تظاهرات للشيعة في بغداد دعما لمطالب السيستاني والامم المتحدة تجتمع لمناقشة مستقبل العراق

تاريخ النشر: 19 يناير 2004 - 02:00 GMT
البوابة
البوابة

بعد اليوم الدامي الذي عاشه العراق امس تظاهر اليوم الاف الشيعة في بغداد مطالبين باجراء انتخابات مبكرة فيما تستضيف الامم المتحدة اجتماعا اليوم لبحث مستقبل العراق في ضوء تدهور الوضع الامني والسياسي. 

تظاهرات بغداد 

تظاهر الالاف من الشيعة العراقيين اليوم في وسط بغداد للاعراب عن تاييدهم لمطالب اية الله علي السيستاني باجراء انتخابات في العراق. 

وهتف المتظاهرون الذين قدر عددهم بين ثلاثة الاف واربعة الاف "نعم نعم للاسلام.. نعم نعم للحوزة لا لا للارهاب". وحملوا لافتتات بينها واحدة تقول "الديموقراطية تعني الانتخابات". 

وقال احد المتظاهرين "اننا نطالب باحترام ارادة الحوزة وان تكون الجمعية التاسيسية الموقتة منتخبة من قبل الشعب". 

وواكبت عناصر من حرس الحوزة ومن الشرطة العراقية المتظاهرين الذين ساروا بهدوء في اتجاه جامعة المستنصرية. 

وشاركت في التظاهرة كل التيارات الشيعية وخصوصا انصار المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق وانصار الزعيم الديني الشاب مقتدى الصدر. 

ويطالب اية الله العظمى علي السيستاني احد ابرز المراجع الشيعية باجراء انتخابات في العراق ويعارض تعيين الجمعية الموقتة التي يفترض ان تشكل قبل ايار /مايو المقبل وفق اتفاق نقل السلطة الذي تم التوصل اليه بين الولايات المتحدة ومجلس الحكم الانتقالي في العراق. 

اجتماع الامم المتحدة 

ومن المقرر ان يعقد اليوم في نيويورك لقاء بين الامين العام للامم المتحدة كوفي انان والحاكم المدني للعراق بول بريمر ووفد من مجلس الحكم العراقي لبحث نقل السلطة الى العراقيين في حزيران /يونيو المقبل. 

ويسعى مسؤولون أميركيون وعراقيون للحصول على مساعدة الامم المتحدة خلال الاجتماع لتسهيل انتقال السيادة الى حكومة عراقية مؤقتة خلال الشهور القليلة المقبلة. 

ولكن حتى الآن يذكر مسؤولو الامم المتحدة عددا كبيرا من الأسباب الأمنية والسياسية التي تجعل مساندة خطة وضعتها الولايات المتحدة لتسليم السلطة مليء بالمصاعب إلا انهم لا يستبعدون شيئا. 

ودعا كوفي انان الامين العام للامم المتحدة بنفسه الى عقد اجتماع اليوم من أجل الوصول الى بعض "الوضوح" فيما يخص أي دور سياسي للامم المتحدة في العراق في المستقبل. 

ومن المقرر ان يحضر الاجتماع بول بريمر والمبعوث البريطاني للعراق السير جيرمي جرينستوك ووفد من مجلس الحكم العراقي الذي عينته الولايات المتحدة بقيادة رئيسه في الفترة الحالية عدنان الباجه جي. 

وقال دبلوماسيون لرويترز انه من المرجح ان يضغط بريمر ومجلس الحكم العراقي على انان لكي يرسل فريق خبراء للعراق لاقناع آية الله علي السيستاني المرجع الأعلى للشيعة  

في العراق بأن دعوته لاجراء انتخابات عامة مباشرة ليست مناسبة في الوقت الحالي ولتقديم المساعدة للتوصل لحل وسط. 

ولم يستبعد مسؤولو الامم المتحدة إرسال فريق إضافة الى الفريق المعتزم ان يقيم الأوضاع الأمنية إلا انهم قدموا العديد من الاسباب التي تدفع المنظمة العالمية لعدم إرسال طاقم أجنبي سياسي كبير من جديد للعراق. 

وكان انان قد قال مرارا ان الأوضاع الأمنية في العراق خطيرة للغاية منذ ان سحب طاقم الامم المتحدة الدولي من البلاد في اكتوبر تشرين الاول بعد هجومين على مكاتب الأمم المتحدة ومنظمات إغاثة في بغداد. وكان انفجار في 19 اب / اغسطس قد أسفر عن 22 قتيلا بينهم رئيس بعثة الامم المتحدة في العراق سيرجيو فييرا دي ميلو. 

وقال فريد ايكارد المتحدث باسم الامم المتحدة يوم الجمعة "العودة للعراق تعتمد على تقييم للأوضاع الأمنية مع تقييم أهمية الدور الذي يطلب منا القيام به". 

وأضاف ان الامم المتحدة تسعى ايضا للحصول على تفويض واضح من العراقيين وجيرانهم في المنطقة. 

