سائحات شبه عاريات يستبحن المسجد الأقصى برعاية إسرائيلية

تاريخ النشر: 25 أغسطس 2022 - 08:54 GMT
السائحة الاسبانية آنا راموس غوتيريز تجلس مبرزة مفاتنها على ادراج المسجد الأقصى
السائحة الاسبانية آنا راموس غوتيريز تجلس مبرزة مفاتنها على ادراج المسجد الأقصى

البوابة- أثارت صور لسائحة شبه عارية في المسجد الأقصى غضبا عارما عبر العالم الإسلامي، لكن لم تلبث ان ظهرت بعدها عشرات الصور المماثلة لسائحات اخريات استسهلن تدنيس قداسة المكان بتشجيع وحماية من الجيش الاسرائيلي.

تعمدت السائحة التي تبين انها إسبانية من مدينة غرناطة تدعى آنا راموس غوتيريز ، الكشف عن مساحة واسعة من صدرها وساقيها وهي تجلس على أدراج باحات المسجد الأقصى ، فيما تظهر قبة مسجد الصخرة في الخلفية.

وكان واضحا ان المرأ التي قيل انها وتعمل طبيبة قلب وأوعية دموية، اختارت عن قصد لباسا مغريا يبرز مفاتنها، ويتناسب مع حضورها حفلا راقصا، وليس جولة سياحية.

في البداية، قالت وسائل اعلام فلسطينية انها "مستوطنة صهيونية" دخلت الى المسجد الاقصى ضمن الاقتحامات المستمرة التي ينفذها المستوطنون بحماية الجيش الاسرائيلي.

وربما لم تجافي هذه المعلومات الحقيقة، حيث ان كثيرا من الأوروبيين يحملون الجنسية الاسرائيلية ويمتلكون بيوتا في المستوطنات المقامة على اراضي الفلسطينيين، والتي توفرها لهم سلطات الاحتلال بأٍثمان بخسة بغية تشجيع الاستيطان.

قمة جبل الجليد

صور هذه السائحة لم تكن في الواقع سوى قمة جبل الجليد، بدليل ظهور عشرات الصور بعدها، والتي تبدو فيها سائحات غربيات في المسجد الاقصى وهن يرتدين ملابس فاضحة تكشف مفاتنهن بطرق مفتعلة وليست عفوية كما يحاولن الايحاء.

 

الصور التي انتشرت بكثافة في منصات ومواقع التواصل، كانت كفيلة بإثارة حالة من الغضب والسخط الممزوج بالحزن في أوساط شعوب العالم الإسلامي، وهي ترى ثالث أقدس مساجدها، بعد المسجد الحرام في مكة والنبوي في المدينة المنورة، يتعرض لتدنيس غير مسبوق في التاريخ المعروف.

والأنكى من ذلك، ان بعض الفيديوهات التي تم تصويرها في المسجد الأقصى، تضمنت تبادلا للقبل بين رجال ونساء، في  استخفاف وتحد سافر لمشاعر المسلمين. 

وعلى مدى ساعات، تصدر وسم #عاهرة_يهودية_تدنس_الاقصى في موقع تويتر. وعبر العشرات عن مشاعر متضاربة حيال ما يشاهدون، فمن حزن على ما آل اليه الحال في المسجد، الى غضب ازاء صمت وتجاهل العالم لما يجري في مسرى الرسول محمد صلى الله عليه وسلم.

كما أصدرت مختلف القوى الوطنية والإسلامية الفلسطينية، وخصوصا حركتا حماس والجهاد الاسلامي، بيانات تندد فيها بانتهاك وتدنيس السائحات لقدسية المسجد.

اعتبرت البيانات الصور "استفزازاً غير مسبوق لمشاعر شعبنا الفلسطيني وكل الأمة العربية والاسلامية"، اضافة الى انها "تعكس استهتارًا صهيونياً بكل المنظومة العربية الرسمية والشعبية".

تدنيس الأقصى برعاية إسرائيلية

وسط كل ذلك، تقف السلطات الدينية الفلسطينية عاجزة عن فعل شئ، بعدما سيطرت إسرائيل، وبمنطق القوة والبطش، على كل ما يجري في محيط وداخل المسجد الأقصى.

""سائحة اخرى تبرز مفاتنها وفي الخلفية مسجد قبة الصخرة في حرم المسجد الأقصى
سائحة اخرى تبرز مفاتنها وفي الخلفية مسجد قبة الصخرة في حرم المسجد الأقصى

 

فحتى العام 2000، كان دخول السياح الى المسجد الاقصى يتم تحت إشراف دائرة الأوقاف الإسلامية، وبما يتوافق مع قداسة المكان، لكن بعدها، قامت إسرائيل بقلب المعادلة، وباتت هي المسيطرة بحكم القوة.

ويقول مدير عام دائرة الأوقاف في القدس عزام الخطيب، انه قبل ذلك التاريخ "كان مئات آلاف السياح يزورون المسجد، وكانت هناك عدة أبواب مفتوحة، وكان يأتي الزائر يشتري تذاكر ويدخل إلى المسجد وإلى المتحف تحت إشراف دائرة الأوقاف الإسلامية، وهو يعلم بأن هذا المكان مقدس للمسلمين وحدهم".

لكن الخطيب يستدرك انه "مع الأسف الشديد، فإن إسرائيل تسيطر الآن سيطرة كاملة، وتعطل عمل الأوقاف، وتحاول تطبيق قانون الآثار الإسرائيلي على المسجد الأقصى".

استهداف واضح لحرمة المسجد الأقصى

في السياق، طالب مدير المسجد الأقصى عمر الكسواني قوات الاحتلال بكف يدها عن حراس المسجد الأقصى خلال عملهم في الحفاظ على حرمته ازاء الانتهاكات التي تقوم بها امثال هؤلاء السائحات.

""صور مجمعة من حسابات سائحات تظهر صورهن في المسجد الأقصى
صور مجمعة من حسابات سائحات تظهر صورهن في المسجد الأقصى

 

وقال الكسواني ان السائحات والمستوطنات اللواتي يدخلن تحت حراسة قوات الاحتلال الاسرائيلية، يرفضن الالتزام باللباس الذي يوزعه حراس الأقصى عند بوابات المسجد.

وفي تعليقه على صور السائحة الاسبانية بملابسها الفاضحة، اعتبر الكسواني ان  في هذا الأمر "استهداف واضح لحرمة المسجد، وهدفه استفزاز مشاعر المسلمين"، بحسب ما تنقله عنه وكالة "قدس برس".

واكد ان "المقصود الإساءة إلى مديرية المسجد الأقصى؛ ودائرة الأوقاف الإسلامية، والحراس الذين يعملون ليل نهار في الحفاظ على حرمة المسجد".

واوضح الكسواني أن مديرية المسجد الأقصى تشدد في تعليماتها للحراس على إلزام  السائحات والمستوطنات؛ بالزي المحتشم خلال اقتحامهم لساحات المسجد، وتكثيف عددهم، وانتشارهم في المسارات التي يرتادها المستوطنون والسائحون.

وخلال السنوات الماضية، كثفت سلطات الاحتلال الاسرائيلي من عمليات التضييق والملاحقة لحراس المسجد الأقصى، حيث تمنعهم من التدخل في الاقتحاماتت التي ينفذها المستوطنون والسياح لحرم المسجد.

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن