بالصور- إخلاء كنيسة القديسة ريتا في باريس بالقوة

تاريخ النشر: 03 أغسطس 2016 - 08:00 GMT
الحفاظ على الإرث في مواجهة المضاربة العقارية؟
الحفاظ على الإرث في مواجهة المضاربة العقارية؟

على الرغم من الاحتجاجات التي شارك فيها عشرات المسؤولين المنتخبين الذين ينتمون إلى اليمين الفرنسي، تم إخلاء كنيسة القديسة ريتا في الدائرة 15 في باريس صباح اليوم بهدف هدمها، بعد معركة قضائية طويلة على خلفية اعتبار شاغلي الكنيسة من الكاثوليك المتمسكين بالتقاليد وبغية بناء مشروع عقاري مؤلف من موقف للسيارات ومنازل. فقد عمدت قوات الأمن الخاصة الفرنسية صباح اليوم إلى إخلاء شاغلي كنيسة القديسة ريتا بالقوة بعد إرجاء الأمر مرات عدة. وأشار فيليب غوجون، نائب عمدة الدائرة 15، مستهجناً إلى أن وزارة الداخلية أرسلت 12 سيارة للمؤازرة إلى شارع فرانسوا بونفين. وأعرب غوجون المنتمي إلى حزب الجمهوريين الفرنسي في حديث مع موقع BFMTV.com عن غضبه و"استنكاره الشديد" لما جرى، مؤكداً أن بعضاً من المسؤولين المنتخبين الذين وضعوا الوشاح المزيّن بألوان العلم الفرنسي "تم جرّهم على الأرض".

وحسب تقرير لصحيفة النهار اللبنانية يقول غوجون إن هذا ما حصل مع "شانتال رولغين، مديرة المدرسة المخضرمة"، ويضيف مستهجناً أنه "تم جرّ الكاهن على الأرض في القسم المركزي من الكنيسة، في منتصف القداس. غداة تشييع الأب هامل، كان الأجدى بالشرطة أن تهتم بأمور أخرى غير إخلاء كنيسة في قلب باريس. لقد ألحقت الشرطة العار بنفسها. ليس هذا عملاً مجيداً لقوات الأمن الخاصة التي سمحت بتدمير متاجر في شارع فوجيرار". يعلّق فيليب غوجون الذي ينفي تدخّله في الشؤون الدينية: "لو حدث ذلك في مسجد، لكان رد فعلي مماثلاً".

محافظة باريس تندّد بـ"الاحتلال" غير الشرعي

تتذرّع محافظة باريس، من جهتها، بالأشغال الجارية لترميم المباني مشيرةً إلى أن "انطلاقة الأشغال، التي كان يُفترَض أن تبدأ في تشرين الأول 2015، تعثّرت بسبب وجود أشخاص يحتلون كنيسة القديسة ريتا الغاليكانية الكائنة على هذه الأرض، من دون وجه حق ولا صفة رسمية"، كما جاء في البيان الصادر عن المحافظة صباح اليوم.
على النقيض من غوجون الذي يندّد بالأسلوب العنفي الذي تمّت من خلاله مقاطعة القداس، انتقدت المحافظة المبادرة التي قام بها شاغلو المبنى: "خلال العملية، تمركز نحو ثلاثون شخصاً داخل المبنى للاعتراض على استعادة ملكيته. وقد تمّ إخلاؤهم من دون وقوع أي حادث".

الحفاظ على الإرث في مواجهة المضاربة العقارية؟

كان النائب عن فرنسيي الخارج، فريدريك لوفيبفر من حزب الجمهوريين الفرنسي، الذي أطلقَ عريضة بعنوان "نداء طارئ من أجل كنائسنا"، حاضراً أيضاً في المكان. كان فيليب غوجون قد أعلمه بالعملية قبل يوم واحد، وقد أشار لوفيبفر إلى أن الإخلاء "تم فعلاً".
وقد دفعت هذه القضية بفيليب غوجون إلى توجيه انتقادات حادة "للمضاربة العقارية"، كما أنه يرفض ذريعة بناء مساكن اجتماعية التي تسوقها البلدية، قائلاً: "هناك عشرات المساكن الخاصة وثلاثة أو أربعة مساكن اجتماعية فقط. لقد كُلِّفت مجموعة لاموت في نانت بأشغال البناء".
يلفت نائب العمدة إلى أن "مفاوضات كانت تجري"، لا سيما مع "أشخاص من الطائفة الأرثوذكسية مهتمين بشراء الكنيسة"، معلقاً بغضب: "يتذرعون بقرارات القضاء".

يبقى أن المالك الحالي للكنيسة (جمعية الكنائس الكاثوليكية والرسولية) والمتعهّد يطالبان بهدمها منذ أشهر عدة. مجموعة الدفاع عن كنيسة القديسة ريتا التي يديرها الأب غيوم دو تانوارن، هي أقرب إلى العبادة الشديدة التمسك بالتقاليد، كما أوردت مجلة "ستريت برس" في كانون الأول 2015، والتي اعتبرت أن الكنيسة المذكورة تشكّل "حيزاً تابعاً لليمين المتشدد". لا ينفي فريدريك لوفيبفر هذا الزعم (يتحدث هو عن أشخاص متمسكين بهويتهم)، لكنه يعتبر أنه ليس مبرراً لتدمير الكنيسة. يُشار إلى أن كنيسة القديسة ريتا متخصصة في تنظيم شعائر سنوية لمباركة الحيوانات في أول أحد من شهر تشرين الثاني، والتي تستقطب مئات الأشخاص.

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن