أصدر القضاء التركي حكماً بالسجن المؤبد المشدد مرتين بحق أربعة جنود أتراك، بعد إدانتهم بتعذيب لاجئين سوريين حتى الموت داخل مركز أمني تابع للقوات البرية في ولاية هاتاي جنوبي البلاد.
وتعود تفاصيل الجريمة إلى 11 مارس/آذار 2023، حين تعرض تسعة مهاجرين سوريين، كانوا يحاولون عبور الحدود التركية بشكل غير نظامي، لتعذيب مروّع استمر لأكثر من ساعتين ونصف في أحد مراكز الشرطة بقضاء الريحانية، وفق ما أوردته وسائل إعلام محلية.
وأكدت التقارير أن اللاجئين السوريين عبد الرزاق القسطل وعبد الستار الحجار فقدا حياتهما جراء التعذيب الوحشي، حيث تم استخدام الضرب المبرح، والإجبار على شرب مادة المازوت، والإهانات النفسية بحقهم.
الصحفي التركي عليجان أولوداغ كشف أن أحد الضحيتين دُفن في ساحة خردة خلف مركز الشرطة، في حين تُرك الآخر أمام مركز الترحيل، في محاولة لإخفاء معالم الجريمة.
التحقيقات أدت إلى فتح دعوى قضائية ضد 22 جندياً متورطين في الحادثة. وأدانت المحكمة أربعة منهم، بينهم ضباط وقادة مراكز، وهم: الملازم جهانغير شن، الملازم الأول محمد منكشه، الرقيب محمد سوروجو، والرقيب مرسل جيلان. كما تمت إضافة عقوبة بالسجن لمدة 7 سنوات ونصف لكل منهم بعد إدانتهم بإصابة أربعة لاجئين آخرين.
وفي المقابل، تمت تبرئة 11 جندياً من تهم القتل والتعذيب، فيما صدرت أحكام مخففة على البقية، شملت تهم إخفاء الأدلة والتسبب بإصابات.
وبحسب ما نقلته وسائل إعلام تركية، فإن التحقيقات أظهرت أن أوامر التعذيب صدرت مباشرة من قادة مركز الشرطة، كما قدّم عدد من الجنود اعترافات تفصيلية عن ما جرى، مشيرين إلى تعرضهم للضغط والتهديد من قبل ضباطهم.
المصدر: RT