في تصريحات تعكس حجم العزلة الدولية المتزايدة التي يواجهها الاحتلال الإسرائيلي، أقر رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية بتهم ارتكاب جرائم حرب في قطاع غزة، بأن "إسرائيل تدخل في حالة عزلة بسبب الحرب" التي تشنها على القطاع، داعيًا إلى مواجهة هذه التداعيات.
ونقلت القناة 12 الإسرائيلية عن نتنياهو قوله إن استمرار الحرب قد يضع عراقيل أمام الاقتصاد الإسرائيلي، وقد يؤدي إلى فرض قيود على الصناعات العسكرية في الأسواق الدولية.
وفي حديث للقناة الرسمية "كان"، أشار نتنياهو إلى أن كلًا من قطر والصين تمارسان ما وصفه بـ"الحصار في مجال الشرعية والإعلام الجديد"، معترفًا بتراجع الدعم الدولي وموجات الانتقاد المتزايدة لسياسات الاحتلال، خاصة بعد الاعتداء الأخير على الأراضي القطرية.
ودافع نتنياهو عن الهجوم الذي شنّه جيش الاحتلال الإسرائيلي الأسبوع الماضي على العاصمة القطرية، مستهدفًا اجتماعًا كان يضم أعضاء من وفد حركة حماس المفاوض، بقوله: "كان من المهم إيصال رسالة بأن مسؤولي حماس ليسوا بمنأى عن أي شيء". ورفض توصيف العملية بأنها "فاشلة"، رغم النجاة التي أعلنتها الحركة لقادتها.
وكانت الغارة الإسرائيلية قد أسفرت عن استشهاد جهاد لبد، مدير مكتب رئيس حركة حماس في غزة خليل الحية، ونجله همام، إلى جانب ثلاثة من المرافقين. فيما نجا الحية من محاولة الاغتيال، بحسب بيان صادر عن الحركة.
وأدى الهجوم، الذي أسفر أيضًا عن استشهاد عنصر من قوى الأمن الداخلي القطري، إلى موجة استنكار واسعة على المستويين العربي والدولي، حيث عبّرت عدة دول ومنظمات عن رفضها للعدوان، مؤكدين أنه يشكّل خرقًا واضحًا لسيادة دولة قطر وانتهاكًا صارخًا للقانون الدولي.
ويأتي هذا التصعيد في وقت تُتهم فيه سلطات الاحتلال الإسرائيلي بارتكاب إبادة جماعية في قطاع غزة، منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، خلفت حتى الآن أكثر من 64 ألف شهيد و164 ألف جريح، غالبيتهم من الأطفال والنساء، إلى جانب مجاعة أودت بحياة 425 فلسطينيًا، بينهم 145 طفلًا، وسط دعم عسكري وسياسي أميركي متواصل.
