ظهرت بوادر تهدئة في الحملات السياسية بين المعارضة والموالاة عشية ذكرى تغتيال الحريري في الاثناء اجتمع ممثلون للجيشين اللبناني والاسرائيلي يوم الاثنين في مقر قيادة قوة الامم المتحدة (اليونيفل) في الناقورة .
بوادر تهدئة
في حين يواصل الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى اتصالاته في العاصمة السورية لتسهيل التوصل الى حل سياسي للازمة اللبنانية.
اكدت وسائل اعلام البنانية مؤيدة لقوى الرابع عشر من آذار ان "الغالبية تعبئ حشودها وسط بوادر تهدئة" في اشارة الى دعوة قوى الموالاة الى تجمع جماهيري في ساحة الشهداء الاربعاء في الذكرى الثانية لاغتيال الحريري.
واضافت كانت المناسبة (ذكرى الحريري) فرضت هدنة سياسية بين فريقي الازمة وعززتها المواقف الايجابية لجميع الاطراف من صاحب الذكرى فان ترتيبات الفصل بين ساحة اعتصام المعارضة وساحة الشهداء التي ستجمع جماهير قوى الرابع عشر من اذار مجددا والتي اتخذها الجيش في الايام الاخيرة شكلت عازلا من شانه ان يمرر يوم الاربعاء بسلام".
وكان الجيش اللبناني اقام سواتر ضخمة من الاسمنت والشريط الشائك للفصل بين ساحة رياض الصلح والقسم الشرقي من ساحة الشهداء حيث لا تزال قوى المعارضة تعتصم في خيم منذ شهرين ونصف شهر وبين القسم الغربي من ساحة الشهداء حيث يوجد ضريح رفيق الحريري وحيث دعت قوى الموالاة للتجمع الاربعاء.
وباشر متطوعون من تيار المستقبل (بزعامة سعد الحريري) اعداد ساحة الشهداء لاستقبال المشاركين في تجمع الاربعاء وبدات الدعوات من جميع المناطق لحث اللبنانيين على المشاركة في التجمع.
واوردت صحيفة "السفير" القريبة من المعارضة ان الجيش اللبناني بدأ تنفيذ خطة عسكرية شاملة بالتنسيق مع قوى الامن الداخلي لمنع اي احتكاك الاربعاء بين طرفي النزاع ونقلت ايضا ان حزب الله وتيار المستقبل باشرا تنظيم بعض "لجان الانضباط والتنسيق" في المناطق القريبة من ساحة رياض الصلح لتنسيق حركة دخول المشاركين في تجمع الاربعاء ومنع اي احتكاك بين الطرفين.
ودعا الزعيم الدرزي وليد جنبلاط الاحد في كلمة له "الى تفادي الحساسيات وكل مظاهر التحدي والالتزام بالطرق والمداخل" المحددة للوصول الى ساحة الشهداء الاربعاء داعيا انصاره للمشاركة في الذكرى الجماهيرية "بعلم واحد دون استفزازات ودون شعارات".
ودعا سعد الحريري في نداء الى اللبنانيين الى المشاركة بكثافة في تجمع الاربعاء "ليكون يوم الانتصار على الفوضى وانتصار العدالة والحرية والديموقراطية".
السفير الحل في السعودية
وكتبت صحيفة "السفير" ان الحل السياسي للازمة في لبنان يطبخ بين السعودية وايران وسوريا وروسيا ويتمحور على تذليل عقدة المحكمة الدولية. وعنونت صفحتها الاولى "الرياض طهران دمشق موسكو : اتفاق على المحكمة يفتح باب الحل".
واعتبرت هذه الصحيفة ان اجواء التهدئة التي ترافق الذكرى الثانية لاغتيال الحريري تاتي "في اطار المزيد من التهيئة الداخلية لاقتراب موعد اعلان الصياغات شبه النهائية للتسوية الداخلية برعاية سعودية ايرانية" مشددة على الدور "البارز الذي تقوم به موسكو في تسهيل المخارج لموضوع المحكمة الدولية مع العاصمة السورية على وجه التحديد".
واوردت الصحيفة خطة حل من ست نقاط "اولها موضوع الثلث الضامن (في تشكيل الحكومة بين الموالاة والمعارضة) وثانيها مشروع المحكمة الدولية وثالثها اجراء انتخابات رئاسية في موعدها (الخريف المقبل) ورابعها اقرار قانون انتخابي جديد وخامسها بت مسالة الانتخابات النيابية المبكرة وسادسها ترجمة نتائج مؤتمر باريس-3" في اشارة الى هذا المؤتمر لدعم لبنان الذي عقد في اواخر الشهر الماضي وقرر تقديم دعم اقتصادي للبناني بقيمة 67 مليار دولار.
واوردت صحيفتا "النهار" و"السفير" معلومات حول سعي رئيس المجلس النيابي نبيه بري رئيس حركة امل المعارضة لتشكيل لجنة قانونية تضم خبراء من المعارضة والموالاة لدرس الملاحظات على قانون المحكمة ذات الطابع الدولي ولجنة اخرى سياسية تعمل على وضع صيغة لحكومة الوحدة الوطنية ترضي الطرفين.
اجتماع على الحدود
اجتمع ممثلون للجيشين اللبناني والاسرائيلي يوم الاثنين في مقر قيادة قوة الامم المتحدة (اليونيفل) في الناقورة على الحدود اللبنانية الاسرائيلية للمرة الاولى منذ الاشتباك الحدودي بين الجانبين الاسبوع الماضي.
وكان جنود لبنانيون اطلقوا النار في الهواء إثر عبور دورية اسرائيلية ما قالت اسرائيل انه سياج امني في قرية مارون الراس قرب الحدود بحثا عن متفجرات زرعها مقاتلو حزب الله. وقال الجيش اللبناني إن الدورية عبرت الحدود. ولم يصب احد في الحادث.
وكان هذا اول اشتباك من نوعه منذ نشر لبنان قوات الجيش النظامي على الحدود في إطار وقف لاطلاق النار توسطت الامم المتحدة في التوصل اليه وضع نهاية للحرب التي دامت 34 يوما العام الماضي بين اسرائيل ومقاتلي حزب الله. ويعم الهدوء الحدود منذ ذلك الحين.
وقالت قيادة حفظ السلام الدولية العاملة في جنوب لبنان (اليونيفل) ان اجتماعا تنسيقيا عقد بين ممثلين عن الجيشين اللبناني والاسرائيلي في منطقة راس الناقورة على الحدود برعاية قوات اليونيفل التي حضر عنها قائدها الجنرال الايطالي كلوديو جرازيانو الذي تسلم مهامه في بداية فبراير شباط.
وقال جرازيانو في بيان "اليوم اول جتماع لي مع كبار ممثلي الجيشين اللبناني والاسرائيلي. انعقد الاجتماع بعد حادثة مارون الراس."
واضاف البيان "وافق الجانبان اللبناني والاسرائيلي على توصيات اليونيفل من اجل تحسين الارتباط والتنسيق بين اليونيفل والجيش اللبناني من جهة واليونيفل والجيش الاسرائيلي من جهة ثانية."
واعتبر جرازيانو أن مثل هذه الاجتماعات "مهمة للغاية وهي الالية المناسبة لمعالجة مخاوف الطرفين ومن اجل تفادي اي سوء فهم."
وساعدت قوات الامم المتحدة لحفظ السلام على فرض تطبيق وقف لاطلاق النار توسطت فيه الامم المتحدة وبدأ سريانه في 14 اغسطس آب. وزاد عدد القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان من 2000 جندي قبل الحرب الى نحو 12 الف جندي.