خبر عاجل

غزة على حافة كارثة عظيمة: مستشفيات القطاع تعد ساعاتها الأخيرة

تاريخ النشر: 23 سبتمبر 2025 - 05:41 GMT
_

حذّر المدير العام لوزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، الدكتور منير البرش، من اقتراب توقف المستشفيات بشكل كامل خلال الساعات القادمة نتيجة النقص الحاد في الوقود، مؤكدًا أن كارثة إنسانية غير مسبوقة تلوح في الأفق ما لم يتم تدارك الوضع فورًا.

وأوضح البرش أن الاحتلال الإسرائيلي يواصل استهداف المنشآت الطبية بشكل مباشر، مما أدى إلى خروج عدد كبير منها عن الخدمة، من بينها مستشفى حمد للتأهيل ومستشفى الرنتيسي التخصصي للأطفال، إلى جانب مستشفى العيون ومراكز صحية أخرى في مناطق مختلفة من قطاع غزة.

وأشار إلى أن 38 مستشفى تم تدميرها أو تعطيلها منذ بداية العدوان، ولم يتبق سوى 13 مستشفى تعمل جزئيًا وبقدرات محدودة، لا تكفي لتلبية احتياجات آلاف الجرحى والمرضى.

وأكد البرش أن التهديد الأكبر الآن هو قرب نفاد الوقود، مشيرًا إلى أن الكمية المتوفرة لا تكفي لأكثر من 48 ساعة لتشغيل الأقسام الحيوية كالعناية المركزة والحضانات وأجهزة التنفس. وقال إن توقف هذه الأجهزة يعني حكماً بالإعدام الجماعي لمرضى السرطان والفشل الكلوي والأطفال الخدج.

ووصف البرش مشهد إخلاء مستشفى الرنتيسي بـ"المأساوي"، إذ اضطر المرضى إلى الخروج وهم يحملون أكياس المحاليل بأيديهم، ويجرون أجسادهم المثقلة بالإصابات، بينما تكدست أقسام مستشفى ناصر جنوب القطاع بجرحى يفوق عددهم طاقته الاستيعابية.

ولفت إلى أن الاحتلال كان يسمح بإدخال الوقود للمستشفيات بشكل شهري، ثم أسبوعي، قبل أن يشرع في تقليص الكميات تدريجيًا، حتى توقف الإمداد كليًا مؤخرًا، ما تسبب في الأزمة الحالية.

وأشار البرش إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يتبع سياسة ممنهجة لتدمير المنظومة الصحية في قطاع غزة، عبر قصف المنشآت الطبية وقتل الكوادر الطبية. وقال إن عدد الشهداء من العاملين في القطاع الصحي ارتفع إلى 1723 منذ بدء العدوان، بينهم أطباء وممرضون وصيادلة.

ومن بين الشهداء، ذكر البرش الطبيب إيهاب الحلبي، استشاري الغدد الصماء في مستشفى الرنتيسي، والحكيم أشرف أبو محسن، مؤكدًا أن استهداف الكوادر يهدف إلى تفريغ القطاع من طواقمه الطبية المؤهلة.

كما شدد على أن غياب الأمن داخل المستشفيات يزيد من الضغط النفسي الهائل على الأطباء والمرضى على حد سواء، مما يهدد بانهيار الروح المعنوية لدى الطواقم العاملة.

وطالب البرش المؤسسات الدولية بالتدخل العاجل لتأمين الحماية للطواقم الطبية، وضمان إدخال الوقود والإمدادات الأساسية، بالإضافة إلى ضرورة إجلاء نحو 16 ألف مريض حالتهم حرجة ولا يمكن علاجهم داخل القطاع المحاصر.

وتأتي هذه التحذيرات بالتزامن مع بيان صادر عن منظمة الصحة العالمية، أكدت فيه أن المنظومة الصحية في قطاع غزة على وشك الانهيار الكامل بسبب الحصار المستمر ونفاد الوقود، مشيرة إلى أن المستشفيات تعمل بأضعاف طاقتها في ظل اكتظاظ غير مسبوق وعجز تام عن استقبال المزيد من المصابين.

رغم شدة القصف الإسرائيلي، لا يزال نحو 900 ألف فلسطيني في مدينة غزة، بعضهم يرفض مغادرتها، وآخرون عاجزون عن تحمل تكلفة النزوح إلى الجنوب، في وقت تواصل فيه قوات الاحتلال ارتكاب ما وصفته منظمات حقوقية بـ"إبادة جماعية ممنهجة".

وبدعم مباشر من الولايات المتحدة، تواصل قوات الاحتلال عدوانها على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، في حملة خلفت حتى الآن أكثر من 65,344 شهيدًا و166,795 مصابًا، غالبيتهم من النساء والأطفال.