بكين تؤيد طموحات الفلسطينيين وواشنطن تدعو موسكو للضغط عليهم

تاريخ النشر: 20 سبتمبر 2011 - 12:04 GMT
هيلاري كلينتون
هيلاري كلينتون

 اعلنت الصين انها تؤيد طموحات الفلسطينيين للسعي للحصول على عضوية كاملة في الامم المتحدة، فيما طالبت واشنطن موسكو بالضغط عليهم لثنيهم عن هذا المسعى. 
و قالت وزارة الخارجية الصينية يوم الثلاثاء انها تتفهم وتؤيد طموحات الفلسطينيين للسعي للحصول على عضوية كاملة في الامم المتحدة لكنها لم تصل الى حد الافصاح عن الكيفية التي ستصوت بها في هذا الشأن.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية هونغ لي ان الصين "تعتقد ان اقامة دولة حق مشروع للشعب الفلسطيني لا يمكن انكاره وهو الاساس والشرط المسبق للتعايش السلمي بين فلسطين واسرائيل."
وقال في افادة صحفية دورية "فيما يتعلق بقيام الفلسطينيين على نحو مستقل باقامة دولة وتقديم طلب الى الامم المتحدة فاننا نعبر عن تفهمنا واحترامنا وتأييدنا."
وأضاف "وفي نفس الوقت نعتقد انه يجب على المجتمع الدولي ان يصعد الجهود لضمان العودة المبكرة للمحادثات بين الفلسطينيين واسرائيل."
وتحتفظ الصين تقليديا بعلاقات وثيقة مع الفلسطينيين لكنها ايضا لها علاقات جيدة مع اسرائيل وخاصة في مجال الدفاع.
وتقول الولايات المتحدة واسرائيل انه يجب ان تتمخض أي دولة فلسطينية عن محادثات سلام بين الفلسطينيين واسرائيل والتي ستكون مستحيلة اذا أعلن الفلسطينيون دولة من تلقاء أنفسهم. وتعهدت واشنطن باستخدام النقض (الفيتو) ضد الطلب الفلسطيني في مجلس الامن التابع للامم المتحدة.
ويقول الفلسطينيون ان محادثات السلام التي كانت تجري بوساطة امريكية انهارت لاسباب منها مواصلة البناء في المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية المحتلة الامر الذي لا يترك لهم خيارا غير تقديم طلب للاعتراف بدولتهم دون انتظار موافقة اسرائيل.
وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس للامين العام للامم المتحدة بان جي مون يوم الاثنين انه سيمضي قدما في خطط تقديم طلب الى مجلس الامن ليصوت يوم الجمعة على عضوية فلسطين.
وفي سياق متصل، اجرت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون مشاورات مساء الاثنين مع نظيرها الروسي سيرغي لافروف سعيا للتوصل الى اصدار قرار عن اللجنة الرباعية الدولية للشرق الاوسط بهدف تسوية الازمة السياسية في الامم المتحدة بشان طلب انضمام دولة فلسطين.
وقال مسؤول اميركي كبير في ختام اللقاء ان كلينتون ولافروف "لم يتطرقا الى كلمات محددة أو تعابير محددة في النص" موضحا ان الاجتماع كان "استراتيجيا" اكثر ما كان تكتيكيا.
واوضح المصدر طالبا عدم كشف اسمه انهما "بحثا العناصر الضرورية من وجهة نظرهما، ليس في سياق هذا الاسبوع في نيويورك فحسب بل لتسوية نزاع مستمر منذ عقود".
وقال مسؤول اميركي ان كلينتون "اوضحت موقفها بشان سبب اعتقادها بان التحرك في الامم المتحدة ليس الطريق الامثل وامضت معظم الوقت في تشجيع وزير الخارجية على العمل معها من اجل ايجاد طريق للتقدم يكون من شانه اعادة الطرفين الى المفاوضات".
ويسعى اعضاء اللجنة الرباعية (الولايات المتحدة وروسيا والامم المتحدة والاتحاد الاوروبي) منذ اسابيع للتوفيق بين مواقف الاسرائيليين والفلسطينيين من اجل اصدار اعلان واضح يحمل ضمانات من شانها ان تشكل ارضية لاستئناف المفاوضات المتعثرة منذ نهاية ايلول/سبتمبر 2010.
وتوقف المفاوضات المباشرة هو الذي حمل الفلسطينيين على اتخاذ قرار بطلب انضمام دولة فلسطين الجمعة الى الجمعية العامة للامم المتحدة.
وتعارض الولايات المتحدة واسرائيل هذا المسعى لاعتباره "احاديا" فيما اعلنت روسيا انها ستدعم المبادرة الفلسطينية ايا كان شكلها داعية الى استئناف المفاوضات لاحقا بين الطرفين.
غير ان المصدر الاميركي شدد على ان واشنطن وموسكو "تتقاسمان الهدف الاساسي نفسه وهو ان تلعب اللجنة الرباعية دورا ايجابيا في الجهود العامة".
ورفض المسؤول ردا على سؤال اطلاق اي تكهنات بشان احتمال ان يمضي الفلسطينيون حتى النهاية في مبادرتهم الجمعة وقال "ثمة العديد من العناصر والاطراف" في المسالة.
وكانت كلينتون اعلنت في وقت سابق الاثنين ان بلادها تقوم ب"دبلوماسية مكثفة جدا" في محاولة لتجنب مواجهة على خلفية طلب عضوية دولة فلسطين في الامم المتحدة، على ان ينضم الرئيس باراك اوباما نفسه الى المساعي المبذولة الثلاثاء والاربعاء في نيويورك.