ذكرت صحيفة "ديلي تلغراف" البريطانية، أن قوات خاصة أمريكية "كوماندوز"، أجبرت على التراجع أمام قوات المعارضة، المدعومة من الولايات المتحدة أيضا، وسط هتافات وتكبير واتهامات للأمريكيين بالعمالة، وبشن حرب صليبية.
وكتب مراسل الصحيفة لشؤون الشرق الأوسط راف سانشيز تقريرا، يقول فيه إن لقطات فيديو تظهر قوات كوماندوز أمريكية وهي تفر من بلدة سورية، وسط وابل من الإهانات، وشتائم مقاتلين تابعين للجيش السوري الحر، الذي تحظى بعض فصائله بدعم أمريكي.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن شريط الفيديو يؤكد وجود قوات أمريكية خاصة، تقوم بالتعاون مع القوات التركية في المعارك ضد تنظيم الدولة.
وتعلق الصحيفة قائلة إن "الحادث يلخص الطبيعة المعقدة، وشبكة التحالفات والعداوات في سوريا، التي يواجه فيها حلفاء الولايات المتحدة بعضهم، ويظهر أن بعض الجماعات السورية، التي تدعمها الولايات المتحدة بالمال والسلاح، تحمل مشاعر معادية للولايات المتحدة".
ويلفت الكاتب إلى أن لقطات الفيديو تظهر مجموعة من المقاتلين السوريين في بلدة الراعي، القريبة من الحدود التركية، التي طردت مجموعات المقاتلين، منها تنظيم الدولة، بمساعدة من تركيا، التي بدأت توغلا عسكريا داخل الأراضي السورية في نهاية آب/ أغسطس، مشيرا إلى أن المقاتلين السوريين انهالوا بالشتائم على قافلة من سيارات البيكب، التي كانت تحمل قوات الكوماندوز وهي تمر من أمامهم، وصرخ أحدهم قائلا: "لا مكان للنصارى والأمريكيين بيننا"، وأضاف: "يريدون شن حرب صليبية واحتلال سوريا"، وصرخ آخر قائلا: "عملاء أمريكا هم كلاب وخنازير، ويشنون حربا ضد سوريا والإسلام".
ويكشف التقرير عن أن الجنود الأمريكيين لم يكونوا يرتدون الزي العسكري الأمريكي، لكنهم كانوا يحملون السلاح الأمريكي، ويعتمرون خوذا تفضل ارتداءها القوات الأمريكية الخاصة، لافتا إلى أنه في لقطة فيديو أخرى يبدو الجنود الأمريكيون غير آبهين، ويلوحون للكاميرا، رغم أن بعض المقاتلين يصرخون عليهم، ويطالبونهم بالرحيل.
وتنقل الصحيفة عن الزميل الباحث في معهد الشرق الأوسط تشارلي ليستر، قوله إن المواجهة بدأت عندما اتهم مقاتلو الجيش الحر الأمريكيين بتقديم الدعم لقوات حماية الشعب الكردية، التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي، ويضيف ليستر أنه "بغض النظر عن المزاج العصبي الحاد، والعلاقات مع قوات حماية الشعب، إلا أن الجيش السوري الحر ارتكب خطأ كبيرا، ويجب على الدبلوماسية أن تظهر فاعليتها الآن".
وينوه سانشيز إلى أن تركيا تعارض تقدم قوات حماية الشعب، لافتا إلى أن الجيش السوري الحر اشتبك معها، رغم أن كلا الطرفين يلقى من الناحية النظرية دعما من الولايات المتحدة.
ويفيد التقرير بأنه لا يعرف عما إذا كانت المواجهة في الراعي عفوية، أم إنها بأوامر من قادة الجيش السوري الحر.
وبحسب الصحيفة، فإنه يعتقد أن القوات الأمريكية الخاصة تعمل جنبا إلى جنب مع القوات التركية في شمال سوريا، مشيرة إلى أن لقطات الفيديو تظهر شاحنات تحمل الجنود الأمريكيين، وهي تسير على الطريق الذي تستخدمه القوات التركية ذاته.
وتختم "ديلي تلغراف" تقريرها بالإشارة إلى قول متحدث باسم القيادة المركزية، التي تشرف على عمليات مواجهة تنظيم الدولة، إنها تعرف بالفيديو، وتقوم بالتحقيق في الحادث.
