النيل يحبس شيرين عبدالوهاب 6 شهور.. تنتظر الاستئناف لتبيان "الدعابة"

تاريخ النشر: 01 مارس 2018 - 08:23 GMT
شيرين تواجه الحبس بسبب البلهارسيا
شيرين تواجه الحبس بسبب البلهارسيا

قضت محكمة مصرية بحبس المطربة شيرين عبد الوهاب 6 أشهر، وإلزامها بدفع 10آلاف جنيه مصري  لإدانتها بالإساءة لسمعة البلاد، ووافقت المحكمة على خروجها لحين الطعن بالقرار من خلال محكمة الإستئناف بكفالة 5 ألاف جنيه.

وانتشر مقطع فيديو للمطربة المصرية من حفل أقامته في إمارة الشارقة، ترد خلاله على طلب إحدى المعجبات بأداء أغنية "مشربتش من نيلها"، بأن الشرب من مياه النيل يؤدي إلى الإصابة بمرض "البلهارسيا"، موجهة نصيحة لها بشرب نوع آخر شهير من المياه المعدنية الفرنسية.

وأصدرت نقابة المهن الموسيقية بيانًا آنذاك، قالت فيه إن ما بدر من المطربة شيرين يعد "سخرية واستهزاءًا بمصر"، وذكر البيان أن الحفل كان قد أقيم في الإمارات في شهر يناير/كانون الثاني الماضي، ضمن فعاليات مهرجان الشارقة للموسيقى العالمية.

 

بيان اعتذار شيرين

دفع الهجوم الشرس على شيرين عبد الوهاب، إلى إصدار بيان عنها نشرته عبر الصفحة الرسمية لها، على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، أوضحت فيه أنها نشأت ابنة منطقة القلعة الشعبية التي تعلمت حب الوطن والانتماء إليه من البُسطاء، الذين يُشبهونها في حب تراب الوطن دون مُقابل.

ونوهت بوصولها إلى الشهرة، وأنها أصبحت شخصية عامة تُحاسب على كل نفس تتنفسه على، حد وصفها، إلا أنها ما زالت تحتفظ بعفويتها التي تسبب لها الكثير من المشاكل.

ووصفت شيرين دُعابتها بأنها لم تكن في محلها، وأن التعبير خانها، موضحًة في بيانها، أن مُقدمته ليست للدفاع عن خطأ ولا الهروب من اعتذار واجب.

واستنكرت شرين ظهور الفيديو في ذلك التوقيت، رغم مرور ما يقرب من عام عليه، وقالت إنها عندما شاهدته بعد انتشاره شعرت أن الموقف حدث لأول مرة، وأن من تتحدث شخص آخر، وسبب ذلك أنها لا تعني ما قالته، ولا يُعبر عما بداخلها تجاه وطنها.

 

ماذا قالت الصحافة عن خطأ البلهارسيا

ندد أمجد مصطفى في الوفد المصرية المطربة قائلاً إنه " آن الأوان لكى تصمت شيرين عن الكلام وعن الغناء لأنها حتى الآن ورغم مرور سنوات طويلة على ظهورها قاربت على الربع قرن لم يكن تأثيرها الغنائي بحجم موهبتها الغنائية".

ويضيف الكاتب أن المغنية لديها "تاريخ طويل من الأخطاء والتطاول على الآخرين، واختتمت الحكاية بمصر التي منحتها كل شيء. منحتها السماء والأرض التي تعيش عليها ومنحتها جدران المنزل الذي يحميها هي وأطفالها من التشرد، مصر التي منحتها المال والاضواء، مصر التي جعلت كل العالم العربي يحترمها، ومخطئة شيرين لو تصورت أن موهبتها فقط كانت جواز مرورها للناس".

على المنوال ذاته، تتساءل ماجدة موريس في صحيفة الجمهورية المصرية "هل من الصعب أن يفكر الإنسان لحظة فيما يقوله للآخر؟ وهل من الصعب أن يتحلى الإنسان بالفعل والإدراك السليم وهو في محفل يتابعه المئات باعتباره النجم الكبير الذي يمتلك رصيداً فنياً وحبا من الملايين؟ وهل من حق هذا النجم، في لحظات انتظار الناس لفنه، أن يقول أي كلام وأن يكشف عن لياقة ضائعة وعقل خاصمه الذكاء فيثير غضب الجماهير التي جاءت لتسمعه".

وتضيف الكاتب "شيرين هنا تفجر قضية هامة هي اختلال الموازين في كل الأمور، خصوصاً عالم الفن بفعل غياب قيم العلم والثقافة عن ذهن المسئولين عن مؤسسات الميديا المتحكمة في أذواق ملايين المشاهدين ودخول صناع الإثارة علي السوشيال ميديا لتسخين أي سلوك، ثم الصمت المؤسف للنقابات والمجتمع الثقافي عن تجاوزات المشاهير".

أما جلال عارف فيقول في صحيفة الأخبار المصرية إن "شيرين أخطأت وكان الخطأ هذه المرة فادحا في حق الوطن، وفي حق نفسها. وكلنا مستاؤون مما فعلت. لكن علينا ان نقدر ان خطأها لم يأت من موقف يعادي الوطن، بل من سوء تصرف وقلة ثقافة وعدم تقدير لما يقال وما لا يمكن قوله. ومن هنا فليس المطلوب ذبح هذه الفنانة الموهوبة وإنما أن نقودها للطريق الصحيح الذي تتوقف فيه عن هذه الأخطاء، وتتفرغ فيه لفنها الجميل ولموهبتها الكبيرة التي يبددها تكرار الخطأ، بينما يصونها ان تحميها بالتعلم وبالثقافة وبالعمل الجاد لتقديم ما يسعد الناس من غناء جميل".

 

تسليط الضوء على مشاكل نهر النيل بسبب شيرين

تقول منى سلمان في التحرير المصرية إن "المفارقة الكبرى أن تأتي هذه الأزمة على خلفية تصريح يسيء إلى نهر النيل الذي يواجه خطرًا أكبر من البلهارسيا ومن المزحة الغليظة للمطربة (العفوية) خطرًا يمتد إلى وجود النهر نفسه، ولا أعرف هل هي مجرد مصادفة أن يظهر تسجيل المطربة بعد أيام قليلة من إعلان إخفاق مفاوضات سد النهضة بعد إخفاق الاجتماع الوزاري الثلاثي في القاهرة ليصبح الغضب على شيرين أكبر من الغضب على العطش الذي بات وشيكا وترتفع صيحات المطالبة برأس شيرين انتقاما لكرامة النهر الذي لم يغضب أحد لتلويثه بالمخلفات وجثث الحيوانات النافقة والاعتداء عليه بل وتهديد وجوده هو مشهد الذروة في مسرحية عبثية أم لا؟"

أما إيلي عبدو في القدس العربي اللندنية فيقول إن "الفراغ في الوطنية، يجري التعويض عنه بشكل شعبوي، تارة من قبل المجتمع، وطوراً بتوظيف من النظام. والهجوم على تصريحات الفنانة شيرين حول مياه النيل، يأتي في هذا السياق. فالشتائم والانتقادات التي وجهت لها، كانت تثأر لرمز من رموز البلد، يضاف إلى الأهرامات وسواها. رمز يسهم في صناعة صورة مصر وتاريخها و(عظمتها) ضمن سردية تفخيمية مردها التعويض عن افتقاد الوطنية القانونية والدستورية التي من المفترض أن تنظم حياة الناس بأقل الأضرار".

ويتابع الكاتب: "أما النظام، فقد وجد في التصريحات، مخرجاً إعلامياً مؤقتاً لحرف الانتباه عن فشل مفاوضاته مع إثيوبيا والسودان، حول سدّ النهضة الذي سيخفف حصة مصر التاريخية من النيل، فجعل من شتيمة النهر غطاء لضياع النهر نفسه، مستغلاً شعبوية مجتمعية ترى الرموز أهم من التعايش في ظلها".

 

هاشتاغ ضد شيرين

ودشن الجمهور هاشتاغ على مواقع التواصل الاجتماعي تويتر باسم "باشرب من نيلها ومش هاسمع شيرين"، ودعا البعض من خلالها إلى مُقاطعة أي إعلامي يحاول تحسين صورة شيرين، واعتبار تصريحها الأخير "ذلة لسان"، على حد وصفهم.

ونشر البعض صورًا لشيرين في بداية مشوارها الفني، مُعلقين عليها "كنتي ساعتها بتشربي من ترعتها مش من نيلها"، وكتب آخرون "شيرين قبل ما تشرب من خيرها وبعد ما شربت من خيرها".