تواصل ردود الفعل الغاضبة في اوروبا بعد قضية التجسس الاميركية على الاتصالات

تاريخ النشر: 01 يوليو 2013 - 04:22 GMT
المستشارة الالمانية انغيلا ميركل
المستشارة الالمانية انغيلا ميركل

اعلن متحدث باسم المستشارة الالمانية انغيلا ميركل الاثنين ان على الولايات المتحدة ان "تعيد بناء الثقة" مع حلفائها الاوروبيين بعد الكشف عن برنامج التجسس الاميركي.

واضاف المتحدث ستيفن سيبرت ان الحكومة الالمانية اعربت للبيت الابيض في نهاية الاسبوع عن "دهشتها" لتلك المعلومات، مضيفا ان هذه القضية بحاجة الى توضيحات.

وقال سيبرت في مؤتمر صحافي عادي للحكومة ان "اوروبا والولايات المتحدة شركاء واصدقاء وحلفاء. يجب ان تكون الثقة اساس تعاوننا. والثقة في هذه القضية يجب ان يعاد بناؤها".

وكشفت مجلة دير شبيغل الالمانية في عددها الاحد ان وكالة الامن القومي الاميركية تجسست على مبان رسمية تابعة للاتحاد الاوروبي في الولايات المتحدة، وكذلك في بروكسل منذ سنوات عدة. ومن ضمن الاتحاد الاوروبي كانت المانيا هدفا مميزا بحسب المجلة.

وقال سيبرت ان "التقارير (صحافية) لا تشكل دائما وقائع. ولذلك سيتعين تقديم توضيحات".

لكن "اذا ما تاكد ان ممثليات دبلوماسية تابعة للاتحاد الاوروبي ودول اوروبية تعرضت للتجسس، فسيكون علينا عندئذ ان نقول بوضوح: التجسس على اصدقاء غير مقبول، (...) لم نعد في الحرب الباردة".

وقال المتحدث ايضا ان "الحكومة الالمانية ملتزمة بالحصول على توضيحات كاملة، وبان يتم بالتالي تبني رد اوروبي واضح وبالاجماع".

واوضح ان مباحثات تجري مع الحكومة الفرنسية في هذا الموضوع.

وجرت اتصالات ايضا مع واشنطن تمهيدا لمحادثات حول الموضوع بين المستشارة الالمانية انغيلا ميركل والرئيس الاميركي باراك اوباما.

وقال سيبرت ان اوباما "يقوم بجولة حاليا في افريقيا. لكن اجهزتنا على اتصال، واعتقد ان محادثات ستحصل قريبا" مع المستشارة. وبرر هذه الحاجة الى الحوار بما تكشف منذ ان تم التطرق الى الموضوع بين ميركل واوباما اثناء زيارة الرئيس الاميركي الى برلين في 19 حزيران/يونيو.

ودعت وزارة الخارجية الالمانية السفير الاميركي في برلين فيليب مورفي ايضا "للتباحث". ورفض سيبرت استخدام كلمة "استدعاء" لهذا اللقاء الذي قد يعقد بعد ظهر الاثنين.

وردا على سؤال حول انعكاس محتمل لقضية التجسس على المفاوضات بشان معاهدة التبادل الحر عبر الاطلسي، شدد المتحدث باسم الحكومة الالمانية على الحاجة الى "الثقة" بين الطرفين.

وقال "نريد هذا الاتفاق للتبادل الحر". لكن "من الواضح انه من اجل التباحث بشان اتفاق، نحتاج الى ثقة متبادلة. ان اتفاقا مماثلا ينبغي ان يتم التفاوض بشانه بين متساوين وفي جو من الثقة، وهذا هو بالتحديد الجو الذي ينبغي بناؤه".

ومن جهته، طلب الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الاثنين من الولايات المتحدة ان توقف "فورا" تجسسها على الاتحاد الاوروبي، وقال ان فرنسا لا يمكن ان "تقبل بمثل هذه التصرفات".

واضاف الرئيس الفرنسي على هامش زيارة الى لوريان (غرب) "لا يمكن ان نقبل بهذا النوع من التصرف بين شركاء وحلفاء"، معتبرا ان "العناصر باتت متوافرة بما يكفي لكي نطلب توضيحات".

وقال هولاند "نطلب التاكيد او النفي. لا يمكننا ان نصدر احكاما مسبقة".

واضاف "لا يمكن، في فرنسا، ان نجري مفاوضات او تعاملات في كل المجالات الا فور حصولنا على هذه الضمانات، ولكن هذا ينطبق ايضا على كل الاتحاد الاوروبي، كل شركاء الولايات المتحدة"، في اشارة الى المفاوضات التي ستبدأ في تموز/يوليو بين الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي حول منطقة للتبادل الحر عبر الاطلسي.

وتابع الرئيس الفرنسي "نعرف جيدا ان هناك انظمة ينبغي ان تراقب وخصوصا من اجل مكافحة الارهاب، لكني لا اعتقد ان هذا الخطر قائم في سفاراتنا او في الاتحاد الاوروبي".

واوضح فرنسوا هولاند انه طلب من لوران فابيوس وزير الخارجية الفرنسي "الاتصال فورا بنظيره (الاميركي) جون كيري للحصول على كل التوضيحات وكل المعلومات".

واضاف "بالطريقة نفسها، سيكون هناك لقاء بين وزير الخارجية وسفير الولايات المتحدة لتقدير الامر وابلاغه انه لا يمكننا قبول هذا النوع من التصرفات بين شركاء وحلفاء".