شرطة اسرائيل تحاصر الاقصى واولمرت يوافق على بعثة تركية لمراقبة الحفريات

تاريخ النشر: 16 فبراير 2007 - 10:26 GMT

انتشرت الشرطة الاسرائيلية بكثافة في مدينة القدس القديمة تحسبا لوقوع اضطرابات بسبب الاشغال موضع الجدل التي تجريها اسرائيل بمحاذاة المسجد الاقصى حيث ينتظر ان يتجمع الاف المسلمين لاداء صلاة الجمعة.

ودعا مفتي القدس محمد حسين وزعيم الحركة الاسلامية لعرب اسرائيل رائد صلاح الى "يوم تعبئة" جديد الجمعة احتجاجا على هذه الاشغال التي يعتبرانها مساسا بثالث الحرمين الشريفين.

واكد صلاح الذي منع الخميس من التوجه على مدى ستين يوما الى القدس القديمة بسبب مشاركته الاسبوع الماضي في تظاهرة "غير مرخص لها" احتجاجا على هذه الاشغال، انه لن يلتزم بهذا القرار وسيتوجه الى الحرم القدسي للصلاة.

وافادت اوساطه انه سيؤم صلاة على مقربة من المسجد الاقصى اذا لم يتمكن من الدخول اليه.

وانتشر نحو ثلاثة الاف شرطي وعنصر من حرس الحدود في القدس القديمة ومحيطها منذ الفجر على ما افاد قائد الشرطة في منطقة القدس ايلان فرانكو.

واوضح ميكي روزنفلد الناطق باسم الشرطة الاسرائيلية ان "وحدهم المسلمين فوق سن الخمسين الذين يحملون بطاقة هوية صادرة عن اسرائيل، والنساء سيسمح لهم بالصلاة" في الحرم القدسي.

وسمح الجمعة الماضي للمسلمين فوق سن الخامسة والاربعين بالصلاة في هذا المكان. وقد اصيب 20 فلسطينيا و15 شرطيا اسرائيليا بجروح خلال مواجهات وقعت في ذلك اليوم.

ووافق رئيس الوزراء الاسرائيلي على ان ترسل تركيا تقنيين للتحقق مما اذا كانت الاشغال التي بدأتها اسرائيل في محيط باحة المسجد الاقصى ثم علقتها مبررة على ما اعلن رئيس الوزراء التركي الخميس.

وكان رجب طيب اردوغان يتحدث خلال مؤتمر صحافي مشترك مع اولمرت الذي يقوم بزيارة رسمية الى انقرة.

واشار الى ان نظيره الاسرائيلي قدم له صورا لشرح الاعمال المثيرة للجدل الا انه لم "يقتنع مئة في المئة". وقال رئيس الحكومة التركي ان "اولمرت وافق على استقبال بعثة فنية تركية قريبا".

بدوره اكد رئيس الوزراء الاسرائيلي هذا القرار مشيرا الى ان بلاده "لا تسعى الى اخفاء شيء". وقال اولمرت "ان هذه الاشغال تهدف الى تحسين وضع" البنى التحتية في الموقع.

وكانت اسرائيل بدأت اشغالا عامة تهدف الى بناء جسر جديد يؤدي الى الباحة بالتزامن مع حفريات للتنقيب عن الآثار ما اثار تظاهرات احتجاج عنيفة في القدس واستياء شديدا في العالم العربي والاسلامي. وقد علقت الدولة العبرية الاثنين الاشغال العامة.

وكان اردوغان الذي يرئس حزبا ذات توجه اسلامي ومحافظ انتقد ايضا اسرائيل عشية بداية زيارة اولمرت داعيا الاسرائيليين الى التوصل الى "توافق" في كل اجراء يقومون به بالقرب من الاماكن المقدسة في القدس.

من جهته اتهم النائب يوفال شتاينيتز من الليكود رئيس الوزراء بـ"المساومة على القدس"، في تصريحات نقلتها صحيفة هآرتس.

وقال "ان قراره يطعن في سيادة اسرائيل ويفتح الطريق لتدويلها او حتى لأسلمة المدينة القديمة".

واحتلت اسرائيل القدس الشرقية خلال حرب حزيران/يونيو 1967 قبل ان تضمها. ويطالب الفلسطينيون بالقدس الشرقية عاصمة لدولتهم المقبلة.

اما في ما يتعلق بتشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية فقال اردوغان انه "يجب تشكيل حكومة قوية" بهدف ارساء السلام في الشرق الاوسط.

واضاف اردوغان الذي تشكل بلاده المسلمة والعلمانية حليفا اساسيا لاسرائيل في المنطقة "قد تعطي هذه الحكومة املا جديدا" لجهود السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين.

وردا على سؤال حول احتمال قيام تركيا بوساطة لاستئناف الحوار بين اسرائيل وسوريا قال اردوغان ان بلاده ستتشاور مع دمشق مجددا "في الاسابيع المقبلة" من دون التكهن حول نتائج هذه المشاورات.

ومن جهته قال اولمرت "نريد السلام مع سوريا لكن على هذه الدولة ان تقبل مبادىء المجموعة الدولية".

وفي تصريحات للصحافة التركية نشرت في اليوم الثاني من زيارته الرسمية لتركيا حليفة اسرائيل الرئيسية في العالم الاسلامي اعرب اولمرت عن تفاؤله بنتيجة القمة المقبلة مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ووزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس.

وقال اولمرت لصحيفة "ميلييت" خصوصا "لدي امل (..) سيشكل ذلك بداية جيدة اذا تمكنا من ارساء اسس متينة لمفاوضات مستقبلية مع الفلسطينين".

وتعقد القمة الثلاثية في 19 شباط/فبراير في فندق كبير في القدس وفق وسائل الاعلام الاسرائيلية ودبلوماسيين غربيين.

وعرضت تركيا التي تقيم ايضا علاقات ممتازة مع السلطة الفلسطينية وساطتها في الماضي لاجراء مفاوضات سلام اسرائيلية فلسطينية واحياء الحوار السياسي بين اسرائيل وسوريا.

وتطرق الرجلان الى تعزيز العلاقات بين البلدين لا سيما على مستوى زيادة التبادل التجاري الذي تصل قيمته الى 2,5 مليار دولار.

وتقيم اسرائيل وتركيا تعاونا اقتصاديا وعسكريا كبيرا منذ وقعتا اتفاقا في 1996 اثار غضب الدول العربية وايران.

غير ان زعيم تكتل الليكود في البرلمان جدعون سار ندد بقدوم لجنة خبراء اتراك واعتبر في تصريح لاذاعة الجيش الاسرائيلي ان ذلك سيشكل "انتهاكا لسيادة اسرائيل على القطاع الشرقي من القدس".

وبدأت اسرائيل في السادس من شباط/فبراير عمليات تنقيب عن اثار قبل وضع عواميد دعم لجسر جديد الى احد الابواب المؤدية الى المسجد الاقصى هو باب المغاربة اذ ان الجسر الخشبي الحالي تعرض لاضرار في 2004.

واعلنت دائرة الاوقاف الاسلامية الفلسطينية ان هذه الاشغال تهدد اساسات المسجد الاقصى.

وعلى اثر موجة الاحتجاجات التي تجاوزت الاراضي الفلسطينية وعمت العالم العربي والاسلامي، اعلنت بلدية القدس الاثنين تعليق اشغال بناء الجسر، لكنها واصلت الحفريات.

وبدأت اسرائيل الخميس بثا مباشرا لمشاهد الحفريات على موقع دائرة الاثار الاسرائيلية على الانترنت، في مسعى منها للاثبات بان هذه الاشغال لا تهدد المسجد الاقصى.

قال مسؤولون يوم الخميس ان اسرائيل ركبت آلات تصوير تم ربطها بشبكة الانترنت بالقرب من موقع الحفريات الاثرية المتاخمة للمسجد الاقصى والتي أثارت احتجاجات المسلمين في محاولة لاظهار أن الحفريات لا تضر المسجد.

وشوهدت لقطات فيديو من عدة زوايا لموقع الحفر على موقع هيئة الاثار الاسرائيلية على الانترنت http://www.antiquities.org.il/home_eng.asp.

وقالت أوسنات جواز المتحدثة باسم الهيئة في بيان "هيئة الاثار تدعو الناس في هذا البلد وفي العالم لمراقبة أعمال الحفر عن كثب ومشاهدة ما يجري على الارض في أي وقت."

وتقول الحكومة الاسرائيلية ان الحفر يهدف الى تمهيد الطريق لتشييد جسر للمشاة الى مجمع الحرم القدسي الشريف المعروف لدى اليهود باسم جبل الهيكل. ويقول مسؤولون ان أعمال التنقيب الأثري ستستغرق ثمانية أشهر على الاقل حتى تكتمل.