الافراج عن 912 سوريا ومقتل 3 في إدلب

تاريخ النشر: 30 نوفمبر 2011 - 12:33 GMT
وزير خارجية الامارات العربية المتحدة الشيخ عبد الله بن زايد ال نهيان
وزير خارجية الامارات العربية المتحدة الشيخ عبد الله بن زايد ال نهيان

 

اعلن النظام السوري انه افرج الاربعاء، عن 912 شخصا شاركوا في الاحتجاجات، بينما قتلت قواته ثلاثة اشخاص في ادلب واقتحمت مدينة درعا، في حين حثته الامارات على قبول نشر مراقبين لحماية المدنيين حتى تتفادى العقوبات التي فرضها العرب.
وقالت وكالة الانباء السورية (سانا) ان دمشق افرجت يوم الاربعاء عن 912 شخصا من الذين شاركوا في الاحتجاجات التي تشهدها سوريا منذ اكثر من ثمانية اشهر والذين "لم تتلطخ ايدهم بدماء السوريين".
وقالت الوكالة "تم اليوم اخلاء سبيل 912 موقوفا ممن تورطوا في الاحداث الاخيرة التي تشهدها سوريا مؤخرا ولم تتلطخ ايديهم بدماء السوريين."
واشارت سانا الى انه كان قد تم اخلاء سبيل اكثر من 1700 موقوف في وقت سابق من الشهر الحالي.
من جهته، قال المرصد السوري لحقوق الانسان ان ثلاثة اشخاص قتلوا في محافظة إدلب القريبة من الحدود مع تركيا، في الوقت الذي اقتحمت فيه عشرات الاليات بلدة في محافظة درعا في جنوب البلاد.
واوضح المرصد في بيان ان "مواطنا قتل في بلدة سراقب بمحافظة إدلب اثر اطلاق رصاص من قبل القوات العسكرية السورية في محيط البلدة".
واضاف المرصد، الذي يتخذ من لندن مقرا له، ان شخصين قتلا اثر اطلاق الرصاص "من قبل قوات الامن السورية لتفريق مظاهرة خرجت في مدينة إدلب" في شمال غرب البلاد.
وفي وقت سابق الاربعاء ذكر المرصد ان عشرات الاليات العسكرية من دبابات ومدرعات اقتحمت فجر الاربعاء بلدة داعل في درعا، المحافظة الجنوبية التي انطلقت منها شرارة الحركة الاحتجاجية ضد نظام الرئيس بشار الاسد في منتصف آذار (مارس).
وقال المرصد في بيان تلقت وكالة فرانس برس نسخة منه ان "عشرات الاليات العسكرية تضم دبابات وناقلات جند مدرعة اقتحمت بلدة داعل".
وبدورها اكدت لجان التنسيق المحلية التي تشرف على الحركة الاحتجاجية في سوريا، سماع دوي انفجارات وتحليق للطيران الحربي في سماء البلدة.
وقالت اللجان صباح الاربعاء ان داعل شهدت "دوي انفجارات وتحليقا للطيران الحربي يترافق بتمركز آليات جيش النظام في محيط المدينة".
وبعيد الظهر نقل المرصد السوري عن "ناشط تمكن من مغادرة البلدة" ان "الاليات انسحبت الى مداخل البلدة في الوقت الذي اقتحمت فيه نحو 30 حافلة كبيرة تقل عناصر امنية وسط البلدة وبدات حملة مداهمات واسعة".
واضاف الناشط ان اشتباكات عنيفة دارت بين "مجموعات منشقة" وقوات الامن، مؤكدا تفجير حافلتين تابعتين للامن "من قبل المنشقين"، فيما استمر قطع الاتصالات الارضية والخليوية والكهرباء عن البلدة منذ فجر الاربعاء.
وفي دمشق تحدثت اللجان عن سماع دوي "اطلاق نار في وسط دمشق ليلا في كل من (احياء) القابون، وشارع بغداد، وشارع العابد، والشعلان وساحة السبع بحرات"، مشيرة الى ان اطلاق النار في حي القابون كان "إطلاقا كثيفا بأسلحة ثقيلة ومتوسطة في محيط قيادة القوات الخاصة".
وتأتي هذه التطورات غداة مقتل تسعة مدنيين الثلاثاء في اعمال العنف المتواصلة في مناطق سورية مختلفة وفق ناشطين.
على صعيد اخر، قال وزير خارجية الامارات العربية المتحدة الشيخ عبد الله بن زايد ال نهيان ان بلاده تأمل أن تقبل سوريا نشر مراقبين لحماية المدنيين خلال الحملة التي تشنها الحكومة على الاحتجاجات حتى تتفادى العقوبات التي فرضتها جامعة الدول العربية.
وعلى صعيده،  قال وزير خارجية تركيا أحمد داود اوغلو يوم الاربعاء ان تركيا ستعلق كل التعاملات المالية مع سوريا وستجمد أصول الحكومة السورية في اطار العقوبات ضد حكومة الرئيس السوري بشار الاسد.
وقال داود اوغلو في مؤتمر صحفي ان تركيا ستوقف تسليم كل الاسلحة والامدادات العسكرية لسوريا في اطار الاجراءات التي تهدف لاقناع الاسد بوقف حملات العنف على المحتجين المطالبين بالديمقراطية.
وصرح داود اوغلو بأن تركيا ستعلق ايضا اتفاقا للتعاون مع سوريا الى ان تتشكل حكومة جديدة.
وقال "الى ان تتولى السلطة في سوريا حكومة شرعية في سلام مع شعبها ستعلق الية التعاون الاستراتيجي رفيع المستوى." وقال ايضا ان حكومة سوريا أضاعت كل الفرص ووصلت الى "نهاية الطريق".
الى ذلك، قال دبلوماسيون أوروبيون وعرب ان مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة من المتوقع ان يدين سوريا بارتكاب جرائم بحق الانسانية في جلسة خاصة يعقدها يوم الجمعة.
وقال الدبلوماسيون ان مشروع القرار يهدف ايضا الى ممارسة ضغوط على الصين وروسيا كي تتخذا موقفا أقوى من حكومة الرئيس بشار الاسد.
واضافوا ان ما يزيد على 20 من الدول الاعضاء في المجلس المؤلف من 47 دولة تؤيد عقد جلسة خاصة للمجلس سيعلن عنها يوم الاربعاء.
وستكون هذه ثالث جلسة لمجلس حقوق الانسان بشأن سوريا في ثمانية أشهر وستعقد بعد ايام من صدور تقرير لجنة تحقيق تابعة للامم المتحدة قال ان قوات الامن السورية ارتكبت جرائم قتل وتعذيب واغتصاب خلال قمعها للاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية.
وقال السفير البريطاني بيتر جودرهام لرويترز "هذا المسعى تقوده المجموعة العربية الى حد بعيد. بعض السفراء العرب يشعرون بنفس القدر على الاقل من القلق الذي تشعر به دول الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة وربما أكثر."
واضاف "لا شك في ان القرار سيكون مشددا للغاية في جلسة المجلس يوم الجمعة. فكل الهدف منه هو ممارسة اقصى ضغط يمكن لمجلس حقوق الانسان ان يمارسه."
وقال دبلوماسي عربي في جنيف طلب عدم الكشف عن اسمه في تصريح لرويترز "التأييد العربي موجود.. دول مجلس التعاون الخليجي الثلاث الاعضاء في المجلس - وهي قطر والكويت والسعودية - والاردن. وانا واثق في ان ليبيا ستكون معنا ايضا."
واضاف مشيرا الى الجمعية العامة للامم المتحدة ومجلس الامن الدولي "الهدف منه ان يكون أداة لتحرك لاحق في نيويورك."
وكانت الجامعة العربية فرضت يوم الاحد عقوبات على سوريا بسبب حملتها الامنية التي تقول الامم المتحدة انها أودت منذ مارس اذار بحياة ما يزيد على 3500 شخص من بينهم 256 طفلا. وفي اليوم التالي شدد الاتحاد الاوروبي العقوبات المالية التي يفرضها على دمشق.
ويدين مشروع قرار لمجلس حقوق الانسان اعده الاتحاد الاوروبي وحصلت عليه رويترز "الانتهاكات المستمرة والجسيمة لحقوق الانسان والحريات الاساسية التي ترتكبها السلطات السورية على نطاق واسع وبشكل منهجي."
وتشمل هذه الانتهاكات عمليات الاعدام والقتل واضطهاد المحتجين والنشطاء والصحفيين وكذلك الحبس التعسفي والاختفاء القسري والتعذيب.
وقال الدبلوماسي العربي "القرار سيتم تبنيه قطعا لا شك في ذلك فهو يحظى بتأييد واسع."
ويوصي مشروع القرار ان تدرس الجمعية العامة للامم المتحدة تقرير لجنة التحقيق وان تحيل التقرير الى مجلس الامن "لدراسته واتخاذ الاجراء المناسب."
ويملك مجلس الامن سلطة احالة بلد الى المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية.
وقال جودرهام "هذا على الارجح العنصر الاكثر اثارة للجدل في القرار."
وكانت روسيا والصين استخدمتا الشهر الماضي حق النقض (الفيتو) لاحباط قرار يسانده الغرب في مجلس الامن يدين حكومة الاسد على العنف.