علقت لجنة الفتاوى الالكترونية بدار الإفتاء في مصر، على تصريحات إمام وداعية تونسي، أثارت الجدل بشأن مسألة زواج المسلمة بغير مسلم، وتأكيده أنه أمر جائز شرعا من وجه نظره وبنظر مجموعة من العلماء.
وأكدت لجنة الفتاوى الإلكترونية بدار الإفتاء في مصر أنها لا توافق على جواز زواج المسلمة من غير المسلم بأي حال من الأحوال.
واستندت اللجنة في ردها إلى الآية القرآنية التي تنص على أنه لا يجوز تزويج المسلمة بغير المسلمين، سواء كانوا من اليهود والنصارى أو غيرهم من غير المسلمين، حيث تأتي هذه الرؤية استنادًا إلى قوله تعالى في سورة البقرة (الآية 221): "وَلَا تُنكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ".
الزواج من اليهود والنصارى
وتعبر لجنة الفتاوى الرئيسة بدار الإفتاء في بيانها عن وجهة نظرها بأن الإسلام يسمح للمسلم بالزواج من أهل الكتاب (اليهود والنصارى)، وذلك لأن المسلم يؤمن بالأنبياء والمرسلين جميعًا ودينه يأمره بتوجيه الاحترام والتقديس لهم. في حالة زواج المسلمة من غير المسلم وجدت الاحترام وأديت شعائر دينها بسلام وأمان، وذلك لأن الزوج المسلم يعترف بدينها ويؤمن بالأنبياء والرسل بجميعهم، مع اعترافه بأن الإسلام هو الدين المهيمن على سائر الأديان ورسالة الله الأخيرة للعالم. قد يدفع هذا السلوك الحسن والروح المرنة في التعاطي إلى حب الإسلام والانتقال إليه.
أما بالنسبة للشخص غير المسلم، فإنه ليس مؤمنًا بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم كنبي ورسول. لذلك، إذا تزوج من مسلمة، قد لا يتمكن من ممارسة دينه في سلام وأمان، وقد لا يشعر بالاحترام الكافي لدينها وللنبي محمد صلى الله عليه وسلم. وهذا يجعل الحياة الزوجية محفوفة بالمشاكل والاضطرابات. بالمقابل، يُعتبر الإسلام نظامًا شاملاً يؤمن بجميع الأنبياء ويتسع صدر أتباعه للتعايش مع جميع الأديان.
فتوى الأزهر
وفي فتوى سابقة صدرت عن مركز الأزهر للفتاوى الإلكترونية، تم توضيح حكم زواج المسلم من أهل الكتاب (الذين يعتبرون أتباع الديانات السماوية السابقة) مع عدم جواز العكس، وتم تلخيص حكمها في النقاط التالية:
- المسلم يؤمن بجميع الأنبياء ويحترمهم، ويحترم الكتب التي جاءوا بها من الله. إيمانه بهذا الأمر أساسي.
- المسلم ملزم بتيسير زوجته الكتابية لممارسة شعائر دينها وحقها في الذهاب إلى مكان عبادتها، ويمنع عليه إهانة مقدساتها.
- المسلم ملزم بالتعايش الحسن مع زوجته، سواء كانت مسلمة أو كتابية. والمحبة والرحمة والسكينة مرغوبة في الحياة الزوجية بين المسلم والكتابية.
- طاعة الزوجة المسلمة لزوجها واجبة عليها، وإذا أُبيح لها الزواج من غير المسلم، فإن طاعتها تتعارض مع طاعة الله.
- غير المسلم لا يؤمن بالإسلام أو نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وليس ملزمًا بشرائع الإسلام التي تطالب بتيسير ممارسة الدين للزوجة المسلمة أو احترام مقدساتها. وهذا بالتأكيد يؤثر على المودة بين الزوجين وعلى أداء حقوق كل منهما تجاه الآخر.
في خلاصة الفتوى، أكد مركز الأزهر للفتوى أن التسليم والانقياد هما أساس تعامل المسلم مع تعاليم الإسلام، وأنه يجب أن يفهم حكم الشرع الشريف ويعتقد أن الاستجابة لأوامر الإسلام تؤدي إلى الحياة الحقيقية. وقد استشهد بآية قرآنية تدعو المؤمنين إلى الاستجابة لله وللرسول عندما يدعوهم إلى ما يحييهم، وأن الله يعلم ما يحدث بين الإنسان وقلبه، وسيحاسبهم عليه في الآخرة.