شهدت مدينة نيويورك الأميركية الأسبوع الماضي الحدث السنوي الأبرز في عالم الأزياء، وهو حفل "ميت غالا-Met Gala" الذي يقيمه معهد الأزياء والفنون في متحف المتروبوليتان بمشاركة أبرز النجوم حول العالم.
وكما جرت العادة يختار منظمو الحفل موضوعًا محوريًا يتقيد به معظم المدعوين بارتداء الملابس الملائمة معه، فبعضهم بدا بإطلالات مبتكرة والبعض الآخر ظهر بإطلالات غير موفقة.
هذا العام وللمرة الأولى اتسمت موضة حفل "Met Gala" بالأجواء الدينية؛ وحمل عنوان "أجسام سماوية: الأزياء والمخيلة الكاثوليكية"، حيث غطت الصلبان المرصعة بالجواهر والحجاب وأغطية الرأس السجادة الحمراء.
وفي المقابل، أطلت العديد من نجمات هوليوود في الحفل، في هيئة آلهة وملائكة، ونجوم موسيقى روك كاثوليكية، فارتدت المطربة الأمريكية "كاتي بيري" زي ملاك، بينما وقفت المطربة الأمريكية "ريهانا"، أمام عدسات المصورين، وهي في هيئة بابا الفاتيكان.
لكن على ما يبدو أن موضوع الحفل لم يعجب الصحفي والإعلامي الأمريكي "بيرس مورغان" الذي انتقد القائمين على الحفل لاختيارهم موضوع الأديان.
وكتب "مورغان" مقالًا نشرته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية جاء فيه: "لدي خبر عاجل، العام القادم سيكون موضع حفل Met Gala عن "الدين الإسلامي"، أما عام 2020 سيكون موضوعه "الدين اليهودي" وسيرتدي الضيوف زي الحاخامات اليهودية. ما رأيكم؟".
وتابع: "لن يحدث ذلك، هذا مجرد اقتراح، لكني متأكد بأن الفكرة استفزت العديد من المسلمين واليهود".
وأكمل حديثه: "لكن هذا ما حدث الليلة الماضية، عندما تم التعامل من البعض مع الدين المسيحي بأزياء ساخرة، أنا لست متعصبًا لفكرة "الاستيلاء الثقافي" وهو تبني بعض العناصر المحددة لثقافة ما من خلال مجموعة ثقافية مختلفة والذي يشير إلى نظرة سلبية تجاه التبادل الثقاقي من ثقافة أقلية عبر ثقافة مسيطرة".
وقال: "عندما ارتدت المغنية الأمريكية "كيزيا داوم" الزي الرسمي الصيني خلال حفل تخرجها ضجت وسائل الإعلام ضدها معتبرينها أهانت الزي الرسمي التقليدي في الصين، لماذا لا يحدث ذلك عندنا؟".
وأكمل حديثه: "لماذا شعروا بالإهانة حين ارتدت فتاة أمريكية الزي الصيني التقليدي في حفل ما في حين لم يعيروا اهتمامًا لما حدث خلال حفل Met Gala، أنا كاثوليكي، لست الأكثر تدينًا على الإطلاق، لكن أعتبر الموضوع إهانة شخصية، أعرف الكثير من الأشخاص الملحدين وأنا أحترم ذلك، لكن ما أطلبه فقط هو الاحترام المتبادل".
وأكمل: "بكل وضوح، اعتبرت حفل Met Meta هذه السنة قد تخطى الحدود، وكان غير محترم بشكل واضح".
وأوضح "مورغان" أن هناك فرقًا هائلًا بين مشاهدة القطع الأثرية الدينية بطريقة مبهجة ومحترمة في متحف ما وبين رؤيتها معلقة على رأس شخص مغرور في حفلة ما.
وخلص الصحفي "مورغان" إلى القول: "أدعو القائمين على تنظيم حفل Met Gala الابتعاد كل البعد عن موضوع الأديان السماوية في حفلاتهم سواء الإسلامية أو اليهودية أو حتى المسيحية".