تظاهرات الغضب تعم العالم العربي بسبب مجازر غزة

تاريخ النشر: 28 ديسمبر 2008 - 10:34 GMT

أحرق متظاهرون غاضبون أعلام اسرائيل والولايات المتحدة الاحد في عدد من الدول العربية مطالبين برد أقوى من قادة الدول العربية على الهجوم الاسرائيلي على قطاع غزة.

وكتبت على احدى اللافتات التي رفعت خلال مظاهرة شارك فيها عدة الاف خرجو الى الشوارع في مدينة سامراء العربية السنية شمالي بغداد عبارة "الصمت العربي هو سبب الهجوم".

واثارت الغارات الاسرائيلية وهي الاكثر دموية خلال 60 عاما من الصراع الفلسطيني الاسرائيلي كثيرين في العالم العربي حيث تنظر حركات اسلامية تحظى بالشعبية الى العديد من الحكومات على انها متواطئة مع الولايات المتحدة واسرائيل.

وكتب على لافتة وضعها محتجون في مقر الامم المتحدة في العاصمة اللبنانية بيروت "امريكا والصهاينة قادة الارهاب العالمي". وطالبوا بتدخل الامم المتحدة لانهاء الهجوم الاسرائيلي.

ونظمت احتجاجات مماثلة في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان التي تضم ما يصل الى 400 الف لاجيء نزحوا اثناء قيام دولة اسرائيل في عام 1948.

وفي العاصمة الاردنية عمان احرق نواب اردنيون علم اسرائيل خلال جلسة برلمانية تعبيرا عن تضامنهم مع الفلسطينيين كما طالب نواب المملكة - وهي ثاني دولة عربية تبرم اتفاق سلام مع اسرائيل - بقطع العلاقات الدبلوماسية مع الدولة العبرية وطرد سفيرها من البلاد.

وفي اليوم الثاني من الاحتجاجات التي تشهدها العاصمة الاردنية سار مئات الاشخاص الى السفارة المصرية لمطالبة القاهرة بفتح حدودها مع غزة.

وفي وسط العاصمة السورية دمشق غصت الشوارع بالاف المواطنين يوم الاحد حول ساحة شعبية وهم يحملون الاعلام السورية والفلسطينية وراحوا يرددون هتافات معادية للولايات المتحدة واسرائيل واحرقوا علما اميركيا.

وكتب على لافتة "النصر لغزة البطلة" كما كتب على اخرى "الى متى يدوم الصمت العربي..".

وفي منطقة البلديات في بغداد حيث يعيش كثير من الفلسطينيين الذين منحهم الرئيس العراقي الراحل صدام حسين اللجوء الى العراق حمل رجال لافتات وأدانوا الدول العربية متهمين اياها بالتقصير في دعم الفلسطينيين.

وقال جليل القصوس القائم بالاعمال الفلسطيني في بغداد في مظاهرة شارك فيها بضع مئات من الاشخاص "ستون عاما ونحن ننتظر من الزعماء العرب ان يحركوا ساكنا."

وأضاف "ستون عاما نناشدهم وليس من مجيب."

وحاول عشرات المتظاهرين الاقتراب من السفارة المصرية في بيروت لمطالبة مصر بفتح حدودها مع غزة حيث يعيش 1.5 مليون فلسطيني في ظل حصار اسرائيلي. واستخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع في منع المحتجين من الاقتراب.

وفي مصر نفسها قالت مصادر امنية إن مصريين تجمعوا في القاهرة وفي خمس مدن اخرى واحرقوا اعلام اسرائيل وحملوا لافتات تدينها.

ونشبت مشاجرات خارج السفارة الاسرائيلية في لندن بعد ان تجمع اكثر من 700 متظاهر للاحتجاج. وقالت الشرطة ان فردين او ثلاثة تم اعتقالهم غير ان السفارة الاسرائيلية نفت ان يكون المحتجون دخلوا الى السفارة نفسها.

وفي مدريد احتشد مئات من الفلسطينيين والمسلمين والناشطين الرافضين للحرب خارج سفارة اسرائيل. ولوح محتجون بلافتات كتب عليها "الابادة الجماعية لاسرائيل".

وقتل مراهق في أحد الاحتجاجات بمدينة الموصل المضطربة شمال العراق عندما نسف انتحاري يركب دراجة متفجرات في حشد من نحو 300 متظاهر.

ولم يتضح السبب الذي دفع الانتحاري الى استهداف مسيرة ضد اسرائيل. وقالت الشرطة ان 17 شخصا أصيبوا في هجوم الموصل اخر معاقل الاسلاميين السنة بتنظيم القاعدة وغيرهم من المسلحين مع تراجع العنف في أنحاء العراق.

وتظاهر بضعة الاف في مدينة سامراء العربية السنية شمالي بغداد كما خرج عدة مئات من الاشخاص الى شوارع مدينة الفلوجة الواقعة في محافظة الانبار ذات الاغلبية السنية.

واستضاف العراق نحو 30 ألف لاجئ فلسطيني قبل الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003. ووجد كثير من اللاجئين الفلسطينيين في العراق أنفسهم ضحايا لهجمات أو تهديدات بمجرد نشوب الحرب لانه كان ينظر اليهم على أنهم موالون لصدام.

ونزح الكثير منهم واقام الاف اللاجئين الفلسطينيين منذ عامين في مخيمات بالقرب من الحدود العراقية السورية حتى يجدوا مكانا جديدا لهم.

وأصدر مكتب اية الله العظمى علي السيستاني رجل الدين الذي يتمتع بنفوذ طاغ بين الشيعة في العراق بيانا أدان فيه ما وصفها بأنها عملية وحشية في غزة.

وأضاف أن العالمين العربي والاسلامي يطالبان أكثر من أي وقت مضى بموقف عملي لوقف هذه العملية التي لا تنتهي.

واصدر الزعيم الاعلى الايراني اية الله علي خامنئي يوم الاحد فتوى تهيب بالمسلمين في شتى أنحاء العالم الدفاع عن الفلسطينيين في مواجهة الهجمات الاسرائيلية في غزة "باي صورة ممكنة". وقال "من يقتل في هذا الدفاع المشروع فانه شهيد."

ونظمت عدة مظاهرات في العاصمة طهران من بينها مظاهرة لنواب البرلمان الايراني راحت تهتف "الموت لاسرائيل".

وفي اليمن نظم الحزب الحاكم الذي يقوده الرئيس على عبد الله صالح مظاهرة حضرها بصفة رئيسية موظفون وافقوا في استاد في العاصمة صنعاء على ارسال شاحنة بها مساعدات انسانية الى غزة.

وطالبت لافتة العرب بتوحيد صفوفهم وذكرتهم بان اسرائيل هي عدوهم. فيما هتف متظاهرون "غزة.. دماؤك هي دماؤنا".

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن