استشهد فلسطيني وتعرضت عشرات المنازل والسيارات للحرق في هجوم شنه مئات المستوطنين على قرية ترمسعيا بالضفة الغربية المحتلة بعد يوم من مقتل اربعة منهم في عملية نفذها فلسطينيان في مستوطنة عيلي.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية ان الشاب عمر قطين (27 عاما) استشهد خلال تصديه للمستوطنين الذين هاجموا القرية بحماية الجيش الاسرائيلي.
وقال شهود ان نحو 60 سيارة و30 منزلا تم احراقها خلال الهجوم الذي شارك فيه قرابة 400 مستوطن ملثم.
كما اصيب 12 من اهالي القرية برصاص اطلقه المستوطنون والجنود الاسرائيليون خلال الهجوم على القرية.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية ان ثلاثة من الجرحى وصلوا بمفردهم الى المستشفيات بعد تعرضهم لاصابات بالرصاص في اطرافهم السفلية، في حين لم يتسن اخلاء البقية بسبب منع المستوطنين لسيارات الاسعاف من دخول القرية.
تدفيع الثمن
وذكرت وسائل اعلام اسرائيلية ان الهجوم جاء في سياق عمليات "تدفيع الثمن" التي يقوم بها المستوطنون عقب العمليات التي ينفذها فلسطينيون ضدهم او ضد الجيش الاسرائيلي.
وياتي هجوم المستوطنين غداة مقتل اربعة منهم واصابة اربعة اخرين في عملية اطلاق نار نفذها فلسطينيان الثلاثاء، قرب مستوطنة عيلي بين نابلس ورام الله قبل ان يستشهدا بدورهما.
ووقعت العملية بعد يوم من اقتحام الجيش الاسرائيلي مدينة جنين وقتله سبعة فلسطينيين.
وبعد ساعات من عملية مستوطنة ايلي تجمع عشرات المستوطنين عند مدخل قرية بيت فوريك قرب نابلس في محاولة لاقتحامها. لكن الجيش الاسرائيلي قام بتفريقهم عبر اطلاق النار في الهواء ووسائل اخرى بحسب ما اعلنه المتحدث باسم الجيش.
واظهرت صور من القرية سيارات محترقة بالكامل اضافة الى تعرض متجر واحد على الاقل لتحطيم واجهته الزجاجية.
كما احرق المستوطنون عشرات الدونمات في قرى اللبن الشرقية واللبن الغربي وعوريف وكفر الديك.
منحى متصاعد لارهاب المستوطنين
وكان المستوطنون شنوا اكثر من 300 هجوم انتامي مماثل على بلدات حوارة وبورين وعصيرة القبلية في نابلس عقب مقتل اثنين منهم في عملية نفذها فلسطينيون قرب حوارة في شباط/فبراير الماضي.
واحرق المستوطنون خلال اعنف تلك الهجمات نحو 30 منزلا وعشرات السيارات في بلدة حوارة بتشجيع من الجيش الاسرائيلي ووزير المالية المتطرف بتسلئيل سموتريتش.
وفي ظل الهجمات الاخيرة، دعا أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ الى تشكيل لجان شعبية لحماية ممتلكات المواطنين والتصدي للمستوطنين.
كما حمل الشيخ الحكومة الاسرائيلية المسؤولية الكاملة عن إرهاب المستوطنين المنظم، مطالبا الادارة الاميركية والمجتمع الدولي باجبار الحكومة الاسرائيلية على لجم المستوطنين ووقف جرائمهم بحق الفلسطينيين.
وفي سياق متصل، صادق رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو على بناء ألف وحدة استيطانية جديدة في مستوطنة عيلي ردا على العملية، بحسب ما افاد مكتبه في بيان الاربعاء.
وقال البيان ان نتنياهو اتفق مع وزير الدفاع يوآف غالانت ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش على تسريع مخططات بناء تلك الوحدات الاستيطانية، معتبرا ان "الرد على الارهاب هو ضربه بقوة وبناء بلدنا".
