تجددت، اليوم الاثنين، الاحتجاجات المناهضة للحكومة الإيرانية في طهران ومدن أخرى من البلاد لليوم الخامس على التوالي، فيما أكدت السلطات مقتل شرطي على يد متظاهر في مدينة نجف آباد.
وفي أول إعلان رسمي عن سقوط قتلى من قوات الأمن خلال موجة الاحتجاجات، التي تعم إيران، نقلت وكالات أنباء إيرانية أن شرطيا لقي مصرعه فيما أصيب 3 آخرون جراء إطلاق الرصاص من قبل أحد المتظاهرين في مدينة نجف آباد في محافظة أصفهان، موضحة أن المتظاهر استخدم بندقية صيد في هجومه.
كما تحدثت وكالة "مهر" الإيرانية الموالية للحكومة، لاحقا، عن مقتل عنصرين من وحدات "الباسيج" على أيدي محتجين في المدينة ذاتها مساء اليوم.
شاهدوا بأنفسكم كيف أرسل النظام الإيراني الشرطة وقوات الباسيج لقمع وقتل المتظاهرين بالسوق…
— الكاتب محمد المليفي (@m_f7) ١ يناير، ٢٠١٨
وما أن دخلوا السوق حتى قامت الشرطة المُكلّفة بحماية الممتلكات العامة
بسرقة جماعية للسوق‼️
ولسان حالهم:
سنسرق ثروات وأموال الناس والشعب كما يسرق أسيادنا وملالينا ثروات الشعب الإيراني!!⬇️ pic.twitter.com/c3VIoaTqYn
والباسيج قوات تعبئة شبه عسكرية غير دورية تتكون من متطوعين مدنيين وتخضع لإدارة الحرس الثوري الإيراني.
وتمثل الباسيج قوات تعبئة فقراء مستضعفين شبه عسكرية تتكون من متطوعين مدنيين ذكورا وإناثا، وتخضع لإدارة الحرس الثوري الإيراني.
من جانبه، أعلن نائب محافظ مدينة همدان، شاهرخي، وسط البلاد مقتل 3 متظاهرين خلال احتجاجات وقعت ليلة أمس الأحد في مدينة تويسكران، مضيفا أن السلطات المحلية قامت باعتقال بعض الأشخاص، الذين "اخترقوا صفوف المتظاهرين وتسببوا بإتلاف الممتلكات العامة وقتل المتظاهرين".
وارتفعت بالتالي الحصيلة الرسمية للضحايا بين المتظاهرين منذ اندلاع الاضطرابات إلى 15 قتيلا.
في الاثناء أعلن الحرس الثوري الإيراني، اليوم الاثنين، أنه "لا حاجة حتى الآن" للتدخل في الاحتجاجات المناهضة للحكومة، متهما السعودية بماوصفه بـ"التدخل الأحمق" في التظاهرات المستمرة منذ 5 أيام.
تعهدت القوات الإيرانية المسلحة، اليوم الاثنين، بأن إيران سترد بالمثل على الدول التي تدعم "مثيري الشغب" في البلاد على خلفية موجة الاحتجاجات المستمرة منذ 5 أيام.
واعتبر كبير المتحدثين باسم القوات المسلحة الإيرانية، العميد مسعود جزائري، في تصريحات صحفية، أن دعم أعلى مسؤول في الولايات المتحدة، أي الرئيس دونالد ترامب، "لمثيري الشغب بمعية عدد من الحكومات ووسائل الإعلام الاستكبارية"، ومنها شبكة "CNN" الأمريكية، "مؤشر لمخطط أمريكي لإثارة فتنة جديدة في إيران"، مؤكدا أن "أعداء الثورة الإسلامية لم يعد لهم سوى الهوان والفشل".
وقال المتحدث الرسمي باسم الحرس الثوري، العميد رمضان شريف، في تصريحات صحفية: "الاحتجاجات أصغر من أن يتدخل الحرس لفضها".
وأضاف شريف: "قوات الباسيج تدخلت في بعض المدن لمساعدة قوات الأمن والشرطة.. لكن لا نرى حاجة حاليا لتدخل الحرس الثوري".
والباسيج هي قوات تعبئة شبه عسكرية تتكون من متطوعين مدنيين، ولديها فرق نسائية، وتخضع لإدارة الحرس الثوري الإيراني.
وتابع المتحدث باسم الحرس موضحا: "لحسن الحظ فإن عدونا أحمق والدعم الصريح والواضح الذي تلقاه المخربون من أمريكا والكيان الصهيوني والسعودية جعل الأفكار العامة للمواطنين قادرة على التمييز والتشخيص".
كما شدد شريف على أن "قادة البيت الأبيض والإمبريالية والإعلام الغربي لن يتمكنوا من ضرب عزيمة الشعب الإيراني للدفاع عن بلده وثورته".
يذكر أن إيران تشهد منذ 5 أيام مظاهرات مناهضة للحكومة شارك فيها آلاف الأشخاص وبدأت من مدينة مشهد، التي تعد مركزا دينيا مهما في البلاد، لتتوسع لاحقا إلى العاصمة طهران ومدن إيرانية أخرى تنديدا بالغلاء والفساد والسياسات الحكومية الداخلية والخارجية وتردي الأوضاع الاقتصادية في عهد الرئيس الحالي، حسن روحاني.