تزايد الضغوط الدولية من أجل تهدئة في غزة

تاريخ النشر: 19 نوفمبر 2012 - 03:03 GMT
فلسطينيون يصلون بجوار حثامين افراد من عائلة الدلو قبل تشييع جنازتهم في غزة
فلسطينيون يصلون بجوار حثامين افراد من عائلة الدلو قبل تشييع جنازتهم في غزة

قصفت اسرائيل عشرات المواقع المشتبه بها للنشطاء الفلسطينيين في قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة المقاومة الإسلامية (حماس) يوم الاثنين وتراجعت الهجمات الصاروخية من القطاع في الوقت الذي بذلت فيه جهود دولية مكثفة للتوسط في تهدئة بين الجانبين.

وقال مسؤولون محليون إن 12 مدنيا فلسطينيا وأربعة نشطاء قتلوا في غارات جوية ليرتفع بذلك العدد الاجمالي للقتلى الفلسطينيين منذ بدء القتال إلى 90 أكثر من نصفهم مدنيون. كما قتل ثلاثة مدنيين اسرائيليين.

وبعد هدوء في الهجمات الصاروخية ليل الاحد أطلق نشطاء في قطاع غزة 12 صاروخا على جنوب اسرائيل خلال 10 دقائق ولم تسفر عن سقوط ضحايا. وسقط أحد الصواريخ قرب مدرسة لكنها كانت مغلقة في ذلك الوقت.

وأدى مقتل 11 مدنيا فلسطينيا منهم تسعة من أسرة واحدة خلال غارة جوية يوم الاحد إلى تزايد المطالب الدولية لإنهاء القتال المستمر منذ ستة أيام ومن الممكن أن يمثل اختبارا لدعم الغرب للهجوم الذي تشنه اسرائيل والذي تصفه بأنه دفاع عن النفس من هجمات صاروخية عبر الحدود منذ سنوات.

ولم يعلق الجيش الاسرائيلي على الفور على تقرير في صحيفة هاارتس الليبرالية أفاد بأنه أطلق النار على منزل عائلة الدلو خطأ بينما كان يحاول استهداف أحد قادة الهجمات الصاروخية من حماس.

ومن المقرر ان يصل بان جي مون الامين العام للامم المتحدة الى القاهرة لبحث إمكانية التوصل إلى تهدئة. وأخذت مصر زمام المبادرة في محاولة التوسط للتهدئة والتقى مسؤولوها مع زعماء من حماس والجهاد الإسلامي.

وذكرت وسائل الاعلام الاسرائيلية ان وفدا من اسرائيل توجه الى القاهرة لاجراء محادثات بشأن وقف القتال على الرغم من امتناع متحدث باسم حكومة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو عن التعليق على هذا الأمر.

وقال وزير الخارجية الإيطالي جيوليو تيرزي متحدثا في بروكسل قبل اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي "أعتقد أن هناك ظروفا سانحة للتوصل سريعا إلى وقف لإطلاق النار خلال الساعات القليلة القادمة."

وأضاف أنه بناء على محادثات أجراها مع أعضاء بالحكومة الاسرائيلية فهم "أنه ليس هناك رغبة على الإطلاق" في غزو قطاع غزة.

ومضى تيرزي يقول "العكس هو الصحيح تماما... من الواضح أن ضبط النفس الذي تتحلى به اسرائيل يجب أن يستند إلى ضمان لإنهاء إطلاق الصواريخ."

وحثت الصين كلا الجانبين يوم الاثنين على وقف العنف بينما قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما في مطلع الأسبوع بأنه سيكون من "الأفضل" إذا لم تشن اسرائيل غزوا بريا لغزة.

وأذكى التصعيد في غزة وتلميح اسرائيل إلى أنه من الممكن أن يتحول سريعا من عمليات جوية إلى عملية برية في القطاع مخاوف لدى القوى الدولية.

وفي ظل غياب أي احتمال لإقامة سلام دائم بين اسرائيل وحماس وحركات إسلامية أخرى فإن التوصل إلى اتفاق للتهدئة من جانب واحد مع كل طرف على حدة كان الصيغة الوحيدة للقضاء على العنف في الماضي. لكن كل جانب يلقي بالمسؤولية على الآخر.

