قامت الشرطة في مدينة صفاقس وسط شرق تونس بطرد عشرات المهاجرين غير الشرعيين بالقوة من منازلهم في المدينة غداة اعمال عنف اعقبت مقتل مواطن طعنا خلال صدامات بينهم والاهالي.
واظهرت مقاطع رجال امن وهم يرغمون مهاجرين غير قانونيين من دول افريقيا جنوب الصحراء على الخروج من منازلهم التي احاط بها العشرات من اهالي المدينة وهم يطلقون هتافات غاضبة، وذلك قبل تجميعهم في مركبات شرطة اخذتهم بعيدا.
وعمدت الشرطة الى هذه الخطوة غداة احتجاجات ليل الثلاثاء/الاربعاء، تخللها اعمال عنف من قبل مئات الاهالي الذين احتشدوا في شوارع المدينة طيلة الليل مطالبين بطرد جميع المهاجرين غير القانونيين على الفور.
وجاءت الاحتجاجات التي اشعلت خلالها الاطارات المطاطية في الطرقات بعد يوم من مقتل رجل من اهالي صفاقس في العقد الرابع من العمر طعنا خلال صدامات مع مهاجرين.
وأثارت حادثة مقتل الرجل ردود فعل غاضبة طالبت بطرد المهاجرين غير القانونيين من المدينة التي تعد أهم نقطة عبور للهجرة الشرعية عبر البحر نحو سواحل ايطاليا.
وفي مقاطع متداولة على مواقع التواصل، يظهر مهاجرون ممددين على الارض وأيديهم على رؤوسهم فيما احاط بهم الاهالي بانتظار وصول الشرطة.
جرى نقل بعض المهاجرين المطرودين الى مبنى معرض صفاقس، فيما تم ترحيل البعض الاخر الى منطقة قرب الحدود الليبية بحسب ما افاد الناطق الرسمي باسم منظمة "المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية" رمضان بن عمر.
ولم يتمكن بن عمر الذي كان يتحدث لوكالة الصحافة الفرنسية من تحديد العدد الاجمالي لمن تم طردهم من المهاجرين.
وشوهد عشرات المهاجرين الذين تم تجميعهم في محطة قطارات صفاقس تمهيدا الى ابعادهم لمناطق اخرى من البلاد.
"تهديد ديمغرافي"
وطالب فرانك يوتديجي مدير جمعية "أفريك أنتيليجانس" التي تنشط في مجال الدفاع عن حقوق المهاجرين بان تقوم الدولة التونسية بتوفير الحماية للناس وممتلكاتهم في صفاقس، سواء من الاهالي او الاجانب، في اشارة الى المهاجرين.
وتتعالى مطالبات الاهالي منذ سنوات من اجل ترجيل هؤلاء المهاجرين الذين تشهد المدينة وجودا لاعداد متنامية منهم.
وخلال زيارة لمقرّ وزارة الداخلية في تونس العاصمة، اكد الرئيس قيس سعيّد أنّ بلاده لن تسمح باقامة احد فيها الا وفق قوانينها، ولن تقبل توطين المهاجرين او ان تكون حارسة لحدود دول اخرى، في اشارة الى الدول الاوروبية.
وكان الاتحاد الأوروبي عرض على تونس الشهر الماضي دعماً بقيمة مليار دولار من اجل تعزيز اقتصادها والحدّ من تدفق المهاجرين منها عبر المتوسط.
وكرر سعيّد تصريحاته السابقة التي تحدث فيها عن وجود شبكات إجرامية ومخططات لاحداث فوضى وتغيير التركيبة الديمغرافية للسكان في تونس.
وكان سعيّد انتقد الهجرة غير القانونية في شباط/فبراير الماضي، وذهب الى حد اعتبارها تهديدًا ديموغرافيًا لبلاده تقف وراءه جهات خارجية.
وتسببت تصريحات سعيّد في تصاعد الكراهية للمهاجرين الشرعيين حيث سُجّلت اعتداءات عدة على المتحدرين منهم من إفريقيا جنوب الصحراء، وفي احدى الحالات قتل رجل في الثلاثين من العمر طعنا على يد شبان تونسيين في احد احياء صفاقس.
واستدعت تصريحات الرئيس التونسي ادانات من منظمات محلية ودولية. وايضا نددت تلك المنظمات بانتشار خطاب الكراهية في مواقع التواصل، والذي قالت انه "ضد الفئات الأكثر ضعفا" ويؤجج العنف ضدّها.
واضافة الى المهاجرين الذي ياتون من دول إفريقيا جنوب الصحراء على امل عبور البحر الى أوروبا من بوابة السواحل الإيطالية، فان كثيرا ممن يخوضون رحلة الهجرة السرية المحفوفة بالمخاطر هم من التونسيين الذين تشهد بلادهم ازمة اقتصادية خطيرة.