حذرت ايران الولايات المتحدة من "المواجهة" على خلفية المزاعم بتخطيطها لاغتيال السفير السعودي، فيما قالت بريطانيا انها تتشاور مع الولايات المتحدة ودول أخرى بشأن فرض مزيد من العقوبات على ايران بعد هذه المزاعم.
ونقلت وكالة الانباء الطلاببية "ايسنا" عن وزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي قوله للصحافيين بعد جلسة لمجلس الوزراء "نحن لا نسعى للمواجهة، فسياستنا تقوم على التعاون والتفاعل. ولكن اذا فرضوا المواجهة على الامة الايرانية فستكون عواقب هذا الامر اشد قسوة عليهم".
ومن جانبه، قال رئيس مجلس الشورى الايراني علي لاريجاني ان الاتهامات الاميركية "لعبة صبيانية" لتحويل انتباه الرأي العام الاميركي.
ونقلت وكالة الانباء الايرانية مهر ووسائل اعلام اخرى عن لاريجاني قوله ان "الاميركيين اطلقوا افتراء غبيا ويريدون تحويل الانتباه بعيدا عن مشاكلهم في المنطقة".
واضاف لاريجاني "اطلقوا كثيرا من الصخب بانهم اعتقلوا اشخاصا يريدون نسف السفارة السعودية (...) ولكنهم هم انفسهم يدركون انهم بدأوا لعبة اطفال". وتابع "ربما يريدون افتعال ازمة ومشكلات بين بلدان المنطقة"، مؤكدا "لدينا علاقات طبيعية مع السعوديين، وليس ما يدفع ايران للقيام بتلك الافعال الصبيانية التي تحدثوا عنها".
ووصف مسؤولون ايرانيون اخرون الاتهامات التي اصدرتها وزارة العدل الاميركية ومكتب التحقيقات الفدرالية (اف بي اي) الثلاثاء بأنها "مسرحية معدة سلفا" و"مخطط شرير" يهدف الى تحويل الانتباه بعيدا عن المشكلات التي تعانيها الولايات المتحدة في الداخل.
وقالت السلطات الاميركية ان ايرانيين احدهما يحمل الجنسية الاميركية، انخرطا في مؤامرة "بتدبير ورعاية وتوجيه من ايران" بمشاركة فصائل بالحكم في طهران بهدف قتل السفير السعودي عادل الجبير في هجوم تفجيري.
وقال المدعي العام الاميركي ايريك هولدر ان "الولايات المتحدة ملتزمة بمحاسبة ايران على افعالها" في اطار المخطط المتهمة به.
ورفعت الاتهامات حدة التوتر بين واشنطن وطهران اللتين هما في حالة عداء منذ اقتحم طلاب اسلاميون السفارة الاميركية في طهران واحتجزوا الدبلوماسيين الاميركيين رهائن بعد قيام الثورة الاسلامية قبل اكثر من ثلاثين عاما.
وتفرض الولايات المتحدة عقوبات على ايران فضلا عن العقوبات التي تفرضها الامم المتحدة بهدف الضغط على النظام الايراني لوقف برنامجه النووي الذي تخشى واشنطن ان يكون غطاء لتصنيع قنابل نووية وهو ما تنفيه طهران.
وفرضت واشنطن عقوبات اقتصادية الثلاثاء على خمسة ايرانيين بينهم أربعة أعضاء بارزين بقوة القدس الذراع السرية للحرس الثوري الايراني. وتواجه ايران بالفعل مجموعة من العقوبات الاقتصادية والسياسية الصارمة.
وفي سياق متصل، قالت بريطانيا انها تتشاور مع الولايات المتحدة ودول أخرى بشأن فرض مزيد من العقوبات على ايران بعد المزاعم الامريكية بشأن وجود صلة لايران بخطة لقتل سفير السعودية في الولايات المتحدة.
وقال متحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ان بريطانيا تجري محادثات الولايات المتحدة بشأن اتخاذ "مزيد من الاجراءات" ضد ايران.
وأضاف "سنؤيد أي اجراءات تساعد على محاسبة ايران على أفعالها."
وقالت مصادر بالحكومة البريطانية ان بريطانيا ستبحث مع شركائها في الاتحاد الاوروبي ضم تلك الاسماء الى قائمة العقوبات الاوروبية على ايران وقد تتخذ خطوات أخرى في الامم المتحدة.