اظهرت ارقام رسمية نشرت الخميس، تجاوز حصيلة الزلزال المدمر في تركيا وسوريا 16 الف قتيل وسط مخاوف من تخطيها 20 الفا، وذلك وسط استمرار عمليات البحث عن ناجين تحت الانقاض في اجواء شديدة البرودة.
وقالت السلطات ومصادر طبية ان 12873 الف شخص قتلوا في تركيا، فيما وصل عدد القتلى في سوريا الى 3162، وهو ما يجعل الحصيلة الاجمالية تصل الى 16035 قتيلا.
على ان الامم المتحدة حذرت من ان الحصيلة النهائية قد تتخطى العشرين الف قتيل، مع تضاؤل فرص العثور على ناجين بعد ثلاثة ايام من الزلزال الذي بلغت قوته 7.8 درجات ووصف بانه الاعنف منذ نحو مئة عام.
وتعد هذه أسوأ حصيلة منذ زلزال عام 1999 الذي قتل فيه 17 ألف شخص في تركيا.
وتعد الساعات ال72 الأولى حاسمة للعثور على ناجين، حيث ان نحو 90 بالمئة منهم يتم انقاذهم خلال هذه الفترة بحسب الخبراء.
ومنذ اللحظات الاولى للزلزال الذي وقع فجر الاثنين، تتواصل عمليات البحث بلا توقف، لكن التدني المتوالي في درجات الحرارة التي وصلت ما دون 5 درجات، لا يزال يعيق عمليات الانقاذ، كما انه يزيد معاناة الناجين الذين فقدوا منازلهم وكل ما يملكون.
وقد حول الالاف سياراتهم الى ملاجئ مؤقتة يمضون الليل البارد جدا داخلها، خصوصا في مدينة غازي عنتاب جنوبي تركيا التي تعد الاشد تضررا من الزلزال الى جانب كهرمان مرعش.
كما استقبلت المساجد والصالات الرياضية والمدارس اعدادا اخرى، لكنها جميعا لا تتوافر على اعداد كافية من الاسرة ومتطلبات النوم، فضلا عن المساحة الضيقة قياسا بالاعداد الكبيرة من الناس.
"ثغرات"
وفي الاونة، يتصاعد الغضب في اوساط الناجين بسبب بطء استجابة الحكومة التركية للكارثة، وهو الامر الذي اقر به الرئيس رجب طيب أردوغان خلال تفقده المناطق المنكوبة.
وقال اردوغان ان الامر لا يخلو بالفعل من أوجه قصور، معتذرا باستحالة الاستعداد لكارثة من هذا النوع.
لكن كان لافتا عدم تسامح السلطات مع اي انتقاد لطريقة تعاملها مع الكارثة، حيث اعتقلت 12 شخصا جاهروا بذلك، خصوصا عبر تطبيق تويتر، والذي جرى حجبه ليل الاربعاء الخميس قبل ان يعاود العمل.
واعلن إيلون ماسك رئيس تويتر ان الحكومة التركية ابلغت الشركة انه سيتم إعادة تشغيل الخدمة قريبا، بحسب تغريدة نشرها مساء الخميس..
وقدرت منظمة الصحة العالمية عدد المتضررين بالزلزال في سوريا وتركيا باكثر من 23 مليون شخص، خمسة ملايين منهم يعانون اوضاعا شديدة السوء.
ويبدو الحال في سوريا مماثلا، مع فارق ان الامكانيات واعداد فرق الاغاثة اقل بكثير، خصوصا في المناطق التي تخضع لسيطرة المعارضة.
ويشكو احد المنقذين العاملين في جنديرس من ان هناك ما يصل الى 500 شخص عالقون تحت انقاض كل مبنى مهدم، فيما لا يوجد سوى عشرة اشخاص في افضل الاحوال يعملون لانتشاله وانقاذهم باليات بدائية.