ومن القضايا المثارة ايضا معارضة السيستاني للاتفاق الذي جرى التوصل اليه في 15 تشرين الثاني/نوفمبر بين سلطة الاحتلال ومجلس الحكم العراقي الذي يدعو لتشكيل مؤتمر حزبي انتقالي في ايار / مايو ينتخب الحكومة المؤقتة بحلول 30 حزيران/يونيو. وستجرى الانتخابات العامة بنهاية عام 2005 بعد صياغة دستور. 

إلا ان السيستاني ومؤيديه يقولون انه ان لم تجر انتخابات مباشرة الآن فقد يحرمون من نصيب عادل في السلطة. 

وأشارت الولايات المتحدة يوم الجمعة الى انها مستعدة لاجراء تعديلات على خططها المتعلقة بالمؤتمر الحزبي إلا انها قالت انه لن يحدث تغيير على مهلة 30 حزيران/يونيو. 

ومن المقرر ان يستمع مجلس الأمن المؤلف من 15 عضوا والذي لم يقر الحرب التي قادتها الولايات المتحدة ضد العراق الى تقرير من الباجه جي في جلسة مغلقة في وقت لاحق من يوم الاثنين. 

ويرغب معظم أعضاء مجلس الامن في العودة للعراق للقيام بدور ايضا الا انهم يقولون ان الامر يرجع لانان. 

وقال ديفيد مالوني وهو نائب سابق للسفير الكندي لدى الامم المتحدة ورئيس الاكاديمية الدولية للسلام "من المناسب لهم جميعا ان تعود الامم المتحدة ولكل منهم أسبابه الخاصة". 

تطورات الميدان 

وتاتي هذه التطورات بعد اليوم الدموي الذي عاشه العراق امس بعد انفجار سيارة مفخخة بنحو نصف طن من المتفجرات امام بوابة مقر قيادة القوات الاميركية في بغداد ومقتل وجرح عدد من العراقيين في حوادث متفرقة بينها تفجير في كربلاء.  

وحسب آخر حصيلة لقوات الاحتلال فقد ادى التفجير الذي هز بغداد امس الى مقتل 25 شخصاً تأكد من بينهم اميركيان اضافة إلى 100 جريح وكانت حصيلة سابقة أعلنت اصابة 131 شخصاً.  

وقال الجنرال الأميركي مارك كيميت في مؤتمر صحفي "كل المؤشرات تدل على انه تفجير انتحاري، لدينا تأكيدات ان هناك قتلى من المدنيين الاميركيين،العدد المتوافر لدينا الان هو قتيلان لكننا ننتظر التأكيد النهائي". 

وانفجرت السيارة المفخخة صباح أمس امام مقر القصر الرئاسي السابق للرئيس العراقي المخلوع صدام حسين والذي اصبح مقرا للقيادة الاميركية بعد سقوط النظام. 

ووقع الانفجار حيث كان العشرات من العراقيين والسيارات تهم بالدخول الى القصر الجمهوري وتنتظر في صف طويل لكي يتم تفتيشها من قبل الجنود الأميركيين قبل الدخول الى المجمع الذي يضم العديد من الدوائر والمؤسسات التابعة لسلطات الائتلاف. 

وقتل عراقيان اثنان واصيب جنديان بريطانيان في انفجار بمدينة البصرة امس فيما قتل عراقيان وأصيب ثالث في انفجار عبوة في سيارة في تكريت وفقاً لما اعلنه الكولونيل ستيف راسل قائد الكتيبة الأولى في فرقة المشاة الرابعة الأميركية. 

كما قتل مدني عراقي وأصيب اثنان آخران بجروح برصاص اميركي بعد انفجار قنبلة لدى مرور دبابة اميركية في مدينة بيرجي وفقاً لقائد شرطة المدينة العقيد حميد عبدالله. 

واصيب 13 شخصاً بجروح احدهم بحالة الخطر نتيجة انفجار وقع مساء الاحد على مقربة من مرقد الامام العباس في مدينة كربلاء الشيعية. وقال صلاح الحسناوي مدير دائرة الصحة في محافظة كربلاء الواقعة على بعد 110 كلم جنوب بغداد، والذي كان موجودا في مستشفى المدينة الحكومي استقبل مستشفى كربلاء 13 جريحا احدهم بحالة الخطر. 

وقال الشاهد ابراهيم تركي الجبوري الموظف البالغ من العمر ثلاثين عاما وقع انفجار في شارع العباس على بعد نحو مئة متر من مرقد الامام العباس. وأوضح ان العبوة الناسفة خبئت داخل علبة وضعت على جانب الطريق في وسط المدينة في ساعة ذروة يتدفق خلالها الزوار من العراقيين والايرانيين لزيارة مرقدي الامامين الحسين والعباس. 

ويبعد المرقدان عن بعضهما البعض نحو 300 متر وتعرضت اماكن عبادة للشيعة مرارا لاعتداءات خلال الفترة الاخيرة كان ابرزها تعرض مسجد في بعقوبة في شمال بغداد لاعتداء في التاسع من الشهر الجاري ادى الى مقتل خمسة اشخاص واصابة العشرات بجروح—(البوابة)—(مصادر متعددة)