رأى سياسيون سوريون وفلسطينيون الاحد ان سوريا لن تضغط على حماس لايجاد حل لأزمة أطلق شرارتها أسر جندي اسرائيلي إلا اذا أوقفت اسرائيل هجماتها على غزة.
وقال السياسيون لرويترز ان الحكومة ابلغت مسؤولين عربا زائرين أنها لن تمارس ضغطا على قيادة حماس في المنفى للمساعدة في تحرير الجندي مادامت هجمات اسرائيل على أهداف مدنية وعسكرية في غزة مستمرة.
وقال سليمان حداد عضو لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان وهو عضو بحزب البعث الحاكم "سوريا لن تتدخل مع حماس إلا اذا أوقفت اسرائيل عدوانها. عندها إذن يمكن ان تلعب سوريا دورا."
ولم تظهر أية علامات على توقف الهجمات الاسرائيلية التي ترمي الى إرغام نشطاء فلسطينيين على اطلاق سراح الجندي بعد ان استهدف صاروخ اسرائيلي مكتب رئيس الوزراء الفلسطيني اسماعيل هنية الذي كان خاليا يوم الاحد.
وهددت اسرائيل بقتل زعماء حماس مالم يتم اطلاق سراح الجندي الذي أسر في عملية قرب غزة كان الجناح العسكري لحماس ضالعا فيها قبل اسبوع.
وقال سياسيون فلسطينيون بارزون ان مصر وقطر والاردن التي تعتبر حكوماتها وثيقة الصلة بالولايات المتحدة اجرت اتصالات مع سوريا حول الضغط على حماس لاطلاق سراح الجندي.
وقالت وسائل اعلام حكومية ان وزير خارجية قطر الشيخ حمد بن جاسم قام بزيارة غير مقررة لدمشق يوم السبت لمناقشة أزمة غزة مع الرئيس بشار الاسد.
وقال سياسي فلسطيني رفض ذكر اسمه في دمشق "سوريا قالت انها لن تفعل شيئا ما دامت غزة تحترق. حماس لن تساعد على اطلاق سراح الجندي الاسرائيلي مقابل لا شيء خصوصا الان والشارع الفلسطيني لن يقبل بأقل من تبادل الاسرى."
وقال "اسرائيل تستخدم سياسة التفاهم بالنار الان بشكل رئيسي. اذا أوقفت هجومها على غزة عندئذ لكل حادث حديث بالنسبة لما سيفعل السوريون."
ويعيش عدد من كبار أعضاء حماس في دمشق وبينهم رئيس مكتبها السياسي خالد مشعل.
وقاومت حكومة سوريا العلمانية منذ سنوات ضغوط الولايات المتحدة الحليف الرئيسي لاسرائيل لطردهم وإغلاق مكاتب الجماعة الاسلامية.
وقال جون بولتون السفير الاميركي لدى الامم المتحدة الجمعة ان سوريا ينبغي ان تعتقل مشعل لانه "ارهابي دولي."
وقال مسؤولون سوريون ان سوريا ستقف الى جانب حماس على الرغم من تحليق طائرات اسرائيلية فوق قصر رئاسي سوري يوم الاربعاء بعد أيام من أسر الجندي.
وقالت صحيفة تشرين الحكومية "اسرائيل تعتدي على قطاع غزة في وضح النهار من البر والبحر والجو تقتل وتدمر وتتوعد مليونا ونصف مليون مواطن فلسطيني بالموت البطيء والسيد بولتون يقول بوقاحته المعهودة ان اسرائيل تدافع عن نفسها وان سوريا هي المسؤولة."
وقالت حماس ان العملية كانت ردا على هجمات اسرائيلية على غزة قتلت مدنيين. ولم تقل كتائب عز الدين القسام جناحها المسلح انها تحتجز الجندي.
ورفضت اسرائيل تلميحات فلسطينية بعقد صفقة تتضمن مبادلة الجندي ببعض السجناء والاسرى الفلسطينيين الذين يصل عددهم الى نحو 10 الاف في السجون الاسرائيلية.
وقالت صحيفة تشرين "الجندي الاسرائيلي مثار الجدل اسير لدى فصائل المقاومة الفلسطينية وقد اسر في معركة غير متكافئة اصلا وتميل من حيث التسليح 99 في المئة لمصلحة اسرائيل. ولهذه الفصائل الحق المشروع دوليا في المقايضة عليه."