اعلن مجلس الحكم الانتقالي العراقي الحداد على ارواح ضحايا تفجيرات كربلاء والكاظمية محذرا من استهداف الوحدة الوطنية وندد الجيش الاميركي بالعمليات "الارهابية" فيما حذر فضل الله من فتنة طائفية.
أعلن مجلس الحكم في العراق الحداد الرسمي لمدة ثلاثة أيام على ضحايا تفجيرات يوم عاشوراء.
وقال أعضاء في المجلس أثناء مؤتمر صحفي إن "قوى الشر تريد إشاعة الفوضى وإحلال الحرب في البلاد"
ومزقت انفجارات صفوف الشيعة المحتشدين لاحياء ذكرى عاشوراء في الكاظمية ببغداد ومدينة كربلاء الشيعية المقدسة يوم الثلاثاء مما أسفر عن سقوط اكر من 140 قتيلا على الاقل في اعنف يوم يشهده العراق منذ سقوط صدام حسين.
ووصف زعماء الشيعة الذين يمثلون 60 بالمئة من سكان العراق الهجمات بأنها محاولة لاشعال حرب أهلية.
واحتشد الشيعة في كربلاء لاحياء ذكرى عاشوراء يوم العاشر من شهر محرم الذي قتل فيه الامام الحسين حفيد النبي محمد في معركة دارت قبل أكثر من 1300 سنة.
ويحيي الشيعة ذكرى عاشوراء التي كانت محظورة في عهد صدام بضرب رؤوسهم وصدورهم لاظهار حزنهم وتكرار معاناة الحسين.
وقال حامد البياتي المسؤول البارز بالمجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق ان هذا العمل الاجرامي في هذا اليوم المقدس يظهر أن "الارهابيين" لا يقفون عند حد وانهم يقتلون الزوار والحجاج من العراق والابرياء من كل مكان.
وأضاف البياتي في بغداد أن فلول النظام القديم مدعومة بانصار تنظيم القاعدة وراء هذا العمل الذي قال انه يهدف الى اشعال حرب أهلية. لكنه أوضح أنهم وبقية أفراد شعب العراق مدركين لهذا
الخطر ولن يذعنوا له.
وقال الجيش الاميركي في بيان "من ينفذون هذه الهجمات جبناء وارهابيون." وقال ضباط ان انفجارات بغداد ربما نتجت عن هجمات بقذائف مورتر أو هجمات انتحارية لكن ليس لديهم معلومات عن منفذيها.
وقالت القوات الاميركية في العراق في وقت سابق انها حصلت على اسطوانة مدمجة تحمل خطابا من أبو مصعب الزرقاوي وهو أردني تشتبه واشنطن أنه يعمل لحساب تنظيم القاعدة وهناك مكافأة قيمتها عشرة ملايين دولار لمن يرشد عنه.
وأضاف الجيش ان الخطاب يحث على تنفيذ هجمات انتحارية ضد الشيعة في محاولة لاشعال
حرب أهلية.
وافادت ترجمة أميركية للخطاب قوله ان قتال الشيعة هو السبيل لحمل الامة على دخول المعركة وان العمليات الانتحارية ستنفذ وستستخدم سيارات ملغومة لايذاء الشيعة.
وتفرق زوار كربلاء بعد الانفجارات في حالة فزع وهم ينتحبون ويصرخون. وسارع
المسعفون في كربلاء بنقل الجرحى الى مستشفى متنقل أقيم في الهواء الطلق. ونقلت بعض جثث
القتلى بعيدا في عربات قمامة وغطيت جثث أخرى بأغطية سوداء في مكانها.
واصطف الشيعة الذين كانوا قبل ذلك يشجون رؤوسهم حزنا على الحسين ليتبرعوا بالدم
للجرحى.
ويوم الاثنين توصل ممثلو الطوائف والاعراق المختلفة في مجلس الحكم العراقي الذي عينته الولايات المتحدة الى دستور مؤقت للبلاد بعد أن نحوا جانبا خلافاتهم بشأن دور الاسلام وتمثيل المرأة ومطالب الاكراد بالحكم الذاتي.
واضطر الشيعة الذين عانوا من الاضطهاد على مدى عقود في ظل حكم صدام للتخلي عن العديد من مطالبهم أثناء المحادثات. فقد أرادوا اعتبار الاسلام المصدر الرئيسي للتشريع لكن اعترف الدستور الجديد به كمصدر من مصادر التشريع وضمن بند للحقوق حرية العقيدة.
وإثر الانفجارات حذر المرجع الشيعي السيد محمد حسين فضل الله من مشروع اميركي يهدف الى اثارة "فتنة كبرى" بين الشيعة والسنة في العراق.
وفي رد فعل على الانفجارات في بغداد وكربلاء، قال الشيخ فضل الله في خطبة امام آلاف من الشيعة في ذكرى عاشوراء في الضاحية الجنوبية لبيروت ان "الولايات المتحدة تعمل لاثارة فتنة كبرى في الساحة العراقية تمهد لها السبيل لاطالة امد احتلالها".
وأشار المرجع الشيعي إلى أن "سلسلة الاحداث التي طاولت مواقع عبادة واماكن مقدسة للمسلمين الشيعة كما طاولت مواقع اخرى للسنة، تؤكد ان الفاعل واحد ويسعى الى تحريك الفتنة المذهبية" في العراق.
ودعا السيد فضل الله الذي يتجاوز تأثيره لبنان "علماء السنة والشيعة والشعب العراقي" الى "العمل على احباط هذه الفتنة وقطع الطريق على مطلقي شرارتها"، مؤكدا ضرورة "العمل لحماية الوحدة الاسلامية بكل الامكانات".
وعلى صعيد متصل دانت بريطانيا اليوم الثلاثاء الهجمات التي استهدفت العاصمة العراقية ومدينة كربلاء المقدسة وقالت ان وقوعها خلال احتفالات المسلمين الشيعة وبعد يوم من اعتماد قانون ادارة الدولة لم يكن من قبيل الصدفة. وقال وزير الخارجية البريطاني جاك سترو ان قلوبنا وافكارنا وصلواتنا مع كافة من قتل في الهجمات التي استهدفت مساجد شيعية في بغداد وكربلاء.
واضاف بالطبع فانني اعتقد انه ليس من قبيل الصدفة ان تقع هذه التفجيرات خلال احتفالات الطائفة الشيعية .. وكذلك بعد يوم من ورود انباء جيدة من العراق حول التوصل الى اتفاق على ما يمكن وصفه بالدستور المؤقت. وجاءت تصريحات سترو في مبنى وزارة الخارجية حيث يجري محادثات مع نظيره الاسرائيلي سيلفان شالوم.
ومن ناحيتها دانت فرنسا بشدة اليوم الثلاثاء التفجيرات التي استهدفت المسلمين الشيعة في العاصمة العراقية ومدينة كربلاء المقدسة. وقدمت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان لها التعازي لعائلات الضحايا واعربت عن تعاطفها مع الشعب العراقي الذي تعرض للكثير من المحن. واضاف البيان انه في الوقت الذي يواجه فيه العراق تحديات هامة في عملية اعادة الاعمار الاقتصادي والسياسي، حان الوقت لوقف العنف وحشد الجهود للتوصل الى مصالحة وطنية حقيقية.
كما دانت المانيا الهجمات على المسلمين الشيعة في مدينتي بغداد وكربلاء بالعراق اليوم الثلاثاء ووصفتها بالهمجية. واعرب وزير الخارجية الالماني يوشكا فيشر في تصريحات للصحافيين عن صدمته لتلك الهجمات المروعة..التي ادت الى مقتل عدد كبير من الابرياء. وصرح فيشر بعد محادثات مع نظيره الروماني ميرسا غوانا ان هذه اعمال همجية ندينها باقسى العبارات. وقتل اكثر من مئة شخص وجرح حوالي مئة اخرين في سلسلة من التفجيرات وقعت في مدينتي بغداد وكربلاء فيما كان الشيعة يحيون يوم عاشوراء—(البوابة)—(مصادر متعددة)