حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الأربعاء، من ان الحرب في أوكرانيا قد تؤدي الى مفاقمة معاناة الشعب اليمني، وطالب دول العالم بتوفير دعم سخي لمواجهة الأزمة الإنسانية في هذا البلد، بإجمالي 4.7 مليار دولار.
وقال غوتيريش في افتتاح المؤتمر الدولي للمانحين لليمن "لن تؤدي الحرب في أوكرانيا إلا لتفاقم معاناة اليمنيين، جراء الارتفاع الصاروخي في أسعار الغذاء والوقود".
ويشارك في المؤتمر رئيس وزراء اليمن معين عبدالملك، ووكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث، والممثلة الأمريكية مبعوثة المفوضية الأممية لشؤون اللاجئين أنجلينا جولي.
وأكد أن "تقديم الدعم إلى اليمن الآن سيكون من باب المسؤولية الأخلاقية والإنسانية".
وفي 24 فبراير/ شباط الماضي، بدأت روسيا عملية عسكرية في جارتها أوكرانيا، وهي من أكبر موردي القمح في العالم، لاسيما بالنسبة لدول عربية بينها اليمن.
يشهد اليمن منذ أكثر من 7 سنوات، حربا بين القوات الموالية للحكومة الشرعية، مدعومة بتحالف عسكري عربي تقوده الجارة السعودية، والحوثيين المدعومين من إيران والمسيطرين على محافظات، بينها العاصمة صنعاء منذ سبتمبر/ أيلول 2014.
الملايين يعانون من الجوع
وقال غوتيريش أن "الملايين يعانون من الجوع الشديد، في وقت اضطر فيه برنامج الغذاء العالمي إلى خفض الحصص الغذائية إلى النصف بسبب نقص التمويل، والمزيد من التخفيضات تلوح في الأفق".
وتابع: "عشرات آلاف المدنيين في اليمن، بينهم لا يقل عن 10 آلاف طفل، لقوا حتفهم، إضافة إلى تردي الاقتصاد إلى مستويات جديدة من اليأس".
وأضاف أن "المانحين الدوليين قدموا العام الماضي أكثر من 2.3 مليار دولار في خطة الاستجابة الإنسانية لليمن، وتلقى حوالي 12 مليون شخص المساعدة المنقذة للحياة شهريا، ومنعنا هذا البلد من الانحدار إلى الهاوية".
واستدرك: "تهددنا الآن أزمة نقص التمويل بحدوث كارثة، حيث اضطررنا مؤخرا إلى تقليص أو إغلاق ثلثي البرامج المنقذة للحياة، وخفضنا الحصص الغذائية لـ8 ملايين شخص.. أناشد جميع المانحين أن يتبرعوا بسخاء".
وأوضح أن "خطة الأمم المتحدة لصالح اليمن هذا العام تستهدف الوصول إلى 17.3 مليون شخص، بتكلفة 4.27 مليار دولار، لتوفير الغذاء وخدمات المياه والصرف الصحي والتعليم".
كما شدد على "أهمية تقديم الدعم لجهود المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن (هانس غروندبرغ) للمساعدة في إيجاد حل سلمي للصراع ووقف القتال".
وحتى نهاية 2021، أودت الحرب بحياة 377 ألف شخص، وكبدت اقتصاد اليمن خسائر 126 مليار دولار، وفق الامم المتحدة.
وبات معظم سكان البلاد، البالغ عددهم نحو 30 مليون نسمة، يعتمدون على المساعدات، في إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية بالعالم.