وكتب عزت الرشق وهو من مساعدي خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس على فيسبوك يقول "بخصوص التهدئة.. الجهود المصرية والمدعومة من تركيا وقطر متواصلة.. لكنها لم تصل لنتائج نهائية حتى الآن.. لابد من تحقيق شروط المقاومة وأهداف شعبنا بوقف العدوان ووقف سياسة الاغتيالات وإنهاء الحصار الجائر على غزة."

وكتب نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي موشي يعلون على حسابه على موقع تويتر للتواصل الاجتماعي محددا شروط إسرائيل لوقف اطلاق النار "اذا كان هناك هدوء في الجنوب ولم تطلق صواريخ على المواطنين الاسرائيليين ولم تدبر هجمات ارهابية من قطاع غزة فإننا لن نشن هجمات."

وصرح يعلون أيضا بأن اسرائيل تريد إنهاء أنشطة مقاتلي غزة في سيناء المصرية حيث شاعت الفوضى خلال الاضطرابات التي أعقبت الانتفاضة المصرية.

وذكر الجيش أن اسرائيل قصفت نحو 80 موقعا في غزة ليل الاحد مضيفا في بيان أن الأهداف شملت "مواقع تحت الأرض لإطلاق الصواريخ وأنفاقا تستخدم في الإرهاب وقواعد تدريب" بالإضافة إلى "مبان يمكلها كبار الإرهابيين".

وقال نتنياهو إنه طمأن زعماء العالم على أن اسرائيل تبذل قصارى جهدها لتجنب سقوط قتلى من المدنيين في غزة. وذكر مسؤولون طبيون فلسطينيون إن هناك 22 طفلا على الأقل بين القتلى.

وقالت الصين التي أقامت روابط جيدة مع اسرائيل إنها قلقة للغاية ازاء العمليات العسكرية الاسرائيلية في غزة.

وقالت هوا تشون ينغ المتحدثة باسم الخارجية الصينية خلال إفادة صحفية يومية في بكين اليوم "الصين قلقة للغاية بشأن العمليات العسكرية الإسرائيلية واسعة النطاق المستمرة ضد قطاع غزة. نحن ندين الاستخدام المفرط للقوة الذي يتسبب في وقوع قتلى وجرحى بين أشخاص عاديين أبرياء."

وأضافت "الصين تدعم موقف الدول العربية بشأن القضية الفلسطينية وتقدر الدعم والجهود التي تبذلها مصر وغيرها من الدول وجامعة الدول العربية لتحسين الوضع الراهن."

وحث بان قبل توجهه للقاهرة اسرائيل والفلسطينيين على التعاون مع كل الجهود التي يبذلها المصريون للتوصل إلى تهدئة فورية.

وفي مشاهد تعيد إلى الذاكرة الاجتياح الإسرائيلي لغزة في شتاء 2008-2009 تم نشر دبابات وقطع مدفعية وجنود مشاة في معسكرات ميدانية على الحدود. وتحركت قوافل عسكرية على طرق في المنطقة.

كما أصدرت اسرائيل أمرا باستدعاء 75 ألفا من قوات الاحتياط وتمكنت حتى الآن من تعبئة نصف هذا العدد.

وربما يكون هجوم صاروخي آخر كبير على الاسرائيليين كافيا لنتنياهو لإعطاء الضوء الأخضر لشن هجوم بري.

لكن في حين أن 84 في المئة من الاسرائيليين أيدوا الهجوم على غزة طبقا لاستطلاع نشرته هاارتس فإن 30 في المئة فقط يريدون غزوا بريا. ويرغب 19 في المئة في أن تعمل حكومتهم من أجل التوصل إلى تهدئة قريبا.

وأعلنت اسرائيل أن هدفها هو استنزاف ترسانة غزة وإجبار حماس على وقف الهجمات الصاروخية. وأصبح للصواريخ الآن مدى أطول مما وضع تل أبيب والقدس في نطاق مداها وهي سلاح استراتيجي لمقاتلي غزة الذين يعانون نقصا في السلاح بخلاف الصواريخ.

واستهدفت بعض الصواريخ تل أبيب والقدس وأسقط نظام القبة الحديدية بعض الصواريخ.

وكإجراء احترازي قال رئيس هيئة الطيران المدني الاسرائيلي اليوم الاثنين إنه لحماية مطار بن جوريون الدولي عدلت اسرائيل مسارات الطائرات. ولم يرد مؤشر على تأثر عمليات الإقلاع والهبوط في مطار بن جوريون.