دعت حركة حماس في قطاع غزة الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى التراجع عن التوجه للامم المتحدة من اجل طلب عضوية دولة فلسطين فيها.
ونقلت وكالة "فرانس برس" عن بيان صدر عقب اجتماع للجنتين السياسية والقانونية في المجلس التشريعي عقد بمقره في غزة الثلاثاء 13 سبتمبر/ايلول دعتا فيه عباس "الى التراجع عن الخطوات الانفرادية الضارة بالقضية وضرورة توحيد الجهود الوطنية حول المصالحة وخيار مقاومة الاحتلال". واكدت اللجنتان ضرورة "استثمار الثورات العربية لانتزاع الحق الفلسطيني". كما دعتا الجامعة العربية الى "سحب المبادرة العربية واطلاق يد الشعوب في مقاطعة ومقاومة المحتل الصهيوني لتحرير الارض والمقدسات". وحذر البيان من "المخاطر التي تكتنف هذه الخطوة من النواحي السياسية والقانونية واثرها على مستقبل حق العودة وعلى وجود منظمة التحرير الفلسطينية وعلى فلسطينيي 1948 فضلا عن الاعتراف بالكيان الصهيوني والتنازل عن ارض فلسطين التاريخية في مقابل مكاسب سياسية وهمية وغير حقيقية". واعتبر النائب في المجلس التشريعي صلاح البردويل ان توجه السلطة الفلسطينية الى الامم المتحدة بمثابة "خطوة تحريكية تكتيكية تدعم مستقبل أوباما الانتخابي لأنها ستعمل على تشكيل حدود لدولة يهودية".
وأضاف: "سنكون نحن من قام بتحديد دولة اسرائيل بحدود الـ1967، وبالتالي سنكون ساهمنا في جر الدول العربية، وبعض الدول المساندة لنا للاعتراف بدولة الاحتلال وحدوده، وفي ضرب وتجريم المقاومة الفلسطينية والقضاء عليها ". هذا وأعلن رياض المالكي مسؤول الشؤون الخارجية في السلطة الوطنية الفلسطينية في حديث إذاعي الثلاثاء أن "السلطة الفلسطينية جهزت رسالة طلب الحصول على عضوية فلسطين الكاملة في الأمم المتحدة". واضاف إن "الرسالة التي تتضمن الطلب الفلسطيني بالحصول على عضوية فلسطين الكاملة في الأمم المتحدة جاهزة، وسيسلمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس للأمين العام للمنظمة الدولية".
مون: أؤيد الفلسطينيين
من جانبه اعرب بان كي مون امين عام الامم المتحدة عن تأييده لسعي الفلسطينيين الى العيش في دولتهم الخاصة، وعن امله بأن زعماء الدول المختلفة الذين سيشاركون في الدورة الـ 66 القادمة للجمعية العامة سيتخذون موقفا اكثر جديا من هذا الموضوع. وقال كي مون يوم الثلاثاء 13 سبتمبر/ايلول: "من المؤسف جدا ان الشعب الفلسطيني لا يملك الحقوق المشروعة لامتلاك دولته الخاصة، وانا اؤيد باصرار فكرة (انشاء) دولتين مستقلتين، حيث يمكن ان يعيش الفلسطينيون والاسرائيليون جنبا الى جنب في امن وسلام". الا انه نوه بان حصول دولة فلسطينية على سيادتها يجب ان يمر عبر المفاوضات مع الاسرائيليين والتي يجب البدء بها فورا، قائلا في نفس الوقت انه "في الوقت الحالي لا توجد ظروف للتقدم في هذه المشكلة". وحسب رأيه، فان الرباعية الدولية تعمل بجهد ، كما ان زعماء دول عربية يشاركون في التسوية الشرق اوسطية
واشنطن ترسل مبعوثيها
قالت الولايات المتحدة يوم الثلاثاء إن المبعوثين الامريكيين ديفيد هيل ودنيس روس سيعودان إلى الشرق الاوسط هذا الاسبوع سعيا لاحياء محادثات السلام الفلسطينية الاسرائيلية وتفادي المسعى الفلسطيني لنيل الاعتراف بدولة فلسطينية في الامم المتحدة. ويبدو ان مهمة هيل وهو المبعوث الامريكي للسلام في الشرق الاوسط وروس وهو مساعد بارز بالبيت الابيض ستكون محاولة اخيرة لاثناء الفلسطينيين عن مسعاهم لرفع درجة تمثيلهم في الامم المتحدة هذا الشهر وهي خطوة تعارضها اسرائيل بقوة.
