شنت جماعة "بوكو حرام" هجومان في نيجيريا والكاميرون،وخطف مقاتلوها م20 كاميرونيا كانوا على متن حافلة الاحد في أقصى شمال الكاميرون واعدموا 12 منهم بعد ذلك بحسب إفادات متطابقة جمعتها وكالة الصحافة الفرنسية الاثنين.
وقال مي علي المسؤول في منظمة غير حكومية محلية في اتصال هاتفي ان "بوكو حرام خطفت 20 شخصا الاحد وقتلت 12 منهم".
واكد احد السكان المنطقة المعلومات. وقال رافضا الكشف عن اسمه "كانت زوجتي بين الاشخاص الذين خطفوا. وتم الافراج عنها مع اربع نساء اخريات (بعد الخطف). لقد قتلوا 12 رجلا".
واضاف "لقد علمنا ان ثلاث نساء اخريات نقلن مع الاسلاميين الى نيجيريا افرج عنهن ايضا لاحقا" ما يرفع عدد الاشخاص الذين افرج عنهم الى ثمانية.
وبحسب مصدر امني في المنطقة فان عملية الخطف تمت حين اعترض "ارهابيون مسلحون من بوكو حرام" الحافلة التي كانوا على متنها.
واوضح المصدر الامني ان "الحافلة كانت قادمة من كوزا ومتجهة الى مورا"، وهما مدينتان في اقصى شمال الكاميرون تقعان قرب الحدود النيجيرية.
وقالت مصادر عسكرية ومحلية الاثنين إن مسلحي جماعة بوكو حرام قصفوا بلدة على حدود النيجر مما أسفر عن مقتل خمسة أشخاص ونفذوا هجمات في الكاميرون المجاورة وخطفوا حافلة مكتظة بالركاب.
وقتلت الجماعة آلاف الأشخاص وخطفت المئات في إطار مسعاها لإقامة إمارة إسلامية في شمال شرق نيجيريا. وكثفت بوكو حرام أيضا هجماتها عبر الحدود في الكاميرون.
وأدى تكثيف الهجمات قرب بحيرة تشاد وهي منطقة تلتقي عندها حدود نيجيريا وتشاد والنيجر إلى فرار عشرات الالاف من النيجيريين عبر الحدود. ودفع تصاعد الأزمة نيجيريا إلى تأجيل انتخاباتها الرئاسية التي كانت مقررة في 14 شباط/ فبراير.
وفي حين يكافح الجيش النيجيري لاحتواء المتشددين تشن الدول المجاورة هجوما واسع النطاق ضدهم مما أثار سلسلة من الهجمات الانتقامية داخل النيجر والكاميرون.
وقال شهود عيان إن مسلحي بوكو حرام اقتحموا سجنا في بلدة ديفا خلال الليل وفجروا سيارة ملغومة في مكان اخر بالبلدة وذلك قبل وقت قصير من الموعد المقرر لتصديق برلمان النيجر على المشاركة في الهجوم الذي تشنه دول المنطقة وهو ما يعني عبور الحدود.
وقال مصدران أمنيان لرويترز إن هجوما بقنبلة نفذته جماعة بوكو حرام في ديفا أدى إلى مقتل خمسة أشخاص وإصابة خمسة آخرين بجروح خطيرة.
وقال أحد المصدرين إن الهجوم نفذته امرأة انتحارية لكن المصدر الآخر قال إن الانفجار ناجم عن سيارة ملغومة.
وتواصل القصف العنيف طوال يوم الثلاثاء حيث صد جيش النيجر الهجوم وهو الثالث لبوكو حرام على ديفا خلال أربعة أيام. وقال عضو بالحرس الوطني إن نحو 100 من المشتبه بانهم من مسلحي بوكو حرام محتجزون في سجن في النيجر وليس في ديفا.
وقال رئيس النيجر محمد ايسوفو للصحفيين في العاصمة نيامي "سنهزم بوكو حرام. بوكو حرام ليس لها مستقبل في هذه المنطقة."
وأمرت السلطات السكان بأن يلزموا منازلهم وأقامت المتاريس حول ديفا. وقال سكان ومسؤولو إغاثة إن آلاف الأشخاص يفرون من البلدة في سيارات ودراجات نارية.
وفي الكاميرون ذكرت مصادر عسكرية أن من يشتبه بانهم مسلحون من بوكو حرام هاجموا قرية كيراوا يوم الأحد وخطفوا ما لا يقل عن 18 شخصا كانوا يسافرون على حافلة قرب ادانجا دانجا. وقال احد المصادر إن 30 شخصا كانوا يستقلون الحافلة.
وقالت مصادر عسكرية في البلدين إن القوات قتلت ما لا يقل عن 12 من مقاتلي بوكو حرام خلال يومين من القتال.
ويوم السبت الماضي وافقت حكومات الكاميرون وتشاد والنيجر ونيجيريا وبنين على تشكيل قوة إقليمية قوامها 8700 فرد لمحاربة بوكو حرام.
وشاهدت رويترز تسجيلا مصورا يبدو أنه لأبو بكر شيكو زعيم بوكو حرام يسخر فيه من الخطط الرامية لتدخل عسكري إقليمي. وقال في التسجيل "هذه رسالة لشعوب وزعماء أفريقيا. لن تستطيعوا هزيمتنا...اجلسوا وأعيدوا التفكير. هل دستوركم وديمقراطيتكم أفضل من الإسلام؟"
ومنذ اشهر تكثف جماعة بوكو حرام هجماتها ضد اهداف مدنية وعسكرية في اقصى شمال الكاميرون.
وقتل حوالي 50 عسكريا كاميرونيا في هذه المنطقة منذ بدء الهجمات في تموز/يوليو.
واطلق الجيش التشادي في 3 شباط/فبراير هجوما بريا واسع النطاق في نيجيريا انطلاقا من الكاميرون واستعاد مدينة غامبورو النيجيرية الحدودية بعد معارك طاحنة، من ايدي الاسلاميين.
وفي اليوم التالي شنت الجماعة الاسلامية هجوما مضادا في فوتوكول المدينة الكاميرونية المقابلة لغامبورو من الجهة الاخرى من النهر ما ادى الى مقتل 81 مدنيا و13 عسكريا تشاديا وستة جنود كاميرونيين بحسب وزير الدفاع الكاميروني ادغار الان ميبي نغو.
وتحدثت مصادر كاميرونية عن حصيلة اعلى بكثير في صفوف المدنيين.