دعت حكومة طالبان كافة الاطراف المحلية والدولية الاربعاء، الى احترام قرارها منع الأفغانيات من العمل مع الامم المتحدة، باعتبار ذلك "شأنا داخليا".
وكانت طالبان قررت مطلع الشهر توسيع الحظر الذي فرضته العام الماضي على عمل النساء في المنظمات غير الحكومية ليشمل الأمم المتحدة، ما تسبب في موجة تنديد وغضب دولي.
وفي بيان الأربعاء، قال المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد ان الحركة ان هذا القرار "شأن أفغاني داخلي لا يسبّب أي مشاكل لأحد ويجب احترامه" من كافة الاطراف.
واكد مجاهد إنّ "الإمارة الإسلامية (الاسم الرسمي لحكومة طالبان) لا تريد وضع عقبات أمام الأمم المتحدة".
وكانت بعثة الأمم المتحدة في أفغانستان اعلنت الثلاثاء، رفضها قرار الحركة باعتباره مخالفا لميثاق الأمم المتحدة، مضيفة انه يرغمها على القيام "بخيار مروّع" بين البقاء وتوفير الدعم للشعب الأفغاني واحترام المعايير الدولية التي ترفض التمييز.
ورد مجاهد على ذلك معتبرا ان قرار حظر عمل النساء في المنظمات الدولية لا ينطوي على أيّ "تمييز"، مؤكدا التزام الحركة بجميع حقوق الشعب الافغاني، وبما يراعي "المصالح الدينية والثقافية" للبلاد.
وطلبت الأمم المتحدة من جميع موظفيها الذكور والإناث عدم الحضور إلى مقارّ عملهم احتجاجا على قرار حركة طالبان الاخير.
واكدت المنظمة الدولية ان النساء عنصر أساسي في انشطتها في افغانستان حيث يحظر على المراة التحدث مع رجل من غير اقربائها، وهو ما يجعل النساء غير قادرات على تلقي المساعدات الا من نساء مثلهن.
احدى أسوأ الأزمات الإنسانية
وتشهد افغانستان إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، والتي جعلت نحو 23 مليون شخص فيها يعتمدون على المساعدات الإنسانية.
المنظّمات غير الحكومية العاملة في البلاد، ، من التعاون مع نساء أفغانيات، بسبب "شكاوى خطيرة" على صلة بالتقيّد بوضع الحجاب وتغطية الجسم والوجه. لكنّ الأمم المتحدة لم تكن معنية بذاك القرار.
وكانت وزارة الاقتصاد في حكومة طالبان، والتي تتولى الاشراف على عمل المنظمات غير الحكومية في البلاد، وعددها 1260 منظّمة، قررت في كانون الاول/ديسمبر الماضي، منع عمل النساء في هذه المنظمات بسبب ما قالت انها شكاوى حول عدم التزام بعضهن بالقواعد الخاصة بعملهن، وتحديدا ما يتعلق منها بالحجاب.
وحذرت الوزارة في رسالة الى المنظمات غير الحكومية من انها ستلغي ترخيص اي هيئة لا تنصاع للقرار.
وردا على القرار، أعلنت منظّمات غير حكومية عدّة تعليق أنشطتها قبل ان تعود وتستأنفها في الشهر التالي خصوصا في المجالات التي تم استثناؤها، على غرار الصحّة والتغذية.
وانتهجت طالبان سياسة تمييزية متدرجة ضد النساء منذ سيطرتها على البلاد في اب/اغسطس 2021.
وقررت في هذا الاطار غلق مدارس الاناث الثانوية في اذار/مارس الماضي، وطرد النساء من الوظائف الحكومية، و منع المراة من السفر دون محرم، فضلا عن ارتداء البرقع خارج المنزل.
