ترحيب دولي بمقتل القذافي

تاريخ النشر: 20 أكتوبر 2011 - 07:57 GMT
ترحيب دولي بمقتل القذافي
ترحيب دولي بمقتل القذافي

وصف معمر القذافي المعارضين الذين انتفضوا ضد حكمه الشمولي الذي دام 42 عاما بأنهم "جرذان" لكن في النهاية كان هو الذي تم الامساك به وهو يختبيء في أنبوب لصرف النفايات والقاذورات.

وقال أحمد السحاتي وهو مقاتل من قوات الحكومة عمره 27 عاما كان يجلس بجوار أنبوبي صرف أسفل طريق سريع "وصفنا بأننا جرذان لكن انظر أين وجدناه." ويروى قصة الساعات الاخيرة للزعيم المخلوع مقاتلو القوات الحكومية ولقطات تسجيل مصورة ومشاهد مذبحة. وقبل صلاة الفجر بوقت قصير يوم الخميس خرج القذافي -- الذي كان يحيط به بضع عشرات من حرسه الخاص الموالين له يرافقه قائد جيشه الذي لم يعد له وجود أبو بكر يونس جبر -- من حصار سرت المستمر منذ شهرين وشقت المجموعة طريقها في اتجاه الغرب.

لكنهم لم يبتعدوا كثيرا.

قال حلف شمال الاطلسي ان طائراته ضربت عربات عسكرية تابعة لقوات موالية للقذافي قرب سرت في حوالي الساعة 8.30 صباحا ( 0630 بتوقيت جرينتش) يوم الخميس لكن الحلف قال انه غير واثق مما اذا كان القذافي قتل في هجومه.

ووقفت 15 شاحنة صغيرة مركب عليها مدافع الية محترقة ومحطمة تتصاعد منها ادخنة بجوار محطة كهرباء فرعية تبعد نحو 20 مترا عن الطريق الرئيسي الذي يقع على بعد ميلين الى الغرب من سرت.

وكان من الواضح انهم ضربوا بقوة تفوق بكثير أي شيء قام المعارضون السابقون بجمعه اثناء الانتفاضة التي استمرت ثمانية اشهر للاطاحة بالزعيم الذي كان يخشى بأسه في وقت من الاوقات. لكن لم تكن هناك حفرة نجمت عن انفجار قنبلة تشير الى ان الضربة ربما نفذتها طائرة هليكوبتر حربية أو ان طائرة مقاتلة اطلقت مدافعها على القافلة. وداخل الشاحنات كانت رفاة السائقين التي تفحمت والركاب الذين قتلوا على الفور في الضربة مازالت على المقاعد. وبعض الجثث الاخرى رقدت وقد بترت اجزاء منها وأصبحت مقلوبة على العشب. ويوجد نحو 50 جثة بصفة اجمالية. القذافي نفسه وحفنة من رجاله نجوا من الموت وفروا فيما يبدو وسط مجموعة أشجار نحو الطريق الرئيسي واختبأوا في انبوبي صرف.

لكن مجموعة من مقاتلي الحكومة كانت تسير على دربهم في نفس الاتجاه. وقال سالم بكير بينما كا يحتفي به بعض رفاقه بالقرب من الطريق "في البداية أطلقنا النار عليهم من مدافع مضادة للطائرات لكنها لم تكن مجدية." وأضاف "ثم توجهنا اليهم سيرا على الاقدام." وقال لرويترز "أحد رجال القذافي جاء وهو يلوح ببندقيته في الهواء ويصرخ مستسلما لكن بمجرد ان رأى وجهي بدأ يطلق النار علي."

وقال بكير "ثم اعتقد ان القذافي لابد انه امرهم بأن يتوقفوا. (سيدي هنا سيدي هنا). معمر القذافي هنا وهو جريح." وأضاف بكير "توجهنا الى هناك وأخرجنا القذافي. كان يقول (ما الخطب. ما الخطب. ما الذي يحدث .. ثم أخذناه ووضعناه في السيارة."

وقال بكير انه في وقت القبض عليهم كان القذافي جريحا بالفعل بأعيرة نارية في الساق والظهر. وأكد مقاتلون حكوميون اخرون ذكروا انهم شاركوا في القبض على القذافي في تصريحات منفصلة رواية بكير للاحداث لكن أحدهم قال ان الرجل الذي حكم ليبيا لمدة 42 عاما ضرب بالرصاص وجرح في اللحظة الاخيرة بواسطة أحد رجاله. وقال عمران جمعة شوان "أحد حراس معمر القذافي ضربه بالرصاص في صدره." وقال بكير ان قائد الجيش جبر قبض عليه حيا أيضا. وأعلن مسؤولون من المجلس الوطني الانتقالي في وقت لاحق انه مات. وكانت هناك أربع جثث اخرى ترقد عند الطرف الاخر للانبوبين. جميعها لرجال سود احدهم نسف مخه خارج رأسه ورجل اخر قطع رأسه.

وأطلق مقاتلو الحكومة المبتهجون نيران أسلحتهم في الهواء وهم يكبرون ويقفون لالتقاط الصور التذكارية.

وقال أحدهم "القذافي قبض عليه هنا." ومن هناك نقل القذافي الى مدينة سرت القريبة.

