ادت الحرب المستمرة منذ نحو ثلاثة اشهر بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع الى نزوح اكثر من ثلاثة ملايين شخص داخل وخارج البلاد، بحسب تقديرات المنظمة الدولية للهجرة.
واظهرت بيانات نشرتها المنظمة مساء الثلاثاء، ان نحو 2.4 مليون شخص نزحوا داخليا، فيما توجه أكثر من 730 ألفا الى بلدان مجاورة من كمصر وتشاد واثيوبيا وكذلك جنوب السودان.
وقالت مصر في 19 حزيران/يونيو ان قرابة ربع مليون سوداني لجأوا اليها منذ اندلاع الحرب في بلادهم.
وغالبية النازحين يتحدرون من الخرطوم التي يتركز فيها الجزء الاكبر من القتال اضافة الى اقليم دارفور غربي البلاد، والذي بات يشهد اعمال عنف عرقية متصاعدة يؤججها الصراع.
وتواصل القتال في الخرطوم الاربعاء، بين الجيش بقيادة الفريق عبدالفتاح البرهان وقوات الدعم السريع التابعة لحليفه السابق وخصمه حاليا الفريق محمد حمدان دقلو (حميدتي).
وافاد شهود بسماع جوي قصف مدفعي وغارات جوية في ام درمان وبحري، المدينتين اللتين تشكلان مع الخرطوم العاصمة الكبرى للبلاد، والتي ادى القتال إلى تدمير مناطق واسعة فيها.
ويبدو ان القتال اخذ في الامتداد الى مناطق قصية من البلاد، حيث تحدثت تقارير عن معارك بين الجيش ومتمردي الحركة الشعبية لتحرير السودان في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق قرب الحدود الاثيوبية، مضيفة ان المعارك تسببت في اطلاق موجات نزوح للاهالي من تلك المناطق.
قتل على الهوية
وفي دارفور، التي تشهد موجات من الهجمات، بات المدنيون عرضة للقتل على الهوية، فيما عمت الفوضى حيث كثرت اعمال النهب وسط انهيار للخدمات الصحية وانقطاع الكهرباء ونقص الغذاء والماء، فضلا عن تفشي جرائم الاغتصاب.

وسجلت وحدة مكافحة العنف ضد المرأة والطفل الحكومية الثلاثاء تسع حالات اغتصاب جديدة في الخرطوم، ليرتفع الى 51 عدد الحالات الموثقة منذ اندلاع الحرب.
على ان الوحدة التي ينظر اليها باعتبارها محايدة، اكدت في بيان أن العدد الفعلي للجرائم الجنسية أعلى من ذلك بكثير على الأرجح، مضيفة ان قوات الدعم السريع تقف وراء معظمها.
ومن جانبها، تعهدت قوات الدعم بمحاسبة من يثبت تورطهم من عناصرها، داعية المدنيين إلى الإبلاغ عن مثل تلك الانتهاكات.
وفي الاثناء، تتوالى تحذيرات المنظمات الانسانية الدولية من تدهور اكثر في اوضاع المدنيين في السودان الذي يعدّ من أكثر دول العالم فقراً.
وتقول الامم المتحدة ان 25 مليون سوداني يمثلون أكثر من نصف عدد السكان، يحتاجون الى حماية ومساعدة إنسانية.
وأدّى النزاع الذي تفجر في 15 نيسان/أبريل الى مقتل ما يزيد على 2800 شخص، كما تسبب في نزوح نحو 2,8 مليونا داخل وخارج البلاد، منهم أكثر من 600 ألف توجهوا إلى مصر وتشاد.
ويتبادل الطرفان المتناحران في السودان الاتهامات بالمسؤولية عن التصعيد الذي ياتي بعدما تاجل لمرتين توقيع اتفاق سلام بين العسكريين والمدنيين لانهاء الأزمة السياسية التي تعيشها البلاد منذ اطاحة الرئيس السابق عمر البشير في 2019.