دفعت سلطنة عمان الفدية عن المواطنين الاميركيين المتهمين بالتجسس اللذين قررت السلطات الايرانية الافراج عنهما الاربعاء، كما اكد محاميهما الاربعاء لوكالة فرانس برس.
وقال المحامي مسعود شافعي انه لا يستطيع التأكيد ما اذا كانت السلطات العمانية سترسل الى طهران طائرة لاعادة شاين باور وجوش فتال، على غرار ما فعلت في سبتمبر 2010 لدى الافراج عن ساره شورد رفيقة الاميركيين والتي دفعت سلطنة عمان الفدية عنها ايضا.
اكد القضاء الايراني رسميا الاربعاء قرار الافراج عن المواطنين الاميركيين اللذين كانا معتقلين منذ سنتين في ايران بتهمة التجسس بعد "تحويل عقوبتهما بالسجن كفالة قيمتها خمسة مليارات ريال" (حوالى 400 الف دولار).
وقال بيان للسلطة القضائية نشر على موقع التلفزيون الرسمي في شبكة الانترنت "على اثر الطلب الذي قدمه محامي المواطنين الاميركيين، حولت الغرفة 36 في محكمة الاستئناف ... الحكم بالاعتقال الموقت كفالة تبلغ قيمتها خمسة مليارات ريال، واخلت سبيل هذين الشخصين في انتظار صدور حكم نهائي".
وكان الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد اعلن في مقابلات اجريت معه الثلاثاء انه سيتم الافراج قريبا عن الاميركيين شاين باور وجوش فتال (كل منهما 29 عاما) اللذين اعتقلا في تموز/يوليو 2009 عند الحدود الجبلية بين العراق وايران.
لكن السلطة القضائية التي يهيمن عليها المحافظون قالت الاربعاء انه لم يتخذ بعد قرار في هذا الصدد وانها تدرس طلبا من جانب المحامي بقبول كفالة.
ونقلت وسائل الاعلام الايرانية الاحد عن وزير الخارجية علي اكبر صالحي قوله "توسط الكثيرون من رؤساء الدول للافراج عنهما واوصلنا رسائلهم الى السلطات المعنية ونأمل ان يعاملهما القضاء بالرحمة المعروفة عن الاسلام".
وكان وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري قد صرح لفرانس برس في بغداد الجمعة ان قادة عراقيين، بينهم الرئيس ورئيس الوزراء، دعوا ايران مرارا للافراج عن الاميركيين.
كما اوردت وسائل اعلام ايرانية الاحد ان اعضاء بارزين من مجلس العلاقات الاميركية الاسلامية، فضلا عن قسيسين مسيحيين، توجها الى طهران للاجتماع باحمدي نجاد للمناشدة بالافراج عنهما.
كما نقلت وكالة فارس الايرانية للانباء عن محمد جواد لاريجاني رئيس المجلس الاعلى الايراني لحقوق الانسان قوله "يتواجد في الوقت الراهن قسان اميركيان في طهران لاجراء مشاورات حول الافراج عنهما (الاميركيان المحتجزان) .. في هذا الصدد سيتم اخذ مصلحة النظام في الاعتبار في اطار القانون"، دون ان يدلي بمزيد من التوضيحات.
وكان صالحي قد طلب من الحكومة الاميركية السبت اظهار "حسن النية" بالافراج عن "الايرانيين المعتقلين في الولايات المتحدة".
وتتهم الجمهورية الاسلامية الولايات المتحدة باحتجاز اكثر من 12 مواطنا ايرانيا بشكل غير قانوني، يتهم بعضهم بخرق الحظر الدولي على ايران.
واوقف الاميركيان باور وفتال قرب الحدود العراقية الايرانية في 31 تموز/يوليو 2009 مع سارة شورد (32 عاما).
وفي 21 اب/اغسطس حكمت المحكمة الثورية بطهران على كل من الرجلين بالسجن 8 سنوات لادانتهما بتهمتي التجسس ودخول ايران بطريقة غير مشروعة.
ويؤكد الاميركيون الثلاثة انهم كانوا في جبال شمال كردستان وانهم دخلوا عن طريق الخطأ الاراضي الايرانية.
وتم الافراج عن شورد بكفالة لاسباب انسانية وطبية وسمح لها بمغادرة ايران في ايلول/سبتمبر 2010، بعد دفع كفالة 500 الف دولار عبر سلطنة عمان حليفة الولايات المتحدة في الخليج، والتي تربطها علاقات ودية بطهران.
وقال محامي فاتال وباور السبت ان الكفالة (500 الف دولار لكل منهما) ايضا جاهزة وان كل شيء جاهز بانتظار توقيع قاض.
وكانت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون قد اعربت الخميس عن ثقتها بافراج ايران عن فاتال وباور.