قلل ميجيل موراتينوس، المتوقع ان يتولى وزارة الخارجية في الحكومة الاسبانية المقبلة، من شان انسحاب قوات بلاده من العراق، فيما تظاهر الالاف في استراليا احتجاجا على الاحتلال الاميركي للعراق، مدشنين بذلك موجة من التظاهرات التي ينظمها مناهضو الحرب حول العالم اليوم السبت لمناسبة الذكرى الاولى لغزو العراق.
واعتبر موراتينوس، وهو مبعوث سابق للاتحاد الاوروبي في الشرق الاوسط، أن انسحاب القوات الاسبانية من العراق لن يكون "نهاية العالم".
وقد ناقش موراتينوس قضية القوات الاسبانية في العراق مع كولن باول وزير الخارجية الأميركي هاتفيا الجمعة.وقال بيان من الحكومة الاشتراكية المقبلة "تبادل باول وموراتينوس الأفكار بشأن وجهات النظر المختلفة للادارة الاميركية والحكومة الاسبانية المقبلة بشأن الوجود العسكري الدولي في العراق ولاسيما ما يتعلق بالقوات الاسبانية."
وأضاف البيان ان لهجتهما كانت "ايجابية للغاية" واتفق الجانبان على مواصلة التعاون بشأن أهم أولوياتهما وهي"الحرب على الارهاب."
وتعهد رئيس وزراء أسبانيا المقبل خوسيه لويس رودريجيث ثاباتيرو بالالتزام بالتعهد الذي أعلنه قبل الانتخابات بسحب القوات الاسبانية المؤلفة من 1300 جندي من العراق اذا لم تتولى الامم المتحدة المسؤولية بحلول تموز/يوليو رغم نداءات الرئيس الاميركي جورج بوش بالابقاء عليها.
وفي وقت سابق قال موراتينوس للتلفزيون الاسباني ان أسبانيا ستبقى ملتزمة بالاستقرار والديمقراطية في العراق سواء سحبت قواتها أم لا من ذلك البلد الذي تمزقه الحرب.
وقال موراتينوس لمحطة تلفزيون (سي ان ان ) "توجد بعثات سلام أخرى للامم المتحدة أو البعثات متعددة الجنسيات تنسحب منها بعد برهة قوات وهو ليس شيئا مهما .
تظاهرات في الذكرى الاولى للحرب
الى ذلك، فقد تظاهر الالاف في استراليا احتجاجا على الاحتلال الاميركي للعراق، مدشنين بذلك موجة من التظاهرات التي ينظمها مناهضو الحرب حول العالم اليوم السبت لمناسبة الذكرى الاولى لغزو العراق.
وحمل متظاهرون في مدينة سيدني الاسترالية مجسما يظهر رئيس الوزراء جون هاوارد داخل قفص، وقالوا ان ذلك يرمز الى الاستراليين المحتجزين بتهمة الارهاب في قاعدة غوانتانامو الاميركية في كوبا.
وايدت حكومة هاوارد الحرب على الارهاب، كما ارسلت قوات الى العراق وافغانستان.
وسار المتظاهرون باتجاه المركز التجاري لسيدني وهم يهتفون "اميركا اخرجي من الشرق الاوسط..لا عدالة..لا سلام".
وقالت احدى المتظاهرات، انا سامبسون "الكثير من الاستراليين يشعرون بخيبة امل بسبب تجاهل الحكومة لاصواتهم".
وفي بريسبن (شمال شرق) حمل متظاهرون لافتة ضخمة كتب عليها "ما زلنا نقول لا للحرب".
ومن المتوقع ان يدعو هاوارد الذي يحتل مراكز متأخرة في استطلاعات الرأي الى اجراء انتخابات في النصف الثاني من عام 2004.
وكان المئات خرجوا في تظاهرة في مدينة سان فرانسيسكو الاميركية، للاعراب عن رفضهم للحرب على العراق، وقالت متحدثة ان الشرطة انها اعتقلت 18 شخصا من بين المتظاهرين.
وخرج عدة مئات من المتظاهرين الى الشارع التجارى الرئيسى بالمدينة بينما تجمع اخرون امام مقر شركة بكتل العالمية وهي شركة للاعمال الهندسية تابعة للقطاع الخاص تشارك في مشروعات اعادة بناء العراق.
وقيد بعض المتظاهرين انفسهم بالسلاسل فيما قرع اخرون الطبول وقاموا بالغناء. ومدينة سان فرانسيسكو احد مراكز المعارضة الرئيسية لقرار الرئيس الاميركي جورج بوش بشن الحرب على العراق.
ورفع المتظاهرون لافتة كتب عليها "بكتل اخرجي من العراق" واخرى تقول "اغلقوا المتربحين من الحروب."وقالت متحدثة باسم الشرطة ان الاشخاص الذين تم القبض عليهم اتهموا بسد الطريق ورفض التحرك عندما طلب منهم ذلك.
ودشنت التظاهرات في سيدني وبريسبن الاستراليتين وسان فرانسيسكو في الولايات المتحدة، سلسلة من التظاهرات المتوقع ان يتم تسييرها حول العالم اليوم السبت في الذكرى الاولى لغزو العراق في 20 اذار/مارس.
وتنظم هذه المسيرات نفس الجماعات التي نظمت خروج الملايين الى الشوارع يوم 15 شباط/فبراير 2003 في محاولة فشلت في منع الغزو الذي قادته بريطانيا والولايات المتحدة للعراق.
وستستضيف مدينتا نيويورك وسان فرانسيسكو اكبر مظاهرات اميركية تنظم تحت لافتة "العالم لا زال يقول لا للحرب."
وتأتي المظاهرات في وقت يتعرض فيه الرئيس الاميركي جورج بوش الذي يقوم بحملة لاعادة انتخابه لفترة رئاسة ثانية لتساؤلات بسبب فشله في العثور على اسلحة دمار شامل في العراق وهي السبب الذي قدمه ذريعة للاطاحة بالرئيس العراقي صدام حسين.
وقالت ليزلي كاجان منظمة مظاهرة نيويورك من ائتلاف المتحدين من اجل السلام والعدالة "اننا نستلهم الكثير من الشعب الاسباني الذي استخدم اداة هي تصويته (في الانتخابات) .. لنقول فيما يتعلق بمسالة العراق ..سنرفض الحكومة التي ارسلت قواتنا الى العراق وننتخب حكومة وعدت باعادتها."
وفي مطلع الاسبوع الماضي اخرج الناخبون في اسبانيا الحكومة المحافظة لرئيس الوزراء خوسيه ماريا ازنار حليف بوش من السلطة وانتخبوا الحزب الاشتراكي المعارض الذي قال انه سيسحب على الارجح القوات الاسبانية من العراق.
وجاءت النتيجة المفاجئة للانتخابات بعد ايام من انفجار عشر قنابل يعتقد ان متشددين اسلاميين زرعوها في اربع قطارات مما اسفر عن مقتل 202 شخص.
وفي فرنسا قال منظمون انهم لا يتوقعون نبرة معادية للولايات المتحدة لكن تفجيرات مدريد في 11 اذار/مارس دفعتهم الى تغيير الرسالة لادانة الحرب والارهاب.
وقال جاك فاث منسق المظاهرة الذي ينتمي للحزب الشيوعي الفرنسي "اننا بالطبع ما زلنا معارضين لحرب بوش في العراق .. لكننا ادركنا اننا كي نلفت الانظار .. علينا توسيع نطاق رسالتنا."
وقال بيل هاكويل من تحالف "أنسر" الذي ينظم مسيرات سان فرانسيسكو "نشعر الان بزيادة اكيدة في المشاعر المناهضة للحرب .. فما بالك والذكرى تقترن بالتطورات في اسبانيا."
وقالت منظمة "اوقفوا الحرب" التي تنظم مسيرة ومظاهرة السبت في ميدان الطرف الاغر في وسط لندن انها تريد ان تؤكد ايمان النشطاء بان سياسات بوش ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير زادت من التهديد الارهابي.
وقالت الجماعة "اننا نطالب بانهاء الاحتلال وحق العراقيين في ادارة بلادهم."
ورغم التخطيط لتنظيم 240 مظاهرة في الولايات المتحدة وعشرات في انحاء اوروبا قال المنظمون انهم لا يتوقعون خروج اعداد تماثل في ضخامتها الذين شاركوا في مسيرات احتجاج العام الماضي.
وستنظم احدى المظاهرات الاميركية في فايتفيل بولاية نورث كارولاينا مقر قاعدة فورت براج احدى اكبر القواعد العسكرية الاميركية وستنظم اخرى في بلدة كروفورد الصغيرة بولاية تكساس حيث مزرعة بوش التي يقضي فيها عطلاته.
اما الايطاليون الذين احتج كثير منهم على دعم رئيس الوزراء سيلفيو برلسكوني للحرب فسينظمون مسيرات ترفع خلالها لافتتين "لا للمزيد من الارهاب والعنف" و"اعيدوا القوات من العراق."
وفي اليابان يخطط نشطاء السلام لتنظيم مسيرات في طوكيو ومدن اخرى للدعوة لانهاء الاحتلال وسحب القوات اليابانية التي ارسلت للمساعدة في اعادة بناء العراق.
ويخطط المحتجون المناهضون للحرب في استراليا احد اشد مؤيدي غزو العراق لتنظيم مظاهرة كبيرة في سيدني.
وقال "تحالف اوقفوا الحرب" ان التصويت باخراج الحكومة الاسبانية المحافظة من السلطة كان "تصويتا حاسما ضد الحرب." وقال ان رئيس الوزراء الاسترالي جون هاوارد يمكن ان يواجه نفس المصير ما لم يسحب القوات الاسترالية.
وقالت انا سامسون المتحدثة باسم التحالف المناهض للحرب "ان ما يسمى بالحرب على الارهاب لم يجعل العالم مكانا أكثر أمنا .. وقد يواجه (هاوارد) نفس مصير نظيره الاسباني."
واشنطن أمام مفترق طرق بعد الحرب
مر عام تقريبا منذ سقوط أول صواريخ أميركية على العراق في الساعات الاولى من صباح يوم العشرين من آذار /مارس بتوقيت بغداد.
وكان ذلك منتصف مساء يوم التاسع عشر من آذار /مارس في الولايات المتحدة حيث أبلغ الرئيس الاميركي بلاده بأن الحرب قد بدأت وذلك بعد أن انقضت مهلة 48 ساعة حددتها الولايات المتحدة لصدام حسين للتنحي من منصبه.
واحيى بوش الجمعة الذكرى السنوية لبدء الحرب من الغرفة الشرقية الخاصة بالاحتفالات في البيت الابيض مع سفراء من "تحالف الراغبين" الذي يضم 35 دولة أرسلت قوات وغيرها من المساعدات للحرب في العراق وإعادة إعماره.
غير أن مناخ الاحتفالات لم يكن حماسيا فخلال الاسبوع الماضي وحده قتل مئات المدنيين في هجمات إرهابية بسبب الحرب على العراق من بينهم 201 شخص في تفجيرات بأربعة قطارات في مدريد في الحادي عشر من آذار/مارس الجاري وقتل عشرات آخرون يوم الاربعاء الماضي في تفجير فندق جبل لبنان في بغداد.
وتهدد أسبانيا في ظل الحكومة الجديدة المنتخبة التي ستبدأ عملها يوم الاحد المقبل بترك التحالف بعد مجازر القطارات التي حدثت الاسبوع الماضي. ويبدو أن بولندا التي انضمت إلى التحالف رغم المعارضة القوية من جانب فرنسا وألمانيا مازالت مترددة بشأن ذلك.
لقد قتل أكثر من 400 جندي من قوات التحالف في هجمات منذ بدء الحرب أغلبيتهم من الولايات المتحدة. ولا يشير المسئولون الاميركيون إلى القتلى من المدنيين غير أن جماعة على الانترنت تعرف اسم جماعة "بودي كاونت – عداد الجثث" حددت عدد القتلى بنحو 8581 شخص استنادا على بيانات أورتها 38 شبكة إخبارية.
وتقول مصادر مطلعة إن المهلة الذي تنتهي في الثلاثين من حزيران /يونيو المقبل لتسليم السلطة إلى حكومة ديمقراطية جديدة في العراق تأتي في غمرة الانتخابات الرئاسية الاميركية وهي من العوامل التي يمكن أن تلعب دورا سياسيا في مستقبل العراق.
وخوفا من الوصول إلى مثل هذا "المنعطف الحرج" حثت قوة العمل الخاصة بالشؤون العراقية في مجلس العلاقات الخارجية وهو مؤسسة بحثية مستقلة بوش والمرشح الديمقراطي المنتظر لانتخابات الرئاسة الاميركية جون كيري على "إعادة التأكيد على الالتزام الاميركي بشأن العراق".
وقال تقرير القوة إن "المسؤولين الاميركيين يواصلون مواجهة تساؤلات بشأن التصميم الاميركي للمضي قدما والابقاء على التزام قوي بشأن الامن وإعادة الاعمار في العراق".
وعلى الرغم من تشكيك نائب الرئيس ديك تشيني هذا الاسبوع في صلاحية كيري لتولي الرئاسة قال كيري الذي كان من المحاربين القدامى في حرب فيتنام وأحد منتقدي خداع بوش المزعوم بشأن مبررات الحرب على العراق بأنه من مصلحة الولايات المتحدة كثيرا "تحقيق الاستقرار والسلام في العراق".
وقال كيري الاربعاء الماضي إن "الرحيل عن العراق بأسرع من اللازم سيترك وراءه بلدا سيصبح حتما ملاذا للارهابيين ومصدر تهديد لمستقبلنا".
ومن بين الاسباب الجوهرية التي قدمها بوش لخوض الحرب هي إيواء عناصر القاعدة في العراق وهي علاقة شكك فيها حتى الخبراء الاميركيين غير أن هناك شكوكا ضئيلة من جانب مسئولين عسكريين أميركيين بأن مئات من المقاتلين الذين تدربوا على أيدي شبكة القاعدة منذ الحرب توجهوا إلى العراق ونفذوا عددا من أكثر الهجمات دموية على المدنيين.
وفي مؤتمر صحفي مع مراسلين أجانب في واشنطن نفي الجنرال ريتشارد مايرز رئيس قيادة الاركان المشتركة التساؤلات المتكررة حول ما إذا كانت الحرب على العراق لم تؤد فحسب إلى تنفيذ هجمات إرهابية من قبل القاعدة وإنما أيضا أبعدت الولايات المتحدة عن المهمة التي تقوم بها حاليا وهي البحث عن أسامة بن لادن.
وقال مايرز "لا أعتقد أن عملنا في أفغانستان أو العراق شجع الارهابيين أو ساعدهم بأي صورة من الصور.. والعراق لا يصرفنا عن مهمتنا وإننا نركز بثبات على عدة أشياء في العالم التي يتعين علينا أن نركز اهتمامنا عليها".
وكان بوش قد جعل التزاماته في وقت الحرب أساسا لحملته لاعادة انتخابه على سبيل المثال عرض صورا مثيرة للجدل في إعلانات التلفزيون بشأن عمليات الانقاذ لبرجي مركز التجارة العالمي الذي دمر في عام 2001.
وأرجأ بوش حملته الرسمية الاولى حتى اليوم السبت في فلوريدا غير أنه حدد الخميس ما سيقوم به بوصفه القائد الاعلى للقوات المسلحة لولاية أخرى مدتها أربع سنوات حيث أخبر آلاف من المسئولين العسكريين الاميركيين في ولاية كنتاكي بأن القوات الاميركية "ستقدم الكثير من الارهابيين للعدالة" .
ووصف بوش الذي نادرا ما يضيع أي فرصة للتباهي بالقبض على صدام حسين العام الماضي في مخبأه، الزعيم السابق بأنه توجه "من قصر إلى غرفة محصنة تحت الارض إلى حفرة عناكب إلى السجن".
وذكر تشيني هذا الاسبوع أنه لم يكن من قبيل المصادفة أن يوافق الزعيم الليبي معمر القذافي على التخلي عن برامج أسلحة الدمار الشامل.
وقال تشيني لجمهور في كاليفورنيا إن "القادة في أي مكان باتوا يعرفون أن أسلحة الدمار الشامل لا تجلب النفوذ أو الهيبة أو الامن.. ولكن تؤدي فحسب إلى العزلة وتحمل معها خسائر أخرى".
ومازالت أسلحة الدمار الشامل المفقودة شبحا يطارد بوش في الوقت الذي يسعى فيه لولاية ثانية مدتها أربع سنوات ويرغب الكثير من منتقديه في معرفة ما إذا كان بوش قد خدع الشعب الاميركي أم لا.
وقال بوش الخميس "في العراق بحثت إدارتي في المعلومات الاستخباراتية ووجدنا خطرا وبحث عدد من أعضاء الكونجرس في المعلومات الاستخباراتية ووجدوا خطرا وبحث مجلس الامن في المعلومات الاستخباراتية ووجد خطرا".
وتابع "كان أمامي أن أختار بين الاهتمام بكلام رجل مجنون أو أن آخذ التهديدات على محمل الجد وأدافع عن أميركا".—(البوابة)—(مصادر متعددة)