اتهم عضو ديمقراطي في مجلس الشيوخ الاميركي جورج تينيت مدير وكالة المخابرات المركزية الاميركية(سي.اي.اي) الاثنين بتقديم بيانات خاطئة عندما قال أثناء جلسات استماع علنية ان الوكالة قدمت للامم المتحدة معلومات عن كل المواقع المهمة المشتبه بها لاسلحة دمار شامل في العراق قبل الحرب.
وقال السناتور كارل ليفين عن ولاية ميشيجان في كلمة في مجلس الشيوخ كل مثل هذه المعلومات عن المواقع لم يتم تقاسمها وبيانات تينيت المكرورة كانت كاذبة، وقال ليفين ان وكالة المخابرات المركزية الاميركية رفعت السرية عن عدد من المواقع الهامة المشتبه بها لاسلحة الدمار الشامل صنفت بانها عالية ومتوسطة الاهمية واعترفت الوكالة ان 21 من هذه المواقع المئة وخمسة لم يتم تقاسم المعلومات عنها مع الامم المتحدة قبل الحرب.
ورد مسؤول في الاستخبارت الاميركية على ذلك بان تسعة من هذه المواقع الاحد وعشرين زراها مفتشو الامم المتحدة مرارا بين عامي 1991 و1999 وكانوا يعرفون عنها قدر ما تعرفه وكالة المخابرات المركزية الاميركية وقال المسئول لرويترز ان ثلاثة من المواقع أضيفت الى قائمة وكالة المخابرات المركزية الاميركية بعد ان اعلن العراق عنها للامم المتحدة وثلاثة مواقع كانت معروفة للطرفين.
وقال المسؤول ان الوكالة لم تعرف الاماكن الدقيقة لعدة مواقع اخرى وان جهودا تبذل للحصول على مزيد من البيانات عنها،وقال ليفين انه لو أن الرأي العام عرف أنه لم يتم تقاسم كل المعلومات عن مواقع اسلحة الدمار الشامل مع مفتشي الامم المتحدة عن الاسلحة فلربما أدى هذا الى تعزيز الشعور بان عمليات التفتيش التابعة للامم المتحدة يجب أن تكتمل قبل خوض الحرب،وقال ليفين وهو عضو ديمقراطي بارز في لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ وعضو في لجنة الاستخبارات لا يمكنني الا التكهن بدافع المدير تينيت.
واضاف بعبارة أخرى فان اجابات صادقة من المدير تينيت كانت ستقوض الشعور الكاذب بضرورة التعجيل بشن الحرب ولربما ساهمت في تأجيل،واصبحت معلومات الاستخبارات السابقة على الحرب على العراق مسالة رئيسية في حملة الانتخابات الرئاسية لهذا العام حيث يقول الديمقراطيون ان مسئولي البيت الابيض بالغوا في توصيف الخطر الذي تشكله اسلحة العراق ليدعموا قضية خوض الحرب.
وقال المسؤول الاستخباراتي قدمنا افضل معلومات لدينا وفكرة اننا حبسنا معلومات كان من الممكن ان تكون مفيدة ببساطة خاطئة واضاف الولايات المتحدة بالتاكيد لم تحبس حينئد معلومات استخباراتية يمكن ان تكون مفيدة عن المفتشين التابعين للامم المتحدة.
وفي سياق موضوع الاسلحة، أكد استطلاع للرأي أعده معهد هاريس انتراكتيف ونشر نتائجه أمس الاثنين، تناقص عدد الأميركيين الذين يعتقدون ان نظام صدام حسين كان يمتلك أسلحة دمار شامل عندما قررت الولايات المتحدة شن الحرب على العراق في العام 2003.
واوضح الاستطلاع ان 51% منهم يعتقدون اليوم ان العراق "كان يملك فعلا اسلحة دمار شامل"، في مقابل 61% في منتصف كانون الاول/ديسمبر بعد القبض على صدام حسين.
وقد قررت الولايات المتحدة في اذار/مارس الماضي شن الحرب على نظام صدام حسين على اساس معلومات جمعتها وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي.اي.ايه) اكدت ان في حوزته اسلحة دمار شامل. لكن الرئيس السابق لرئيس المفتشين الاميركيين في العراق ديفيد كاي اعتبر في الفترة الاخيرة ان الوكالة قد اخطأت.
وافاد الاستطلاع ان 51% من الاشخاص يعتقدون اليوم ان الحكومة الاميركية حاولت ان تقدم المعلومات المتعلقة بأسلحة الدمار الشامل بطريقة صحيحة (50% في كانون الاول/ديسمبر) وان 43% يعتبرون ان ادارة بوش "بالغت عمدا في تضخيم التقارير لزيادة الدعم للحرب" (45% في كانون الاول/ديسمبر).
ويزداد عدد الاميركيين الذين يشككون في العلاقات بين تنظيم القاعدة الارهابي ونظام صدام حسين. ويعتقد 47% منهم انه "تم العثور على ادلة عن دعم العراق للقاعدة" في مقابل 53% في كانون الاول/ديسمبر.
وقد شمل الاستطلاع 1020 اميركيا في الفترة من 9 الى 16 شباط/فبراير—(البوابة)—(مصادر متعددة)