وتسعى ادارة الرئيس الامريكي باراك أوباما لتفادي خطة فلسطينية لطلب العضوية الكاملة في الامم المتحدة اثناء دورة الجمعية العامة للامم المتحدة التي تبدأ في 19 سبتمبر أيلول.
ويدعي المسؤولون الامريكيون أن الخطوة الفلسطينية ستعقد الجهود المتداعية لاستئناف محادثات السلام المباشرة التي انهارت العام الماضي بسبب التعنت الاسرائيلي ووقوف الاميركيين موقف المتفرج والضعيف مع انتهاء فترة تعليق دامت عشرة شهور للنشاط الاستيطاني في الاراضي المحتلة. وتسعى اسرائيل لحشد التأييد الدولي ضد المسعى الفلسطيني الذي تعتبره محاولة لعزلها ونزع الشرعية عنها وتوسيع رقعة الصراع الى ساحات جديدة مثل المحكمة الجنائية الدولية ، وهي الخطوة التي ترعب اسرائيل كون جميع قادتها متهمين بارتكاب جرائم ضد الانسانية وجرائم ابادة ضد الاطفال والنساء والشيوخ
وقالت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون في وقت سابق يوم الثلاثاء "السبيل الوحيد للوصول الي حل دائم هو من خلال مفاوضات مباشرة بين الاطراف والطريق الي ذلك يقع في القدس وفي رام الله وليس في نيويورك." علما ان المفاوضات تراوح مكانها منذ عقود افقدت خلالها مصداقية القيادة الفلسطينية واضاعت الكثير من الحقوق في الوقت الذي تتوسع رقعة الاستيطان وتزداد عمليات القتل الجماعي بالسلاح الاسرائيلي
واضافت قائلة "أملنا هو أن نقنع الاطراف بالعودة الي... عملية يبدأون فيها بشكل فعلي التفاوض مرة اخرى" وهو هدف لمح منتقدون ومحللون الي انه سيكون صعب التحقيق.
وجدد أوباما ايضا معارضته للمسعى الفلسطيني في الامم المتحدة قائلا في مقابلة صحفية "لقد قلت بوضوح شديد ان هذا المسعى اذا جاء الي مجلس الامن فاننا عندئذ سنعترض عليه بقوة لاننا بالتحديد نعتقد انه سيكون غير ايجابي."
وقال مساعد كبير للرئيس الفلسطيني محمود عباس تحدث الى رويترز بعد اذاعة أنباء المهمة الامريكية ان الخطة ما زالت هي السعي للحصول على العضوية الكاملة لدولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة.
واضاف محمد اشتية ان الفلسطينيين سيتوجهون الى الامم المتحدة ومجلس الامن وسيطلبون العضوية الكاملة لدولة فلسطينية على حدود 1967. وأضاف ان هذا لا يتعارض مع أي جهود نحو مفاوضات سلام جادة. وفي وقت سابق قال اشتية ان القيادة الفلسطينية ما زالت مستعدة للاستماع الى أي اقتراحات لكنه قال ان المساعى الامريكية الحالية فات أوانها. واضاف في مؤتمر صحفي ان القضية بالنسبة للفلسطينيين ليست الامم المتحدة أو محادثات السلام وانهم يرون ان هذين الامرين يكملان ولا يناقضان بعضهما بعضا.
وقال إن الفلسطينيين مستعدون للاستماع الى أي اقتراح والتعامل مع أي اقتراح لكن هذا ليس خطوة تمنعهم من الذهاب الى الامم المتحدة. وقال انه اذا كانت الفكرة برمتها في أي اقتراح هي التحاور سلميا فمثل هذا الاقتراح لا يقدم في اخر لحظة.
ويتمتع الفلسطينيون الان بوضع مراقب في الامم المتحدة دون ان يكون لهم حق التصويت. ولكي يحصلوا على العضوية الكاملة ينبغي ان ينال مسعاهم موافقة مجلس الامن حيث قالت الولايات المتحدة انها ستستخدم حق النقض (الفيتو).