استقالة قريبة
قال مسؤول حكومي يوم الثلاثاء إن رئيس الوزراء الفلسطيني اسماعيل هنية سيقدم استقالته واستقالة حكومته التي تقودها حركة المقاومة الاسلامية (حماس) خلال يومين لافساح الطريق أمام تشكيل حكومة وحدة وطنية مع حركة فتح المنافسة. ومن المتوقع أن يرأس هنية الحكومة الجديدة بموجب شروط اتفاق بين حماس وفتح تم التوصل اليه في مكة الاسبوع الماضي ويهدف الى انهاء الاقتتال في غزة وتخفيف الحصار الاقتصادي المفروض على السلطة الفلسطينية. وقال المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه لرويترز "رئيس الوزراء سيقدم استقالة حكومته خلال اليومين القادمين حتى يتسنى له بدء الاجراءات الدستورية لتشكيل حكومة الوحدة."
وكان هنية قد قال في وقت سابق إن من السابق لأوانه تحديد موعد تقديمه استقالته وقال مسؤولون انه ما زال يتعين عليه أن ينتهي هو والرئيس محمود عباس زعيم حركة فتح من بعض المسائل المتبقية ومن بينها الاتفاق على وزير الداخلية ونائب رئيس الوزراء. واجتمع هنية مع زعماء 13 فصيلا فلسطينيا يوم الثلاثاء لحشد التأييد لاتفاق اقتسام السلطة مع عباس. وقال غازي حمد المتحدث باسم الحكومة الفلسطينية بعد الاجتماع "ستكون هناك اجراءات دستورية لتطبيق الاتفاق على الارض." وتابع "هناك مشاورات بين الرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء اسماعيل هنية. نحن نعمل بشكل سريع ولا نريد أن نضيع وقتا." وأضاف ان الزعيمين قد يجتمعان خلال اليومين القادمين. وما زال يتعين على عباس وحماس تسوية خلافاتهما بشأن مصير "القوة التنفيذية" التابعة لحماس ويبلغ قوامها 5600 عضو. وتطالب فتح بحل هذه القوة في حين تريد حماس الابقاء عليها. وقتل أكثر من 90 فلسطينيا في القتال بين فتح وحماس في الفترة من أواخر ديسمبر كانون الاول حتى أوائل فبراير شباط. أوقفت لجنة الوساطة الرباعية للسلام في الشرق الاوسط التي تضم الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي وروسيا والامم المتحدة مساعداتها المباشرة للسلطة الفلسطينية بعد تولي حركة حماس السلطة العام الماضي.
ورفضت حماس شروط اللجنة الرباعية لاستئناف المساعدات وهي الاعتراف باسرائيل ونبذ العنف وقبول اتفاقات السلام الموقعة. ولم يذكر اتفاق حكومة الوحدة الذي وقعته حماس وفتح في مكة يوم الخميس الماضي بوضوح مسألة الاعتراف باسرائيل. ورحبت روسيا وبعض دول الاتحاد الاوروبي باتفاق مكة لكن الولايات المتحدة احجمت عن ابداء رأي بشأنه. وقال مسؤولون اسرائيليون إن اسرائيل تدرس تعليق الاتصالات مع عباس اذا لم تلتزم حكومة الوحدة بالشروط الثلاثة.
وقد تزيد هذه الخطوة الضغوط على عباس وتعطل الجهود الامريكية لإنعاش محادثات السلام المتعثرة. وتعتزم وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس عقد قمة ثلاثية مع عباس ورئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود أولمرت في القدس يوم 19 فبراير شباط.
بيان اردني روسي يدعو لحل على أساس الدولتين
في الغضون شددت الاردن وروسيا هنا اليوم على محورية الصراع الفلسطيني الاسرائيلي وضرورة حله على اساس الدولتين ومعالجة قضايا الحل النهائي على اساس مبادرة السلام العربية وخارطة الطريق وقرارات مجلس الامن.
واكد الجانبان في بيان مشترك في ختام مباحثات جمعت الملك عبدالله الثاني والرئيس الروسي فلاديمير بوتين ان حل هذا الصراع مفتاح لمعالجة اهم الازمات التي تهدد الامن والاستقرار والقضاء على التطرف الارهاب.
وذكر بيان للديوان الملكي الهاشمي ان البيان المشترك تناول المباحثات التي تم خلالها بحث سبل تعزيز علاقات الصداقة والتعاون في مجالات السياسة والامن والاقتصاد والثقافة "تعبيرا عن اهتمامهما بتعزيز وتطوير هذه العلاقات على اسس طويلة الاجل بما يخدم المصلحة المشتركة".
وعبر الجانبان عن رفضهما لمحاولات حل النزاعات الاقليمية والدولية باستخدام القوة مؤكدين مواصلة جهودهما لتحقيق تسوية عادلة ودائمة وشاملة في الشرق الاوسط. واكد البيان ارتياح البلدين للمستوى المتقدم الذي وصلت اليه العلاقات الثنائية وحرصهما على تعزيز التعاون في جميع المجالات التجارية والاقتصادية والثقافية والسياحية وتشجيع تنفيذ المشاريع والبرامج المشتركة وتنشيط التعاون بين القطاع الخاص في البلدين.
ويلتقي بوتين قبل مغادرته عمان اليوم رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس للبحث في تطورات الوضع الفلسطيني وسبل تحريك عملية السلام وجهود روسيا في هذا المجال.