قرر وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك، تغيير مسار الجدار الفاصل بمنطقة القدس المحتلة بهدف عزل الفلسطينيين عن المنطقة (إي1)، الواقعة بين القدس الشرقية ومستوطنة (معاليه أدوميم)، وقطع التواصل الجغرافي بين هذه المنطقة والضفة الغربية.
وقالت صحيفة (هآرتس) الإثنين، إن باراك قرر إغلاق الطريق الوحيدة المؤدية إلى (إي1)، عبر قرية الزعيم الفلسطينية، وبناء مقطع من الجدار الفاصل يعزل هذه القرية عن تلك المنطقة.
وأضافت أن هذا المخطط يعني إبقاء مستوطنة (معاليه أدوميم) خارج الجدار الفاصل الذي يبعد الفلسطينيين عن المنطقة (إي1)، وسيتم تقديم هذا المخطط إلى رئيس وزراء إسرائيل، بنيامين نتنياهو، الأسبوع المقبل لكي يصادق عليه.
ويذكر أن نتنياهو أعلن بعد قبول فلسطين دولة مراقبة غير كاملة العضوية في الأمم المتحدة، عن دفع مخطط لبناء 3000 وحدة سكنية استيطانية في (إي1) رغم تنديد دولي جارف.
وحاول نشطاء فلسطينيون في الأسبوعين الماضيين إقامة معسكري خيام في (إي1)، هما "باب الشمس" و"باب الكرامة"، لكن قوات الأمن الإسرائيلية أخلتهم من المكان وأعلنته منطقة عسكرية مغلقة. وتمكن النشطاء الفلسطينيون من الدخول إلى (إي1) عبر طريق تمر في قرية الزعيم، التي تمنع السلطات الإسرائيلية سكانها من الدخول إلى القدس وإسرائيل.
وقالت (هآرتس) إن باراك بحث مؤخرا في بدائل تتعلق بالمنطقة (إي1) وقرر رفض ضم مستوطنة "معاليه أدوميم" داخل الجدار الفاصل بسبب التكاليف الكبيرة لمشروع كهذا، وقرر ضم قرية الزعيم الى داخل الجدار.
وقالت (هآرتس) إنه في حال ضم قرية الزعيم داخل الجدار فإن هذه الخطوة ستعزل المنطقة (إي1) عن التواصل الجغرافي الفلسطيني بشكل نهائي.
واضافت أن هذا المخطط يواجه عدة إشكاليات قانونية بينها تحويل الجدار إلى جدار سياسي وليس أمنيا، كما أن المخطط سيحاصر قرية الزعيم من الجهتين الغربية والشرقية الأمر الذي سيدفع سكان القرية الفلسطينيون إلى الالتماس إلى المحكمة العليا الإسرائيلية ضد المخطط الجديد.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين في وزارة الدفاع الإسرائيلية قولهم إن الاعتبارات الأمنية لهذا المخطط "ليست صلبة".
وقالت إن وزارة الدفاع الإسرائيلية قررت دفع إجراءات لفتح شارع يوصل بين قريتي حزمة وعناتا في شمال القدس الشرقية، ويمر بالقرب من قرية الزعيم، ومن شأنه أن يمكن الفلسطينيين من الوصول من شمال الضفة، أي من مناطق جنين ونابلس ورام الله، إلى جنوب الضفة، وبينها مدينتي بيت لحم والخليل.
وأضافت الصحيفة أن الادعاء الإسرائيلي بفتح هذا الشارع هو نفي تصريحات فلسطينية ودولية واسعة بأن تنفيذ المخطط الاستيطاني في (إي1) يعني عزل شمال الضفة عن جنوبها.
وتعتبر إسرائيل أن الجدار الفاصل الذي بنت القسم الأكبر من مساره في أراض فلسطينية في الضفة والقدس الشرقية، يشكل خط حدود مستقبلي رغم أنها صرحت بأن بنائه جاء لأسباب أمنية.