسيا والامم المتحدة) على مبدأ اقامة دولة فلسطينية مستقلة نهاية 2005.
وكرر عباس واولمرت لدى اجتماعهما مع رايس قبولهما لهذه الخطة التي ظلت حبرا على ورق منذ اعتمادها في 2003.
ومن منطلق الحرص على الحفاظ على هذه الخطوة الدبلوماسية الجديدة اتفق عباس واولمرت على الالتقاء من جديد "قريبا" بحسب رايس.
واوضحت رايس "انهما كررا رغبتهما في مشاركة وقيادة اميركية بغية تسهيل الجهود الرامية الى تجاوز العقبات وحشد دعم اقليمي ودولي والتقدم نحو السلام. في هذا السياق اتوقع العودة قريبا الى المنطقة".
اما بشأن حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية فلم تشر رايس الى خلافات واكتفت بالاشارة الى ان عباس واولمرت بحثا "موقف الرباعية التي تؤكد ان اي حكومة للسلطة الفلسطينية يجب ان تتعهد بعدم اللجوء الى العنف والاعتراف باسرائيل وبالاتفاقات والالتزامات الموقعة بما فيها خارطة الطريق".
هنية ينتقد
وفي غزة انتقد رئيس الوزراء الفلسطيني المكلف اسماعيل هنية موقف واشنطن من حكومة الوحدة معتبرا انه لا يزال "يتصف بالسلبية بالرغم من التوافق الوطني" وانه "غير مبرر على الاطلاق".
وقال هنية في كلمة له امام الاجتماع الاسبوعي للحكومة الفلسطينية "ان الموقف الاميركي لا يزال يتصف بالسلبية والمعارضة لتشكيل حكومة الوحدة الوطنية بالرغم من التوافق الوطني".
وعبر عن اسفه "ان الادارة الاميركية لا تزال تتعامل بالمنطق القديم القائم على المقاطعة والعزلة و هو الامر الذي ثبت فشله".
من جانبه قال اسماعيل رضوان المتحدث باسم حماس في بيان صحفي انه "يدعو الادارة الاميركية الى الاعتراف بحكومة الوحدة الوطنية واحترام ارادة الشعب الفلسطيني وعدم وضع العراقيل امامها".
وكان الرئيس الفلسطيني حث واشنطن قبل اللقاء الثلاثي على منح الحكومة الفلسطينية الجديدة فرصة.
—(البوابة)—(مصادر متعددة)