تعاون فرنسي مشروط مع حكومة الوحدة وعباس يدعو لرفع الحصار

تاريخ النشر: 24 فبراير 2007 - 09:35 GMT

اعلنت فرنسا انها "على استعداد للتعاون" مع حكومة الوحدة الفلسطينية الجديدة "اذا ما تشكلت على قاعدة اتفاق مكة الذي اعتبرته "خطوة اولى نحو" تلبية شروط الرباعية، فيما كرر الرئيس محمود عباس دعوته الى رفع الحصار.

وقال وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي "اذا تشكلت هذه الحكومة على قاعدة اتفاق مكة قلت للرئيس الفلسطيني ان فرنسا ستكون على استعداد للتعاون معها وان بلدنا سيدعو ايضا الى مثل هذا الاتجاه داخل الاتحاد الاوروبي ولدى شركائنا الاخرين في المجتمع الدولي".

وكان الوزير الفرنسي يتحدث في ختام لقاء مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي يزور باريس.

وتم التوقيع على اتفاق مكة (السعودية) في الثامن من شباط/فبراير بين حركتي فتح وحماس. واتفق الطرفان على تشكيل حكومة وحدة وطنية.

ولا يشير الاتفاق صراحة الى اسرائيل لكنه يتطرق الى احترام الاتفاقات الموقعة بين اسرائيل والفلسطينيين وهو ما يعادل بالنسبة للبعض اعترافا ضمنيا باسرائيل.

وقال دوست بلازي للصحافيين "مع التزام الحكومة المقبلة باحترام الاتفاقات التي وقعتها منظمة التحرير الفلسطينية والشرعية الدولية فان اتفاق مكة يبدأ عملية يفترض ان تؤدي الى الاعتراف الكامل باسرائيل من جانب كل الفصائل الفلسطينية وعلى راسها حماس".

واضاف ان اتفاق مكة يشكل "خطوة مهمة نحو انضمام حماس الكامل والتام الى المبادىء الثلاثة التي حددتها اللجنة الرباعية والتي تبقى هي الهدف".

وقال المتحدث باسم الرئاسة الفرنسية جيروم بونافون ان الرئيس جاك شيراك الذي التقى عباس في وقت سابق "اكد دعم فرنسا لفكرة حكومة وحدة وطنية واعتبر ان اتفاق مكة يشكل خطوة اولى نحو اخذ شروط الرباعية في الاعتبار".

وتطالب اللجنة الرباعية (الولايات المتحدة والامم المتحدة وروسيا والاتحاد الاوروبي) الحكومة الفلسطينية بالتخلي عن السلاح في مواجهة اسرائيل والاعتراف بدولة اسرائيل وبالاتفاقات السابقة الموقعة معها مقابل استئناف تقديم المساعدات الى السلطة الفلسطينية التي كانت اوقفتها بعد تسلم حماس رئاسة الحكومة في آذار/مارس 2006.

وقال المتحدث باسم الرئاسة ان شيراك ابلغ عباس ان "فرنسا ستواصل التحرك ليساهم الاتحاد الاوروبي في هذه العملية على المستوى السياسي وكذلك على صعيد التعاون".

وشدد الرئيس الفرنسي على "اهمية الافراج عن الجندي الاسرائيلي..كخطوة حيال المجتمع الدولي".

من جهته كرر عباس عقب لقائه شيراك امله رفع الحصار. وقال للصحافيين "طلبنا الا تخضع الحكومة الجديدة التي ستشكل للحصار نفسه الذي فرض على الحكومة الحالية نأمل ان يرفع هذا الحصار" مشيرا الى ان "الام الشعب الفلسطيني ستستمر والعقوبات ستتسبب بمزيد من الخراب".

ورأى الرئيس الفلسطيني ان شيراك "مستعد لبذل جهود بهدف معالجة المشاكل بيننا وبين الاسرائيليين وفرنسا ابدت استعدادا دائما للقيام بجهود".

وفي تصريحاته المشتركة مع وزير الخارجية الفرنسي، اكد عباس ان حكومة الوحدة الوطنية ستتألف "خلال الشهر القادم" وانها ستشكل "قاعدة سياسية تسمح لنا ببدء العمل مع المجتمع الدولي".

وقال "سررنا جدا لمعرفة ان فرنسا ستتعامل مع حكومة الوحدة الوطنية وستدعو دول العالم الاخرى ودول الاتحاد الاوروبي بشكل خاص الى التعامل معها".

من جهة ثانية شدد الوزير الفرنسي على ضرورة "الافراج من دون تأخير" عن "مواطنه" الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليت.

وخطفت ثلاث مجموعات فلسطينية شاليت الذي يحمل ايضا الجنسية الفرنسية في حزيران/يونيو من موقع عسكري حدودي مع قطاع غزة.

واكد عباس في هذا الاطار ان السلطات الفلسطينية ستواصل العمل من اجل الافراج عن الجندي الاسرائيلي "قبل تشكيل حكومة وحدة وطنية".

واطلق في المناسبة نداء من اجل الافراج عن عشرة الاف اسير فلسطيني في السجون الاسرائيلية.

وكان عباس التقى في وقت سابق الرئيس الفرنسي جاك شيراك الذي ذكر بمطالب المجتمع الدولي في ما يتعلق بحكومة الوحدة الفلسطينية.

وباريس هي المحطة الاخيرة من جولة عباس الاوروبية التي شملت ايضا لندن وبروكسل وبرلين.

وطالب عباس خلال جولته بازالة المقاطعة الدولية للحكومة الفلسطينية.

وكان رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل اعلن الجمعة ان عددا من الدول الاوروبية قررت تقديم مساعدة سنوية الى الحكومة الفلسطينية.

وقال مشعل في مؤتمر صحافي في القاهرة "هناك دول اوروبية قررت استئناف دعمها السنوي للحكومة الفلسطينية واتصلت بمسؤولين فلسطينيين" رافضا كشف اسماء هذه الدول.

واضاف ان "الحصار جريمة في الماضي كما اليوم لا مبرر له ولكن بعد اتفاق مكة وبعد تشكيل حكومة الوحدة لا يجب ابدا ان يستمر الحصار لحظة واحدة".

وسخر مشعل من رد الفعل الاسرائيلي على اعلان زيارته القريبة لموسكو وقال "طلع لنا الاسرائيليون بقصة اشبه بالفتوى انه لا يجوز الاتصال بالحكومة الفلسطينية". واكدت اسرائيل الجمعة انه "لا يجوز لاحد التواصل مع حماس لا سيما مع خالد مشعل الذي يعبر عن اكثر مواقف هذه الحركة تطرفا".

ومن المقرر ان يتوجه مشعل الاثنين الى موسكو لاجراء محادثات تتناول الوضع في الشرق الاوسط.

وهي الزيارة الثانية التي يقوم بها مشعل لروسيا بعد زيارة اولى في اذار/مارس وكان رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت وصف الاتصالات الروسية بحماس بانها "خطأ".

اشتباكات عشائرية

ميدانيا، افادت مصادر طبية إن أربعة فلسطينيين قتلوا في اشتباكات بين عشيرتين متناحرتين في قطاع غزة السبت في أشرس أعمال عنف منذ اتفاق تشكيل حكومة الوحدة.

وتابعوا أن فلسطينيا ينتمي الى حماس قتل بالرصاص على أيدي مسلحين من عشيرة منافسة في نزاع عائلي في الساعات الاولى من صباح السبت. وقالت حماس ان الرجل كان قائدا محليا لجناحها المسلح.

وأثار مقتل الرجل اشتباكا قتل فيه عضو في العشيرة الاخرى واحدى قريباته وهما من أنصار حركة فتح.

وقتل أحد المارة أيضا في الاقتتال الذي أسفر أيضا عن اصابة 18 اخرين.

وقالت العائلتان ان الاقتتال كان نزاعا داخليا وليست له دوافع سياسية.

وذكر سكان أن قوات الامن لم تكن طرفا في الاقتتال والذي وقع في بلدة خان يونس بغزة.

وأدانت الحكومة الفلسطينية بقيادة حماس العنف وقالت ان قوات الامن ستقوم بواجبها في مطاردة المعتدين وتقديمهم للعدالة.

وتابع غازي حمد المتحدث باسم الحكومة الفلسطينية في بيان ان الحكومة الفلسطينية تدين محاولة بعض الاطراف انتهاك اتفاق مكة واعادة المنطقة الى دائرة العنف واراقة الدماء والتوترات.

وتابع البيان أن الحكومة الفلسطينية ما زالت ملتزمة باتفاق مكة واعادة الهدوء والاستقرار.

مواجهة بنابلس

من جهة اخرى، قال مسؤولو مستشفى ان القوات الاسرائيلية أصابت ثلاثة شبان فلسطينيين من رماة الحجارة بجروح متوسطة في نابلس في الضفة الغربية باستخدام أعيرة مطاطية.

وأضافوا أن القوات الاسرائيلية حضرت للمنطقة لتجميع قوة اسرائيلية كانت تحرس موقع مراقبة في نابلس عندما بدأ الشبان يلقون الحجارة. وتعرض الجنود لاطلاق نيران من مسلحين فلسطينيين.

وقال الجيش الاسرائيلي ان قواته ردت بوسائل "لتفريق أعمال الشغب" بعدما تعرضت لاطلاق نار من مسلحين خلال شغب ألقيت فيه حجارة خرسانية.

(البوابة)(مصادر متعددة)