وأظهرت التسجيلات المصورة القذافي وهو يترنح جريحا لكنه كان مازال على قيد الحياة ويلوح بيده اثناء جره من شاحنة بواسطة حشد من جنود الحكومة الغاضبين الذين كانوا يوجهون اليه الضربات ويجذبونه من شعره. ثم ظهر وهو يسقط على الارض يحيط به الحشد. وأعلن مسؤولو المجلس الوطني الانتقالي في وقت لاحق ان القذافي توفي متأثرا بجراحه بعد القبض عليه

ترحيب دولي

وقال الرئيس الامريكي باراك أوباما في وقت سابق الخميس ان موت معمر القذافي أظهر أن "حكم القبضة الحديدية ينتهى حتما."

وردا على سؤال ان كان هذا التصريح استهدف ارسال رسالة للاسد الذي يقود حملة عسكرية على احتجاجات مؤيدة للديمقراطية مستمرة منذ سبعة أشهر التزم جاي كارني المتحدث باسم البيت الابيض باستخدام اللغة المعتادة بشأن سوريا وقال "الرئيس يعتقد ان الزعيم السوري فقد شرعيته للحكم

اشاد الزعماء الغربيون يوم الخميس بمقتل معمر القذافي ووصفوه بلحظة تحرير ليبيا واشادوا بالدور الذي قام به الغرب في اسقاط الزعيم الليبي.

وحذرت بعض الدول قادة ليبيا الجدد من الايام الصعبة التي تنتظرهم لكن مشاعر التخلص من القذافي اثارت الارتياح بشأن نجاح الانتفاضة الليبية التي دعمتها حملة جوية وبحرية قادها حلف شمال الاطلسي بناء على تفويض من مجلس الامن الدولي التابع للامم المتحدة.

وقالت الحكومة الانتقالية الليبية ان القذافي قتل على ايدي مقاتلين اقتحموا معقله الاخير في سرت يوم الخميس في ذروة الانتفاضة ضد حكمه الذي استمر 42 عاما.

وقال وزير الدفاع الايطالي انياتسيو لا روسا لقناة سكاي ايطاليا التلفزيونية "ولدت ليبيا جديدة اليوم ... علينا ان نبتهج بما فعلناه.

"لقد منعنا هذا الصراع على بعد خطوات من سواحلنا من ان يقضي على الاف أخرى من الارواح. تخيلوا ما كان من الممكن ان يحدث لولا تدخل حلف شمال الاطلسي."

وانضم اللاعبون الاخرون في حملة حلف شمال الاطلسي للاشادة بالمجلس الوطني الانتقالي الليبي وبالنجاح الذي حققه الحلف في مهمته.

وقال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون "الشعب في ليبيا لديه اليوم فرصة افضل بعد ذلك النبأ لبناء مستقبل ديمقراطي وقوي لانفسهم."

وقال "انا فخور بالدور الذي لعبته بريطانيا في مساعدتهم في تحقيق ذلك ونشيد بشجاعة الليبيين الذين ساعدوا في تحرير بلادهم."

وقال كاميرون ان الوقت ان لتذكر ضحايا القذافي ومن بينهم الشرطية البريطانية ايفون فليتشر التي قتلت برصاصة اطلقت من السفارة الليبية في لندن عام 1984 والقتلى الذين سقطوا عام 1988 في تفجير طائرة شركة بان ام فوق بلدة لوكربي الاسكتلندية.

كما اعاد مقتل القذافي الامال في عودة صناعة النفط الليبية المربحة الى سابق عهدها بعد ان توقفت بسبب الحرب.وقال وزير الخارجية النمساوي مايكل سبيندلجر "اذا حدثت المصالحة الوطنية فسوف تكون لدى ليبيا الظروف المثلى لمستقبل ناجح -- شعب موهوب جدا ومتعلم وموارد طبيعية غنية."

وبينما خرج عشرات الالاف من المقاتلين الليبيين الى الشوارع للاحتفال بمقتل زعيمهم السابق وصف مسؤول فرنسي رفيع يوم الخميس بأنه "نصر حاسم لحلف شمال الاطلسي."

وقال اكسيل بونياتوفسكي رئيس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان الفرنسي "الامر الملح الان في ليبيا هو نزع سلاح الاطراف المتعددة وبدء العملية الديمقراطية."

والقذافي هو ثالث زعيم يسقط في سلسلة انتفاضات "الربيع العربي" التي اطاحت بالفعل بحاكمي كل من تونس ومصر وهزت الحكم في سوريا واليمن دول أخرى.

وفي شوارع القاهرة قال الناس ان سقوط القذافي من الممكن ان يكون تحذيرا للرئيس السوري بشار الاسد الذي شن حملة امنية عنيفة ضد الاحتجاجات ضد حكمه المستمرة منذ شهور.

وبدا رد الفعل على مقتل القذافي اكثر هدوءا في الدول الافريقية جنوب الصحراء الكبرى حيث تابع بعض الزعماء الاحتجاجات في العالم العربي بعين القلق.

وقال مصطفى جيراسي وزير الاعلام السنغالي "هذه انباء حزينة جدا اذا تأكدت. انه عار على افريقيا ان يموت شخص قاد مصير بلاده بل ومصير القارة بهذا الشكل." 

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن