عمار الحكيم يرفض الاعتذار الاميركي والاف الشيعة يتظاهرون للتنديد باحتجازه

تاريخ النشر: 24 فبراير 2007 - 04:26 GMT

رفض عمار الحكيم نجل الزعيم الشيعي العراقي عبدالعزيز الحكيم الاعتذار الذي قدمه الجيش الاميركي عن اعتقاله له لعدة ساعات لدى عودته من ايران، في حين شهدت النجف ومدن اخرى تظاهرات منددة بهذا الاعتقال.

وقال عمار الحكيم في مؤتمر صحافي السبت انه عومل معاملة سيئة من القوات الاميركية اثناء احتجازه لدى عودته من ايران الجمعة,

واضاف ان "عينيه عصبتا" وقيدت يداه" وعومل "بخشونة" من قبل الجيش الاميركي خلال الاحتجاز الذي دام عدة ساعات.

واكد انه كان هناك "موقف مبيت" لاعتقاله وان الاعتذار الذي قدمه الجيش الاميركي بعد اطلاق سراحه "لا يكفي".

وعلى صعيده، طالب الرئيس العراقي جلال الطالباني الجيش الاميركي بمحاسبة من اساؤوا لعمار الحكيم.

ومن جانبه، اكد متحدث باسم السفارة الاميركية في بغداد للصحفيين السبت ان عمار الحكيم "لم يكن مقصودا شخصيا" وانما تم احتجازه "تطبيقا للاجراءات الروتينية المعمول بها".

وقال جون روبرتس "ما نفهمه ان الحكيم احتجز من قبل جنود يؤدون واجبهم عند احد الحواجز الامنية ولم يكن هو شخصيا مقصودا".

وتابع "ان الجنود كانوا فقط يتبعون الاجراءات المعمول بها في ظل غلق الحدود ويبدو انه كانت لديهم اسباب لاحتجازه".

واحتجز الحكيم عند منفذ البدرة قرب مدينة الكوت (قرابة 160 كم جنوب بغداد) وهو احد المنافذ الحدودية مع ايران التي تقرر اغلاقها الى اجل غير مسمى منذ بدء تطبيق الخطة الامنية الجديدة "فرض القانون" في منتصف شباط/فبراير الجاري.

واضاف روبرتس "بمجرد ان اتضح الموقف في موقع (الحادثة) تم اطلاق السيد الحكيم".

واكد عمار الحكيم الجمعة فور اطلاق سراحه ان القوات الاميركية احتجزته لمدة 11 ساعة وانها "عاملته معاملة خشنة وعصبت عينيه وصادرت هاتفه المحمول ومتعلقاته الشخصية".

وتعليقا على هذه التصريحات شدد متحدث اخر باسم السفارة الاميركية ان "هناك ادعاءات جدية حول الطريقة التي تم بها احتجاز الحكيم وتجري تحقيقات لمعرفة كيف حدثت عملية الاحتجاز".

وقال لو فنتور "اننا ناخذ هذه الادعاءات بجدية شديدة ونحن بالتاكيد نريد الوصول الى الحقيقة" بهذا الشان.

من جهته اكد متحدث باسم القوات الاميركية في العراق ان احتجاز عمار الحكيم تم بعد "تصرفات مريبة بدرت من بعض اعضاء موكبه".

واكد اللفتنانت كولونيل كريستوفر غارفر لوكالة فرانس برس ان "اعضاء في موكب الحكيم لم يتعاونوا مع قوات التحالف وقاموا بتصرفات مريبة ما ادى الى احتجازه".

وتابع ان "قوات الحدود العراقية تساندها قوات اميركية احتجزت عمار الحكيم عند منفذ حدودي مع ايران (...) لان سيارات موكبه كانت تنطبق عليها المعايير التي يتم على اساسها اتخاذ مزيد من اجراءات التحقق في منطقة تمت فيها عمليات تهريب في اوقات سابقة".

وكان مكتب المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في النجف اكد الجمعة انه تم احتجاز الموكب لان زجاج السيارات مظلل وهو ما اصبح محظورا منذ بدء تطبيق الخطة الامنية الجديدة +فرض القانون+ في منتصف شباط/فبراير الجاري.

واضاف غارفر ان "تحقيقات جرت في ما بعد ادت الى اطلاق سراح الحكيم واعادة متعلقاته وتمت معاملة الحكيم باحترام طوال مدة احتجازه".

وقال غارفر "ان مثل هذه الحوادث المؤسفة تحدث بسبب تشديد الاجراءات الامنية لاحكام السيطرة على الحدود العراقية".

ونقل تلفزيون العراقية الرسمي السبت عن السفير الاميركي في بغداد زلماي خليل زاد تصريحات اعرب فيها عن "اسفه" لاحتجاز الحكيم مؤكدا انه يجري التحقق من ملابسات الحادث.

ورغم محاولات المسؤولين الاميركيين في العراق التقليل من شان حادث احتجاز عمار الحكيم فان الاف الشيعة تظاهروا اليوم احتجاجا على الحادث الذي وصفوه بانه "جريمة نكراء".

وشهدت مدينة النجف المقدسة (160 كم جنوب بغداد) حيث مقر مراجع الدين الشيعية اكبر التظاهرات.

وانطلق الاف من اهالي النجف يتقدمهم رجال دين وشيوخ عشائر ونساء من ساحة ثورة العشرين وسط النجف باتجاه مكتب المرجع الشيعي الاعلى اية الله علي السيستاني.

ورفع المتظاهرون لافتات كتب عليها "نستنكر هذا العمل الاجرامي" و"نستنكر الجريمة النكراء بحق سماحة حجة الاسلام والمسلمين".

وكتب على لافتة اخرى "لتعلم القوات الاميركية ان اعتقال السيد سينسف المشروع السياسي في العراق".

وشهدت مدن الكوت والحلة والعمارة في جنوب العراق تظاهرات مماثلة شارك فيها المئات.

ويتراس عمار الحكيم مؤسسة شهيد المحراب للتبليغ وهي مؤسسه ثقافية اسسها عمه محمد باقر الحكيم الذي اغتيل في تفجير في النجف في اب/اغسطس 2003.

ويعد المجلس الاعلى للثورة الاسلامية حليفا قويا لايران حيث اقام قادته في عهد صدام حسين قبل ان يعودا الى العراق بعد سقوط نظامه.

وشهدت العلاقات بين المجلس الاعلى للثورة الاسلامية والولايات المتحدة توترا في الاونة الاخيرة بعد ان داهمت القوات الاميركية المجمع الذي يوجد به منزل عبد العزيز الحكيم في منطقة الجاردية في بغداد والقت القبض على مسؤولين ايرانيين كانا متواجدين بداخله.

وقال مسؤولون عسكريون اميركيون بعد ذلك ان هذين الايرانيين من فيلق القدس الذي تتهمه الولايات المتحدة بتهريب اسلحة لميليشيات تقوم بهجمات على القوات الاميركية في العراق.