اسرائيل تتحدى الضغوط الدولية وترفض التراجع عن خطتها الاستيطانية

تاريخ النشر: 03 ديسمبر 2012 - 02:58 GMT
رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو
رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو

اعلنت تل ابيب انها لن تتراجع عن خطتها الاستيطانية التي أثارت تنديدا دوليا قويا وخصوصا من اوروبا التي استدعت بعض دولها سفراء اسرائيل للاحتجاج، بينما ذكرت تقارير ان بعضها تدرس اتخاذ اجراءات ضد الدولة العبرية.

وقال مسؤول في مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "ستواصل إسرائيل الدفاع عن مصالحها الحيوية حتى في وجه الضغوط الدولية ولن يطرأ تغيير على القرار الذي اتخذ."

وحثت الولايات المتحدة إسرائيل الاثنين على إعادة النظر في خطتها لإنشاء 3000 منزل جديد في أراض محتلة قائلة إن الخطوة غير بناءة بالنسبة لجهود السلام مع الفلسطينيين.

وأعلنت إسرائيل أنها ستبني المساكن الجديدة للمستوطنين يوم الجمعة بعد يوم من تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة لصالح رفع وضع الفلسطينيين بالمنظمة الدولية إلى "دولة مراقب غير عضو" من "كيان مراقب".

وقال جاي كارني المتحدث باسم البيت الأبيض "نحث الزعماء الإسرائيليين على إعادة النظر في هذه القرارات التي اتخذت من جانب واحد والتحلي بضبط النفس لأن تلك الأفعال غير بناءة وتصعب استئناف المفاوضات المباشرة لإنجاز حل الدولتين."

واضاف "نؤكد مجددا معارضتنا القائمة منذ فترة طويلة للأنشطة الاستيطانية الإسرائيلية والبناء في القدس الشرقية."

وبشكل منفصل قال مارك تونر المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية في بيان "تعارض الولايات المتحدة كل التحركات من جانب واحد بما في ذلك الأنشطة الاستيطانية بالضفة الغربية وبناء مساكن في القدس الشرقية إذ أنها تعقد الجهود لاستئناف المفاوضات الثنائية المباشرة."

وأضاف "هذا يشمل البناء في المنطقة إي-1 نظرا لأن هذه المنطقة تنطوي على حساسية خاصة والبناء هناك يمكن ان يقوض جهود إنجاز حل الدولتين."

وقال تونر في البيان "أوضحنا للحكومة الإسرائيلية أن مثل هذا العمل يتعارض مع السياسة الأمريكية" وحث إسرائيل والفلسطينيين على التوقف عن القيام بخطوات من جانب واحد واتخاذ خطوات للعودة إلى المفاوضات المباشرة.

كما انتقد الرئيس الفرنسي فرانسوا اولوند خطة الاستيطان الاإسرائيلية ووصفها بأنها تتعارض مع صنع السلام مع الفلسطينيين لكنه قال إن باريس ليست مستعدة لفرض عقوبات على إسرائيل.

وقال اولوند بعد استدعاء السفير الإسرائيلي لوزارة الخارجية الفرنسية إنه يشعر "بقلق بالغ" بسبب إعلان إسرائيل اعتزامها بناء 3000 منزل جديد للمستوطنين في الضفة الغربية والقدس الشرقية بعد اعتراف الأمم المتحدة ضمنيا بالدولة الفلسطينية.

وقال اولوند في مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء الايطالي ماريو مونتي في ليون "الاجراءات التي أعلنت تتعارض مع الحوار وينبغي (لإسرائيل) أن تتراجع عنها."

وكان مسؤول في وزارة الخارجية الفرنسية قد نفى في وقت سابق تقارير عن أن باريس قد تستدعي سفيرها في اسرائيل وقال إن فرنسا تبحث عن سبل أخرى للضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي اليميني بنيامين نتنياهو.

وردا على سؤال بشأن ما إذا كانت العقوبات التجارية يمكن أن تكون خيارا بالنسبة لباريس قال اولوند إن الأولوية لبلاده هي تشجيع الطرفين على استئناف المحادثات بأسرع ما يمكن.

وقال "لا نريد الاتجاه الى حالة العقوبات... نولي تركيزا اكبر للإقناع. إنها لحظة مهمة لكني أدعو إلى التحلي بالمسؤولية."

وقال وزير المالية الإسرائيلي يوفال شتاينتز إنه لم يكن ممكنا أن تقف إسرائيل ساكنة مع لجوء الفلسطينيين بشكل منفرد إلى الأمم المتحدة.

وكانت جمهورية التشيك هي الدولة الوحيدة في أوروبا التي صوتت ضد ترقية وضع السلطة الفلسطينية في الأمم المتحدة بينما أيدت دول كثيرة من بينها فرنسا القرار. ويعتزم نتنياهو أيضا زيارة براج هذا الأسبوع للتعبير عن شكره.

وقال شتاينتز لاذاعة الجيش الإسرائيلي "أريد أن أخبركم أن الأوروبيين والأمريكيين أنفسهم الذين يوبخوننا الان على ردنا يفهمون جيدا أن علينا أن نرد وهم أنفسهم حذروا السلطة الفلسطينية."

وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات ان البناء في المنطقة (د1) "يدمر حل الدولتين و(اعلان) القدس الشرقية عاصمة لفلسطين وينهي عمليا عملية السلام واي فرصة للحديث عن المفاوضات في المستقبل."

وقال سامي ابو زهري المتحدث باسم حركة المقاومة الاسلامية (حماس) التي تدير قطاع غزة ان خطط البناء الاستيطاني هي "اهانة للمجتمع الدولي الذي يجب ان يتحمل المسؤولية عن انتهاكات اسرائيل وهجماتها على الفلسطينيين."

وكان نتنياهو قد نال تأييدا أوروبيا وأمريكيا كبيرا قبل ثلاثة أسابيع فقط لهجوم على قطاع غزة قالت إسرائيل إنه يهدف إلى وقف الهجمات الصاروخية عبر الحدود.

وتجاهل نتنياهو الذي تتوقع استطلاعات الرأي فوزه في انتخابات تجرى يوم 22 يناير كانون الثاني الادانة الدولية لخططه الاستيطانية الجديدة وكذلك شكاوى منتقديه في الداخل الذين يقولون إنه يزيد عزلة إسرائيل الدبلوماسية.

وقال نتنياهو في الاجتماع الاسبوعي لحكومته يوم الاحد بلهجة متحدية "سنواصل البناء في القدس وفي كل الاماكن على خريطة المصالح الاستراتيجية لإسرائيل."

لكن برغم ان وزير الاسكان قال ان الحكومة ستطرح قريبا مناقصات لبناء 1000 منزل للاسرائيليين في القدس الشرقية و1000 أخرى في تكتلات استيطانية في الضفة الغربية فما زال المشروع الخاص بالمنطقة د1 في مرحلة التخطيط.

وقال الوزير ارييل اتياس يوم الاحد "لا أحد سيقوم بالبناء قبل ان يتضح ما الذي سيحدث هناك."

وجمدت اسرائيل معظم انشطتها في المنطقة د 1 تحت ضغط من الرئيس الامريكي السابق جورج بوش وظلت المنطقة محل تدقيق من جانب خلفه الرئيس باراك أوباما.