خبر عاجل

صور: لاجئ سوري يصنع مجسمات باعواد الكبريت

تاريخ النشر: 16 مارس 2016 - 11:04 GMT
الفنان السوري "غسان الخضري"
الفنان السوري "غسان الخضري"

كتبت مزنة الزهوري

على مدى العصور كان السوريون أهل الحضارات والثقافات والإبتكارات؛ حتى في أشدّ الأزمات تصل إبداعاتهم القمّة.

لن نستغرب إذا ما صادفنا أحد السوريين يحقق حلمه بصناعة السلام من أعواد الكبريت ،المادة التي تحرق شعلة منها كلّ شيء، وبالوقت الذي تشتعل فيه بلده بنيران الحرب والدمار!

من عاصمة الثورة السوريّة حمص، ومن تلكلخ أولى المدن المناديّة بحرية الشعب يظهر "غسان الخضري" بإبداعاته، بعد استشهاد اثنين من أبنائه، وانتقاله إلى لبنان في أواخر سنة 2013 ليعيش لاجئاً كـ غيره في حلبا بطرابلس ،دونما عمل، تساعده بمصروف المنزل وعبئه ،زوجته التي تشتغل معلمة في إحدى المدارس .

مضت من عمره تسع وأربعون سنة، رافقته هوايته بها حيث أقدم على صناعة المجسمات بأعواد الكبريت خلال أكثر من خمس وعشرين عاماً منها، لكنّها أينعت مجدّدا وعادت لعهد ازدهارها عندما بات يملك الكثير من وقت الفراغ و الملل، بعد فقدانه لعمله الإداري في بلده الأم سورية؛ واحتفاظه بالعديد منها زينة في منزله الذي أضحى قيد الذكريات أو بتقديمها هدايا مميزة غريبة عن المألوف لأصدقائه.

يقول "الخضري" :[أقوم برسم وتصميم المجسم الذي أرغب بصناعته ،ثمّ أنفذّه بأعواد الكبريت ولصقها.

عملي يحتاج إلى جهد كبير من الدقة والتركيز حتى يظهر بالشكل الأخير كما في الصور.

لقد قمت بإنجاز أول مجسم منذ سنة تقريباً والآن يعجّ منزلي بأكثر من عشرين واحدا ،ولو كنت أملك الإمكانية المادية لصاروا أضعاف ذلك بكثير لكنّ المواد الأولية تكلّف ثمنا باهظا .]

أعماله تجسد الموطن وعشقه للتعايش بسلام، حيث نجد مجسماً يمثّل ساعة حمص ليبقى شاهدا على حبّه لإنتمائه وجذوره التي لايمكن أن ينساها ، وآخر للمسجد الأقصى انتقالا لمجسمات الكنائس والمنازل والسيارات ،انتهاءا بمعاناة الشعب السوري التي عبّر عنها بقارب الموت كما أسماه وهدفه من هذا المجسم إيصال رسالة بالفن للعالم عمّا يلاقيه السوريون من مصير الموت أينما ذهبوا !

وعن آخر أعماله وأمنياته من عمله الإبداعي ، يصرّح بأنّه يسعى للحصول على أيّة فرصة تتيح له إقامة معرض لأعماله ولا مانع لديه بمساعدة أيّ جهة بذلك، أمّا الآن فقد أنهى مجسمّا لخارطة سورية وهي تنزف دماً مما يحصل بها من مآسي" بحدّ قوله"، ويجهز للبدء بتنفيذ تصميماً لمسجد خالد بن الوليد ويأمل أن يكون تحفة نادرة.

 

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن