الدرع الصاروخية الاميركية تصل المنطقة وتهدد الامن العربي
ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" في عددها الصادر يوم الخميس 9 أغسطس/آب أن الولايات المتحدة ودول الخليج قريبة من استكمال نشر درعها الصاروخية المشتركة الرامية الى التصدي لضربة صاروخية محتملة من قبل إيران.
وأشارت الصحيفة الى أن المنظومة الدفاعية الخليجية تختلف من حيث هيكليتها عن الدرع الصاروخية في أوروبا التي يتم بناؤها اعتمادا على خطة هندسية موحدة.
رغم الاستنكار والرفض العالمي لهذه الفكرة الا ان اميركا ضغطت على دول اوربا الشرقية اولا واستغلت المعونات المالية والانسانية والقروض التي تقدمها من اجل نشر قنابل الرعب والقتل والتدمير على اراضيها.
في المقابل تسعى الولايات المتحدة لمواصلة تلك السياسة العمياء، في منطقة الشرق الاوسط وقد وضعت نصب عينيها زرع صواريخ في دول الخليج والاردن ومصر واسرائيل وربطهم في منظومة واحدة من دون الالتفات الى وجود عداء تاريخي وصراع بين تلك الدول بسبب الاحتلال الاسرائيلي.
وتعتقد اميركا انها بالامكان اقناع تلك الدول ان المنظومة لحماية امنها، الا انه في الواقع ستكون تهديد مباشر وخطير على تلك الدول التي ستكون هدفا "مشروعا" لاي عدوان تقوم به اميركا ضد الدول المعادية لسياستها مثل ايران وغيرها.
زيادة على ذلك فان الخطوة الاميركية ان تمت ستسلب الدول المضيفة لقواعد الصواريخ استقلالية قرارها السياسي وتضع اي تحرك او خطوة تريد القيام بها مرهونة بالسياسة الاميركية والخطر الذي قد ينتج على وجود تلك الصواريخ اضافة الى الموقف الاسرائيلي ورأيه كونه شريك في تلك المنظومة.
نقطة اخرى قد تزيد الخطر الامني على تلك الدول وعلى الشرق الاوسط، حيث ان منظومة الصواريخ في تلك الدول ستكون مرتبطة بشبكة واحدة اي السعودية واسرائيل معا وباقي الدول بطبيعة الحال، وهو ما يعطي فرصة لاسرائيل التي هي في حالة حرب مع العرب للدخول الى باقي الانظمة العسكرية عن طريق تلك الشبكات والكشف عن جميع الاسرار العسكرية للدول العربية.
تسعى الولايات المتحدة لاعادة ترتيب الاصطفافات في المنطقة، فتنتزع اسرائيل من الصف المناهض للعرب لتضعها في خندق واحد معهم ضد ايران التي باتت عدو الجميع وفق الصناعة والسيناريو الاميركي الذي صور طهران كخطر حقيقي على الامن والامان والسلام، وبرأ اسرائيل وحولها الى دولة تواجه الارهاب.
وتابعت "نيويورك تايمز" أن استكمال الدرع الصاروخية الخليجية يشبه عملية تركيب فسيفساء، مشيرة في هذا الصدد الى الصفقات الكبرى لبيع أنظمة دفاع جوي، التي عقدتها واشنطن مؤخرا مع عدد من دول الخليج.
وأشارت الصحيفة الى أن البنتاغون قد أبلغ الكونغرس قبل 3 أسابيع بخططه بيع أسلحة ومعدات قتالية للكويت بقيمة 4,2 مليار دولار، بما فيها 60 صاروخا من طراز "باتريوت" من الجيل الجديد "باك-3" و20 قاذفة وأربعة رادارات ومحطات مراقبة والتدريب الضروري لاستخدامها وتشغيلها، إضافة إلى قطع غيار لها. وتابعت "نيويورك تايمز" أن الامارات اشترت خلال السنوات الأربع الماضية منظومات دفاعية بـ 12 مليار دولار. وفي ديسمبر/كانون الأول أعلن البنتاغون عن عقد جديد مع الإمارات لتزويدها بقاعدتي إطلاق صواريخ لمنظومة دفاعية "Terminal High Attitude Area Defence"، علما بان قيمة هذه المنظومة التي تحتوي على رادارات وأنظمة تحكم تبلغ نحو ملياري دولار. وتشير الوثائق المتعلقة بالعقد الى أن قيمة ترسانة الصواريخ المرافقة لهذه المنظومة تبلغ ملياري دولار آخرين. وأضافت الصحيفة أن السعودية أيضا قامت بشراء منظومة صواريخ "باتريوت"، وقد أنفقت نحو 1.7 مليار دولار على تحديثها خلال العام الماضي.
وتابعت "نيويروك تايمز"أن الولايات المتحدة نفسها تتمتع بقدرات فائقة في الخليج تساهم في تعزيز الدرع الصاروخية، ومن عناصرها السفن العسكرية الأمريكية المنتشرة في المنطقة والمزودة برادارات مطورة وصواريخ اعتراض.
وعلى الرغم من كل ذلك، أشارت الصحيفة الى أن الدرع الصاروخية الخليجية تواجه صعوبات وتحديات على الصعيدين التقني والسياسي. وأوضحت أن عملية "تركيب" المنظومة الدفاعية في الخليج من عناصر مختلفة يجعلها أضعف من الدرع الصاروخية الأوروبية التي تم تصميم هيكليتها بدقة. وتابعت الصحيفة أن إيران في الوقت نفسه تعمل على تعزيز قدراتها الصاروخية.
أما المشاكل السياسية فتكمن، حسب الصحيفة، في المنافسة التاريخية بين دول الخليج، الأمر الذي جعل كل منها تسعى لتعزيز العلاقات الثنائية مع واشنطن، بدلا من المشاركة في مشاريع أمنية متعددة الأطراف