"فيلم العساكر" يشعل النار مجدداً بين قناة الجزيرة والنظام المصري

تاريخ النشر: 28 نوفمبر 2016 - 09:33 GMT
فيلم العساكر
فيلم العساكر

بمجرد اعلان قناة الجزيرة الاخبارية عن عرض فيلم يحكى عن فترة التجنيد الاجبارى للمصريين يحمل عنوان ” العساكر ” وهو اول فيلم من نوعه من المفترض وحسب ما تزعمه قناة الجزيرة، انه سيوضح الحقيقة كاملة لسنوات التجنيد الاجبارى التى تكون سنة لمن يجندون كـ ” عساكر ” و ثلاث سنوات لمن يجندون كـ ” ضباط ” ، انهال الحديث حول الفيلم .

الاعلام يهاجم الجزيرة بسبب فيلم العساكر

هاجم العديد من مقدمى برامج التوك شو المصرية قناة الجزيرة الفضائية و قالوا انها تهدف الى هدم أقوى جيوش المنطقة العربية ، حيث أنها تسعى للفتنة بين المصريين لا سيما انها تتبع نهج ” الاخوان المسلمون ” وتدعمهم وهى حقيقة معروفة منذ زمن بعيد ، حتى ان عمرو أديب بث مقطع يبرز فيه امكانيات الجيش القطرى متهكما على قوته و امكانياته القتالية الضعيفة جدا .

وطالب النائب ” مصطفى بكرى ” بضرورة حجب قناة الجزيرة والتشويش عليها حتى لا تنجح مساعيها فى احداث الفتنة بين شباب الوطن و زراعة الكراهية بينهم وبين القوات المسلحة ، فيما اتهم تامر أمين القناة بانها تخطت حدود ” البجاحة ” فيما تفعله وهدفها واضح وهو اسقاط الجيش المصرى .

عرض فيلم العساكر

تم عرض فيلم العساكر على قناة الجزيرة وتناول الفيلم عدة مشاهد تمثيلة لروايات عدد من المجندين الذين تم اخفاء صورتهم والتلاعب فى أصواتهم ، وضمت مشاهد الفيلم لقطات مسربة من داخل مناطق التجنيد و يعرض الفيلم ما يعانيه العسكرى من قبل الضباط داخل الجيش .

وعرض الفيلم الفرق بين الطعام الذى يقدم للعساكر بلقطات مسربة من داخل المطعم و الطعام الذى يقدم للضباط التى تحدث عنه المجندين الذين يعرضون رواياتهم المختلفة فى الفيلم ، و تحدث الفيلم عن عمل المجندين خارج وحدات الجيش لخدمة الضباط أو فى مبانى ومنشأت القوات المسلحة .

 ردود فعل واسعة على الفيس بوك

نشط هاشتاج #العساكر على موقع التواصل الاجتماعى الفيس بوك حيث انهالت التعليقات الكثيرة المؤيدة للفيلم والتى تحكى عن الانتهاكات المستمرة للعساكر داخل فترة التجنيد ، و قد أكد النشطاء على ان الفيلم أحدث ضحة كبيرة جدا داخل أروقة القوات المسلحة بعد عرضه للمشاهد المسربة من داخله .

رد قناة الجزيرة على فيلم العساكر

لم يكد ينتهي البث الأول لـ”برومو” فيلم العساكر الذي سيعرض على شاشة الجزيرة، حتى أصبح عنوانا رئيسيا في مجموعة من البرامج والصحف المصرية.

حصل كل ذلك مباشرة بعد بث الإعلان الترويجي، لكن أحكامهم كانت جاهزة ومشانقهم كانت منصوبة، فأعادوا إخراج الفيلم في مخيلتهم، وبدؤوا في ممارسة هواية توزيع صكوك الشتائم.

الغريب أن وسائل الإعلام التي وجهت بنادقها اللسانية للجزيرة، لم تكلف نفسها عناء الانتظار بضعة أيام لمشاهدة الفيلم، وبعد ذلك يمكنها مناقشته وحتى انتقاده عن علم وليس من “عنوان الكتاب”. ولعل الأكثر غرابة، هو أن تتجند دولة بكامل أجهزتها وأذرعها و”ألسنتها” الطويلة والقصيرة لمواجهة برنامج مدته لا تتجاوز الساعة.

يبدو كأن في الأمر أسرارا تحاول جهات كثيرة في مصر إخفاءها، لعل من بينها أن الحقيقة موجعة جدا، فلم تتحمل رؤية الواقع بمرآة الشارع في ظل هيمنة الصوت الواحد. ومن بينها علاقة الثقة التي تجمع المشاهد المصري بالجزيرة منذ عشرين عاما، قبل أن يصفها من علّم “الأذرع” السحر وأصول الخفة بـ”علبة الكبريت”.

رحل وبقيت الجزيرة

الحقيقة الأخرى هي أن “الجهات” تزعم بأن الجزيرة “انتهت” في مصر، ولم يعد لها مكان فيها، وهي التي عايشت أعظم ثورات شعبها، ونقلت صوت المثقف والفنان فيها.

لكن لنلعب لعبتها ولنفترض أن الزعم صحيح، لماذا كل هذا الغضب إذن؟ ولماذا تحركت كل الأذرع وأقيمت حالة طوارئ في برامج “التوك شو” وصفحات الجرائد؟ الجواب بسيط.

نعود للفيلم إذن، ويجب الإشارة هنا إلى أنه لم يأت مغردا خارج السرب، بل جاء في سياق الأفلام التحقيقية الأسبوعية التي تبثها قناة الجزيرة منذ انطلاقتها بحلتها الجديدة في عيد ميلادها العشرين.

فكانت البداية مع سلسلة “ما خفي أعظم” التي سلطت الضوء على استشهاد عمر النايف في حرم السفارة الفلسطينية في العاصمة البلغارية صوفيا، بل أكثر من ذلك طرحت أسئلة جديدة تنتظر الإجابة من الذين يهمهم الأمر.

ثم جاءت بعدها الحلقة الأولى من البرنامج التحقيقي “المسافة صفر” والتي دخلت في عمق الفصائل الجهادية في سوريا، وكشفت للمرة الأولى عن تفاصيل جديدة وصور تظهر للمرة الأولى، في محرقة القرن سوريا.

ثم تبعه تحقيق غاص مع المشاهد في أدغال أفريقيا وتطرق لظاهرة السحر، وسيكون المشاهد الأحد مع موعد جديد يسلط الضوء على التجنيد الإجباري في مصر، في قالب تحقيقي يستند للحقائق والشهود.  وبعده بالتأكيد ستأتي أفلام أخرى في إطار انفتاح القناة على جنس التحقيق الصحفي وتخصيص برامج متنوعة في هذا السياق.

أخيرا..

نعيد السؤال:

لماذا تخيف قناة إخبارية نظام السيسي؟

في الأمر سر.. سر تتقاسمه الجزيرة مع مشاهدها.

المصدر: نجوم مصرية

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن