خلافات عربية على التعامل مع المبادرة الاميركية واصلاح الجامعة والعراق وفلسطين

تاريخ النشر: 01 مارس 2004 - 02:00 GMT
البوابة
البوابة

عقد وزراء الخارجية العرب الاعضاء في لجنة المتابعة والتحرك اجتماعا في القاهرة امس تحضيرا لاجتماع وزراء الخارجية اليوم للبحث في جدول اعمال القمة العربية المنتظر عقدها في تونس نهاية الشهر الحالي وقد طغت الخلافات حول مشاريع الاصلاح والعراق وفلسطين على مناقشات اللجنة. 

ويناقش الاجتماع الوزاري موضوع اصلاح الجامعة العربية، واعادة هيكلة مؤسساتها وتفعيل مبادرة السلام العربية وسبل التعاطي مع المبادرة الاميركية لـ "الشرق الأوسط الكبير". 

خلاف عربي على التعامل مع المبادرة الاميركية 

وانتهى اجتماع اللجنة الى خلافات حول التعاطي مع المبادرة الاميركية وبرزت ثلاثة اتجاهات بين الدول العربية للتعاطي مع المبادرة. 

وصرح عمرو موسى الأمين العام للجامعة عقب اختتام اجتماعات المندوبين الليلة قبل الماضية انه تم الانتهاء من مناقشة 19 بنداً على جدول اعمال الاجتماع الوزاري العربي فيما عدا العراق والمبادرة الأميركية للشرق الأوسط الكبير. 

وقال موسى في تصريح للصحافيين أمس ان اجتماع الوزراء سيناقش على مدى يومين تطوير الجامعة العربية ومنظومة العمل العربي المشترك في ضوء المبادرات التي طرحتها الدول العربية سواء بشكل منفرد أو بشكل جماعي مثل مصر والسعودية وسوريا وفى ضوء مبادرة الامين العام التي رفعها للقادة العرب. 

كما أعلن موسى أنه سيتم ادراج المبادرة الأميركية المثيرة للجدل على جدول الأعمال لاتخاذ موقف مشترك منها. 

وصرح موسى بعد اجتماع مع وزير الخارجية السوداني مصطفى عثمان اسماعيل: "امور التطوير والتغيير تتعلق بالمجتمعات العربية وهي التي تقرر الخطوات التي قد تتخذ (...) لا يمكن ان يأتينا شيء عبر التسريبات او النشرات. اذا كانت لديهم رغبة في مساعدة المنطقة فيجب ان يكون ذلك من خلال الحوار واللقاء (...) التفاهم كان يجب ان يحدث قبل ان تقرأ عن هذه المبادرات (...) حال الغليان والقلق لا يمكن تجاهلها فكيف يتم تجاهل احتلال اسرائيل للاراضي العربية المحتلة، ذلك هو ما اثار شكوكا كبيرة في نيات هذه المبادرات".  

وقال احد المندوبين "نتيجة خلافات بين الدول العربية، فشل المندوبون الدائمون في الجامعة في صوغ مشروع قرار ليعرض على وزراء الخارجية غدا عن الموقف من مبادرة الشرق الاوسط الاكبر الاميركية".  

واضاف "هناك توجهات لدى دول عربية تطالب بفتح قنوات حوار مع الدول الغربية في شأن هذه المبادرات بدل الرفض الصريح والكامل لاي مبادرات اصلاحية". ولم يحدد الدول التي يعنيها وفي ما بدا اشارة الى اسرائيل، قال ان الدول التي طلبت فتح حوار مع الدول التي تطرح مبادرات الاصلاح "تخشى ان يستغل اطراف في الشرق الاوسط المواقف العربية المتصلبة لتحقيق مصالحهم".  

وقال مندوب اخر دون ان يذكر اسماء ان هناك دولا عربية تطالب بعدم ابداء أي رد انتظارا لتبلور المبادرات المطروحة واجراء اتصالات مكثفة بشأنها مع الدول التي تطرحها.  

وفي دمشق قال نائب الرئيس السوري عبد الحليم خدام للصحفيين في اطار تعقيبه على المبادرة الاميركية "هذه المبادرة تذكرنا بالوضع الذي سبق الحرب العالمية الاولى عندما كانت الدول الكبرى انذاك تبحث عن كيفية تمزيق المنطقة واقتسامها". واضاف "المشكلة هم يطرحون مبادرة من اجل محاربة العنف ويعتقدون ان العنف في المنطقة سببه ما ذكروه في المبادرة ونسوا ما تقوم به اسرائيل". 

ومضى يقول "لا احد يستطيع ان يفرض على العرب اي شيء الاحلام والتطور هما حاجة وطنية ومستمرة للعرب ولغير العرب. الحياة لا يمكن ان تكون جامدة. الجمود قاتل وبالتالي الجمود مرتبط بطبيعة الحياة.. وبالتالي العرب يختارون ولا نفرض عليهم خيارا". 

وقوبلت مبادرة «الشرق الاوسط الكبير» الاميركية للاصلاح الديمقراطي في العالم العربي وتركيا وايران وباكستان وأفغانستان بتحفظ من دول عربية لدى نشرها في الولايات المتحدة قبل نحو أسبوعين لعدم استشارة الدول العربية قبل طرحها. 

وقال وزير الخارجية السوداني مصطفى عثمان اسماعيل "اننا نرفض أي اصلاح يأتي من الخارج ويفرض علينا. أي اصلاح من الخارج سوف يفشل".  

وطالب الاعلام العربي بتجاهل المبادرات الخارجية والتركيز على "مبادرات الاصلاح العربية". وشدد على أن أي اصلاح يجب أن ينبع من الدول العربية موضحا أن العالم العربي يحتاج الى اصلاح مناهجه التعليمية وأن يطور نظرته الى حقوق الانسان والمرأة على نحو خاص. 

الوثيقة المصرية - السعودية 

وحصلت وكالة "الاسوشيتدبرس" على وثيقة سعودية - مصرية ستعرض على القمة العربية المقبلة تدعو الى وضع استراتيجية للاصلاحات السياسية والاقتصادية ردا على المبادرة الاميركية.  

وتدعو الوثيقة الى مشاركة اوسع للشعوب العربية في ادارة شؤونها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.  

وتنص على ان الهدف هو "تحفيز الافراد عبر المشاركة وتمكين الشعب العربي من الاضطلاع بدوره في النظام الاقتصادي العالمي". وتشير الوثيقة وهي بعنوان "تعهد واعلان الامة العربية" الى ان الاصلاحات "ستمكن العرب من تعزيز الحضارة العالمية عبر التفاعل الايجابي" مع بقية العالم.  

 

 

 

 

 

دول مجلس التعاون الخليجي 

وتزامن مع اجتماعات المندوبين في الجامعة العربية اجتماعات لوزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي. 

وقال وزير الاعلام الكويتي محمد ابو الحسن الذي تتولى بلاده حاليا رئاسة مجلس التعاون الخليجي ان "الاجتماع الوزاري ناقش الورقة (الوثيقة المصرية – السعودية)". التي قدمها الامير سعود الفيصل و"تداول حولها". 

واضاف انه "ابديت بعض الملاحظات التي سوف يقوم الامير سعود الفيصل بنقلها الى متبني هذه الورقة لكي تتم مناقشتها باسهاب اكثر في المكان الطبيعي وهو جامعة الدول العربية". 

ونفى ابو الحسن وجود خلافات بين دول المجلس الست ادت الى عدم اقرار الوثيقة السعودية المصرية السورية لاصلاح الجامعة مؤكدا "لا استطيع ان اقول ان هناك تباينا. هناك ملاحظات شكلية وستنقل اولا الى ذوي العلاقة في هذه الورقة". ومن ناحيته قال الامين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد الرحمن العطية ان موقف المجلس هو «نقل هذه الملاحظات الى الاجتماع في القاهرة وبالتالي امام اجتماع القاهرة الفرصة للتعرف على موقفنا الخليجي والذي سينقل من خلال الامير سعود الفيصل". 

