غزة: وفاة الطفلة سناء جوعًا يفتح ملف الكارثة الإنسانية والإحصائيات صادمة

تاريخ النشر: 18 يوليو 2025 - 02:32 GMT
_

في مشهد يلخص عمق الكارثة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة، توفيت الطفلة سناء اللحام، البالغة من العمر عامًا ونصف، في مدينة دير البلح وسط القطاع، متأثرة بسوء تغذية حاد ناجم عن الحصار الكامل الذي يفرضه جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ شهور. 

وأعلنت وزارة الصحة في غزة أن أقسام الطوارئ تستقبل يوميًا أعدادًا غير مسبوقة من المجوعين من مختلف الفئات العمرية، معظمهم في حالات إعياء وإجهاد شديدين. وأكدت الوزارة أن المئات من المواطنين الذين نحلت أجسادهم باتوا مهددين بالموت المحتم، نتيجة الجوع الحاد وتجاوز أجسامهم حدود القدرة على التحمل.

وفي بيان رسمي، كشف المكتب الإعلامي الحكومي في غزة عن ارتفاع عدد الأطفال الذين فارقوا الحياة بسبب سوء التغذية إلى 69 طفلًا، فيما بلغ عدد الشهداء نتيجة نقص الغذاء والدواء 620 مريضًا، في وقت يواصل فيه الاحتلال إغلاق جميع معابر غزة لليوم الـ139 على التوالي.

وأوضح البيان أن الاحتلال منع دخول أكثر من 76,450 شاحنة مساعدات إنسانية ووقود، ما تسبب في أزمة خانقة، تشمل نقصًا حادًا في المواد الغذائية والطبية الأساسية.

وبحسب البيان، لم يقتصر التصعيد الإسرائيلي على الحصار فقط، بل شمل أيضًا استهدافًا مباشرًا للبنية الإغاثية. حيث قصف الاحتلال 42 تكية طعام، و57 مركزًا لتوزيع المساعدات، وارتكب 121 اعتداءً موثقًا على قوافل إغاثة وإرساليات إنسانية، ما أدى إلى استشهاد 877 فلسطينيًا، وإصابة أكثر من 5,666 آخرين، إضافة إلى 42 مفقودًا، معظمهم خلال ما وصفه البيان بـ"مصائد الموت" في مناطق توزيع المساعدات الأمريكية–الإسرائيلية.

ووفقًا للأرقام الصادرة، فإن أكثر من 650,000 طفل في غزة مهددون بالموت بسبب الجوع وسوء التغذية، إلى جانب 12,500 مريض سرطان، ونحو 60,000 سيدة حامل، جميعهم يعيشون دون أدنى مقومات الرعاية الصحية أو الوصول إلى الغذاء والعلاج.

وحمل المكتب الإعلامي الحكومي الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن الكارثة الإنسانية، متهمًا الدول الداعمة له – خصوصًا الولايات المتحدة، وألمانيا، وفرنسا – بالمشاركة في ما وصفه بـ"جريمة الإبادة الجماعية"، سواء من خلال الدعم المباشر أو بالصمت المتواطئ.

ودعا البيان إلى تحرك دولي عاجل لوقف سياسة التجويع الممنهجة، وفتح المعابر بشكل فوري، والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية والطبية، مؤكّدًا أن ما يجري في غزة هو "جريمة موثّقة تُرتكب على مرأى ومسمع من العالم".