اعرب الرئيس الاميركي جو بايدن الجمعة، عن تفاؤله بقرب التوصل الى اتفاق لتطبيع العلاقات بين السعودية واسرائيل، بعدما كان اعلن في وقت سابق هذا الشهر إن الطريق لا يزال طويلا امام مثل هذا الاتفاق.
وقال بايدن خلال فعالية لجمع التبرعات لحملته الانتخابية في مين ان اتفاقا قد يكون في الطريق مع السعودية، ودون مزيد من التفاصيل.
وتواصل واشنطن اتصالاتها منذ مدة مع السعودية من اجل التوصل الى اتفاق لتطبيع العلاقات بينها واسرائيل يتضمن تلبية مطالب الرياض بمعاهدة دفاعية وبرنامج نووي مدني.
وقال الرئيس الاميركي في التاسع من تموز/يوليو انه لا يزال هناك الكثير لمناقشته و“ما زلنا بعيدين جدا" عن التوصل الى مثل هذا الاتفاق، مع تاكيده ان السعوديين ليست لديهم مشكلة كبيرة مع إسرائيل.
وقال انه بخصوص المطالب السعودية ببرنامج نووي مدني ومعاهدة دفاعية "فإنني أعتقد أن هذا بعيد المنال قليلا”.
وتكمن المعضلة في ما يتعلق بتطوير برنامج نووي سعودي بالمعارضة الواضحة التي تبديها اسرائيل لهذه الفكرة، وذلك من منطلق حرصها على ان تظل موازين القوى لصالحها في المنطقة.
وحكما، سيكون على واشنطن استشارة اسرائيل قبل ابرام اي صفقة مع الرياض قد تؤثر على أمن الدولة العبرية.
واسرائيل هي الدولة الوحيدة في المنطقة التي تمتلك أسلحة نووية، لكنها لم تنضم لمعاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية.
وتخشى إسرائيل ان تستخدم الطاقة النووية المدنية في اي من دول المنطقة كغطاء لصناعة قنابل في الخفاء.
مصلحة اميركية "فعلية"
واوفد بايدن الخميس مستشاره للامن القومي جايك سوليفان الى السعودية لاجراء مباحثات مع ولي العهد الامير محمد بن سلمان وكبار المسؤولين في المملكة حول مسائل من بينها "مبادرات لبلورة رؤية مشتركة لشرق أوسط أكثر سلاما" بحسب ما افاد بيان لوزارة الخارجية الاميركية.
وقال موقع اكسيوس نقلا عن مسؤولين اميركيين ان الهدف الرئيسي لزيارة سوليفان هو بحث الدفع باتجاه التوصل الى اتفاق حول التطبيع بين المملكة واسرائيل، على غرار "اتفاقات ابراهام" التي تم توقيعها بين الدولة العبرية واربع بلدان عربية هي الإمارات والبحرين والمغرب والسودان عام 2020 .
وفي 05 حزيران/يونيو قال وزير الخارجية الاميركي انتوني بلينكن عشية زيارته الى السعودية للمشاركة في اجتماع للتحالف الدولي ضد تنظيم داعش، ان واشنطن تنظر الى اتفاق التطبيع بين الرياض وتل ابيب باعتباره "مصلحة فعلية على صعيد الأمن القومي" الاميركي.
ووعد وزير الخارجية الاميركي بان يذل مساعي على صعيد تحقيق هذا التطبيع، مقرا في الوقت نفس بان الامر لن يكون سهلا، وبانه ليست لديه اوهام حيال تحقيقه في وقت قريب.
وتبدو مهمة اقناع السعودية بالتطبيع مع اسرائيل اكثر صعوبة بعد التقارب الاخير بينها وايران.
على ان جهود واشنطن الرامية لجعل اسرائيل اكثر قبولا في المنطقة لا يبدو انها قد فترت، وهي تريد البناء على اتفاقات التطبيع التي رعتها بين الدولة العبرية وعدد من الدول العربية بينها الإمارات والبحرين والمغرب.
وفي حديثه امام ايباك، حرص بلينكن على تاكيد انه لاينبغي النظر لهذه الاتفاقات باي حال باعتبارها بديلا لتحقيق السلام بين اسرائيل والفلسطينيين، او ان تكون على حساب هذا الهدف.