قالت صحيفة لوس انجليس تايمز ان الولايات المتحدة تعزز قواتها البحرية في الخليج ردا على تهديدات مسؤولين ايرانيين باغلاق مضيق هرمز في حال تم فرض عقوبات جديدة على ايران التي هون زعيمها الديني اية الله علي خامنئي من اثر العقوبات.
وجاء تقرير الصحيفة بعد تقرير اخر نشرته صحيفة نيويورك تايمز مطلع الشهر ونقلت فيه عن مسؤولين عسكريين اميركيين قولهم ان قوات اميركية جرى دفعها بصمت الى الخليج في محاولة لردع ايران عن غلق المضيق الاستراتيجي، ولزيادة حجم القوة الضاربة في حال تصاعدت المواجهة مع ايران حول ملفها النووي الى مواجهة عسكرية.
ووفقا لتقرير نيويورك تايمز، فان الهدف من عمليات نشر القوات في الخليج هو تعزيز الوجود الاميركي في المنطقة وطمأنة اسرائيل بان المسالة النووية الايرانية يجري التعامل معها.
ونقل التقرير عن مسؤول عسكري رفييع لم تكشف هويته قوله ان "الرسالة الى ايران هي: لا تفكروا حتى في الامر (غلق المضيق)، لا تفكروا حتى في ارسال قوارب سريعة للتحرش بقطعنا البحرية او بالسفن التجارية. والا فسوف نرسلها الى قعر الخليج".
والاربعاء، قالت صحيفة لوس انجليس تايمز ان البحرية الاميركية نشرت عشرات الغواصات الصغيرة غير الماهولة التي تم شراؤها بهدف اقتفاء وتدمير الالغام الموجودة تحت الماء في المنطقة وذلك قبيل مواجهة محتملة مع ايران.
وهذه الغواصات وهي من طراز (سي فوكس) والتي يبلغ طول الواحدة منها نحو متر ونصف المتر، مجهزة بكاميرات واجهزة سونار وشحنات متفجرة.
وكان جنرالات ايرانيون هددوا بغلق مضيق هرمز، وهو معبر نفطي حيوي في الخليج، في حال تم فرض عقوبات نفطية ضد ايران.
وقالت واشنطن انها لن تتسامح مع اي غلق للمضيق، والذي يشكل مسارا لنحو ثلث النفط المنقول بحريا في العالم. وقال وزير الدفاع الاميركي ليون بانيتا ان مثل هذه الخطوة ستستلزم ردا.
واضافة الى الغواصات غير الماهولة، قام الجيش الاميركي بنشر اربعة مروحيات قتالية بحرية واربع كاسحات الغام لتنضم الى حاملتي طائرات وسربا من مقاتلات اف-22 كان جرى نشرها سابقا في المنطقة.
وفي سياق متصل، فقد هَوَن الزعيم الايراني الاعلى آية الله علي خامنئي الاربعاء من شأن العقوبات المشددة التي فرضت على ايران هذا الشهر بشأن نشاطها النووي قائلا ان بلاده أصبحت "أقوى مئة مرة" من ذي قبل.
وبدأ تنفيذ الحظر الكامل لاستيراد النفط الخام الايراني إلى الاتحاد الاوروبي في الاول من يوليو تموز في جهد مشترك مع الولايات المتحدة لاجبار طهران على كبح نشاطها النووي الذي تقول القوى الغربية انه محاولة مستترة لتطوير أسلحة نووية وهو ما تنفيه طهران.
وقفزت أسعار السلع وتدهورت قيمة الريال الايراني مع تطبيق العقوبات الأوسع هذا العام والتي استهدفت القطاع المالي وقطاع الطاقة في ايران.
وقال خامنئي في كلمة نشرت على موقعه الرسمي على الانترنت ألقاها في مؤتمر بشأن المرأة في طهران "الأمة الايرانية من خلال الحياة والثروة والاحباب وقفت أمام كل المؤامرات والعقوبات وتقدمت الى حد أننا أصبحنا اليوم أقوى 100 مرة مقارنة بما كنا عليه قبل 30 عاما."
وقال "يتسم الغربيون هذه الايام بالحساسية بشأن العقوبات لكنهم لا يدركون أنهم أعطوا ايران تحصينا من خلال العقوبات التي فرضوها خلال الثلاثين عاما الماضية." وأطاحت الثورة الاسلامية قبل ما يزيد بقليل على 30 عاما بالشاه الذي كان مدعوما من الولايات المتحدة.
ودائما ما يهون المسؤولون الايرانيون من شأن العقوبات قائلين انها ليس لها تأثير يذكر على البلاد. لكن ارتفاع معدل البطالة والزيادات الكبيرة في الاسعار والتضخم تخلق تحديات جديدة قاسية أمام الحكومة.
وتقول مصادر في صناعة النفط ان صادرات الخام الايرانية تراجعت في أعقاب بدء تنفيذ الحظر الاوروبي للنفط الايراني وجهود دبلوماسية امريكية واسعة لحمل الزبائن الرئيسيين لايران على خفض وارداتهم.
وفرضت الولايات المتحدة عقوبات في عام 1979 بعد الثورة الاسلامية. وأضافت الادارات الامريكية المتعاقبة الى العقوبات لتفرض فعليا حظرا كاملا تقريبا على أي تجارة بينها وبين ايران.
وفرض مجلس الامن التابع للامم المتحدة أربع جولات من العقوبات التي استهدفت تحديدا الانشطة النووية الايرانية. وتقول طهران ان برنامجها لتخصيب اليورانيوم مخصص للأغراض السلمية فقط.
وأجرت القوى العالمية الست وايران عدة جولات من المفاوضات بشأن كيفية تبديد القلق بشأن طموحاتها النووية هذا العام لكنها لم تجد أرضية مشتركة لاتفاق.
ويجتمع دبلوماسيون كبار من الاتحاد الاوروبي وايران يوم 24 يوليو تموز لاجراء محادثات فنية في محاولة لانقاذ الجهود الدبلوماسية الرامية لحل المواجهة المستمرة منذ عقد من الزمن.