ادانت الجزائر الخميس، اعتراف اسرائيل بسيادة المغرب على الصحراء الغربية، واصفة الخطوة بانها تمثل خرقا فاضحا للقانون الدولي وتعكس تواطؤا بين كيانين محتلين.
وقالت وزارة الخارجية الجزائرية في بيان ان قرار اعتراف اسرائيل بمغربية منطقة الصحراء المتنازع عليها بين الرباط وجبهة البوليساريو ينتهك قرارات مجلس الأمن ولوائح الأمم المتحدة ويمثل عموما "خرقا فاضحا للقانون الدولي".
واعتبر البيان انه يكشف كذلك عن تواطؤ وتنسيق بين كيانين محتلين في خرق القوانين الدولية وانكار والدوس على حق الفلسطينيين المشروع في اقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس، وكذلك حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير.
وراى البيان ان "الاحتلال المغربي" ينتهج سياسة الهروب الى الامام، وما هذه الخطوة سوى حلقة جديدة في سلسلة مناورات تصب في هذا الاتجاه.
وكانت الجزائر التي تدعم جبهة البوليساريو، قد قطعت علاقاتها مع الرباط عام 2021، على خلفية قضية الصحراء الغربية التي تعد احد ابرز الملفات في العلاقات المتوترة بين الجانبين.
وقال بيان للديوان الملكي المغربي الثلاثاء، ان الملك محمد السادس تلقى رسالة من رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو يبلغه قرار حكومته الاعتراف بسيادة الرباط على الصحراء الغربية.
وفي رسالة رد الاربعاء، اعرب الملك محمد السادس عن شكره لنتنياهو على القرار الذي وصفه بانه "هام ومتبصر".
وقال الديوان الملكي إنّ الملك دعا نتانياهو في الرسالة لزيارة المملكة بعد هذا القرار الذي اعتبر انه ستفتح امكانيات جديدة لعلاقات ثنائية بين البلدين.
"مقايضة بخسة"
وادانت البوليساريو من جهتها القرار معتبرة انه ياتي في اطار "مقايضة بشعة" و"لا قيمة له".
ونددت الجبهة في بيان الاربعاء بـ"التحالف الإسرائيلي–المغربي" معتبرة انه ينطوي على تداعيات خطيرة على امن واستقرار منطقة شمال افريقيا والساحل من حيث انه يسعى لتنفيذ "أجندات تخريبية مشتركة" ذات جوانب امنية وعسكرية، مستغلا الحرب في الصحراء الغربية.
وقال بيان الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب "بوليساريو" ان اعتراف "الكيان الصهيوني" بسيادة الرباط على الصحراء التي وصفها بانها "اخر مستعمرة في افريقيا" ياتي في سياق مقايضة بخسة وبشعة.
ومنذ العام 1975، يسيطر المغرب على نحو 80 بالمئة من أراضي الصحراء الغربية، المستعمرة الإسبانية السابقة، ويقترح حلا للنزاع حولها يتمثل في منحها حكما ذاتيا، في حين تطالب "بوليساريو" باستفتاء لتقرير المصير.
كانت الرباط اشترطت لاقامة علاقات دبلوماسية كاملة مع اسرائيل بما في ذلك فتح سفارة في تل ابيب ان تعترف الاخيرة رسميا بالسيادة المغربية على الصحراء.
وبقرارها الاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء، ازالت اسرائيلعقبة رئيسية امام اقامة علاقات دبلوماسية كاملة مع الرباط.
وعام 2020، اعترف الرئيس الاميركي دونالد ترامب بسيادة المغرب على الصحراء، وذلك كجزء من صفقة تضمنت رفع مستوى علاقات الرباط وتل ابيب.