وصل الرئيس الفلسطيني محمود عباس الاربعاء الى طهران لحضور قمة دول عدم الانحياز رغم الضغوط الاميركية وبعد سجال سياسي بين السلطة الفلسطينية وايران حول دعوة حركة حماس لحضور القمة، وفق ما افادت وسائل اعلام.
وتعتبر زيارة عباس الى طهران الاولى له منذ انتخابه العام 2006 رئيسا للسلطة الفلسطينية. وتشهد العلاقة بين السلطة الفلسطينية وطهران فتورا وتوترا احيانا بسبب الاختلاف في المواقف السياسية.
وقد اعتذر رئيس حكومة حماس اسماعيل هنية الاحد عن عدم المشاركة في القمة حتى لا تكون "مدخلا لتعميق انقسام فلسطيني"، وذلك بعدما كان الرئيس الفلسطيني هدد بمقاطعة القمة في حال تمثلت حماس فيها.
ولم تصدر اي معلومات عن امكان لقاء عباس لقادة ايرانيين على هامش القمة.
وسينتهز عباس فرصة وجوده في طهران للمطالبة امام ممثلي نحو مئة دولة بالاعتراف بدولة فلسطينية امام الجمعية العامة للامم المتحدة، وفق اوساطه.
وكان الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل ابو ردينة صرح لوكالة فرانس برس قبل مغادرة عباس الى طهران ان الرئيس سيجري "لقاءات واسعة مع الوفود المشاركة في القمة وسيلقي كلمة هامة في القمة سيتحدث فيها عن عملية السلام المتوقفة وعن ضرورة دعم حقوق الشعب الفسطيني خاصة في القدس الشريف".
وقال ان عباس سيضع رؤساء الوفود والقمة بشكل عام بصورة الاوضاع في الاراضي الفلسطينية كما "سيطلب دعمهم السياسي سيما ان قمة دول عدم الانحياز التي تضم حوالى مئة وعشرين دولة في العالم داعمة بالكامل للحقوق الفلسطينية وتقف مع حقوق الشعب الفلسطيني في دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية".
وتابع ان قرارات قمة دول عدم الانحياز "سيكون لها الاثر الفاعل والكبير في الخطوة الفلسطينية باتجاه التوجه الى الامم المتحدة لنيل مكانة دولة غير عضو في الجمعية العامة للامم المتحدة".
واوضح ابو ردينة لفرانس برس انه بعد قمة طهران سيتوجه عباس الى القاهرة لحضور اجتماع لجنة المتابعة العربية المقرر في 5 و6 ايلول/سبتمبر المقبل والذي سيتم فيه تحديد موعد تقديم مشروع القرار المقدم من فلسطين الى الجمعية العامة للامم المتحدة "لرفع مكانة دولة فلسطين الى دولة غير عضو".
وتعقد قمة عدم الانحياز في طهران في 30 و31 من اب/اغسطس على الرغم من معارضة الولايات المتحدة واسرائيل.
وندد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الاربعاء بالدول المشاركة في قمة دول عدم الانحياز في طهران متهما اياها بتقديم ضمان للنظام الايراني الذي "ينكر حصول المحرقة" ويريد "القضاء" على الدولة اليهودية.
واعلن مكتب رئيس الوزراء في بيان "اليوم تجتمع اكثر من 120 دولة في طهران وتشيد بنظام لم ينكر حصول المحرقة فحسب وانما تعهد بالقضاء على الدولة اليهودية ومعاملة شعبها بوحشية مع مشاركته في الوقت نفسه في قتل الاف السوريين الابرياء" في اشارة الى دعم طهران للنظام السوري الذي يواجه حركة احتجاج منذ 17 شهرا.
واضاف نتانياهو في ختام لقاء مع الوزير رئيس مقاطعة ساكس السفلى في المانيا ديفيد ماك اليستر "هناك كثيرون داخل المجتمع الدولي ممن يبدو انهم لم يتعلموا شيئا. اعتقد ان ذلك يشكل عارا على الانسانية".