ماهر  

ومع انطلاق وكيل وزارة الخارجية الاميركية المكلف الشؤون السياسية مارك غروسمان في جولة هدفها ترويج مبادرة الشرق الاوسط. 

صرح ماهر قبيل بدء اجتماعات لجنة المتابعة "لن ننتظر احدا كي يدلنا على الاصلاح ومضمونه ... نحن نرحب بان يتعاون معنا من يريد ان يتعاون في الاصلاحات"، لكنه شدد على ان الدول العربية "تقوم بالاصلاحات اقتناعا بأهميتها واستجابة لمتطلباتها (الداخلية) وانطلاقا من ثقافتها ودينها وتراثها".  

العراق 

واحتل العراق الموضوع الاول في النقاش وقد لخص الامين العام المساعد لجامعة الدول العربية للشؤون السياسية احمد بن حلي التقرير الذي وضعته اللجنة التي زارت العراق برئاسته بناء على طلب وزير الخارجية السعودي.  

ومما قال ان الشعب العراقي يريد استعادة سيادته وعودة الامم المتحدة الى بغداد وكذلك جامعة الدول العربية، ونقل عن بعضهم: نريد ممثلاً للمنظمة الدولية على غرار الممثل الخاص السابق للامين العام للامم المتحدة سيرجيو فييرا دي ميلو الذي قتل في تفجير استهدف مقر المنظمة الدولية في بغداد في آب/اغسطس من العام الماضي. واضاف ان الاكراد يريدون الكونفيديرالية ضمن وحدة العراق.  

واشارت مصادر وزارية عربية الى ان الغاية من الاجتماع كانت الاستماع والاستفسار عما انجزته اللجنة.  

فلسطين 

وطلب الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى من رئيس الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية فاروق القدومي ارجاء التحدث عن معاناة الفلسطينيين الممارسات الاسرائيلية الى الدورة العادية لوزراء الخارجية العرب الاربعاء، لان ذلك ليس من اختصاص لجنة المتابعة. وكذلك فعل موسى مع وزير الخارجية الفلسطيني نبيل شعث الذي طلب استمرار دعم السلطة الفلسطينية مادياً ستة اشهر اخرى عبر صندوق الاقصى وصندوق القدس على اساس ان ذلك يمكن طرحه في اجتماعات الدورة العادية.  

ولدى اثارة شعث والقدومي موضوع جدار الفصل الذي تبنيه اسرائيل في الضفة الغربية، تحدث وزير الخارجية الاردني مروان المعشر فقال: "بالنسبة الينا هذا الجدار ليس مهماً بل المهم المسار، واذا أنشئ في المنطقة الخضراء على الحدود فليست هناك مشكلة. فلم يوافقه وزير الخارجية المصري احمد ماهر الرأي قائلاً: "القضية قضية مبدأ إقامة الجدار وهذا ما نرفضه وعلينا العودة الى ما ورد في قرار الامم المتحدة في هذا الشأن".  

مبادرة السلام العربية  

ثم انتقل الحديث الى موضوع مبادرة السلام العربية، فطالب وزير الخارجية اللبناني جان عبيد بتفعيلها، معتبراً انها "مكسب للعرب ويجب عدم التراجع عنها"، فأيده في ذلك الامير سعود الفيصل وتلاه وزير الخارجية السوري فاروق الشرع. واقترح ماهر آلية عملية لطرحها على مجلس الامن ليصدر قرارا مستقلا بها.  

وناقش الوزراء نتائج اعمال اللجنة واجتماعاتها منذ قمة شرم الشيخ حتى الآن تمهيدا لرفع الرئاسة البحرينية التقرير الى القمة العربية في تونس في 29 آذار/مارس و30 منه.  

وافادت الامانة العامة للجامعة ان الرئاسة البحرينية للجنة تابعت، بالتشاور مع موسى ووزراء الخارجية للدول الاعضاء، تنفيذ قرارات قمة شرم الشيخ وخصوصا ما يتعلق منها بالوضع في العراق وتطورات القضية الفلسطينية والصراع العربي – الاسرائيلي—(البوابة)—(مصادر متعددة)

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن