مقتل اربعة متظاهرين بنيران قوات الامن العراقية وقطع الانترنت بالكامل ليلا

تاريخ النشر: 05 نوفمبر 2019 - 09:34 GMT
ارشيف

قتلت قوات الامن اربعة محتجين في ميناء ام قصر وقرب مدينة الناصرية في جنوب العراق، وذلك غداة اقدامها على قطع الانترنت بالكامل ليلا عن العاصمة بغداد والمناطق الجنوبية.

 قالت الشرطة ومصادر طبية إن قوات الأمن العراقية قتلت شخصين على الأقل عندما فتحت النار على محتجين في جنوب العراق في ساعة متأخرة مساء الاثنين فيما واصل الآلاف مشاركتهم في أكبر موجة من الاحتجاجات المناهضة للحكومة منذ عقود.

وذكرت مصادر أمنية وطبية أن قوات الأمن قتلت شخصين وأصابت 12 في الشطرة على بعد 45 كيلومترا شمالي مدينة الناصرية في جنوب البلاد. وقالت مصادر في مستشفى إن القتيلين لفظا أنفاسهما متأثرين بإصابات بالرصاص في الرأس.

وأفادت مصادر أمنية أن المحتجين حاولوا مهاجمة منزل مسؤول حكومي كبير.

وبشكل منفصل، قُتل محتجان وأصيب 34 آخرون عندما فتحت قوات الأمن النار على محتجين اعتصموا عند مدخل ميناء أم قصر الرئيسي المطل على الخليج.

واظهرت صور ومقاطع فيديو انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي سيطرة المحتجين قرب ميناء أم قصر، على آلية تابعة للفرقة المدرعة التاسعة للجيش العراقي.

وذكر نشطاء أن قوات الأمن انسحبت إلى داخل ميناء أم قصر وتركت المدرعة التي سيطر عليها المحتجون، فيما لا يزال الاعتصام مستمرا أمام بوابة الميناء.

وأوقف الاعتصام العمليات في الميناء الواقع قرب مدينة البصرة المنتجة للنفط منذ يوم الأربعاء الماضي.

وفرض مسؤولو الأمن في البصرة حظر تجول في الساعة العاشرة مساء يوم الاثنين تقريبا في محاولة أولية لتفريق الحشد، وقالوا إنهم سيستخدمون القوة إذا لزم الأمر لفض الاحتجاج.

وقتل ما يزيد على 250 عراقيا في مظاهرات منذ بداية أكتوبر تشرين الأول احتجاجا على حكومة يرونها فاسدة وتأتمر بأمر قوى أجنبية.

كما قُتل ستة محتجين على الأقل يوم الاثنين في العاصمة بغداد حيث استخدمت قوات الأمن الذخيرة الحية. وقُتل متظاهر أيضا في الشطرة يوم الاثنين.

ونددت مبعوثة الأمم المتحدة إلى العراق جانين هينيس بلاسخارت بالعنف في تغريدة ليل الاثنين.

وكتبت "راعني سفك الدماء المستمر في العراق... العنف لا يولد إلا العنف، يجب حماية المتظاهرين السلميين. لقد حان الوقت للحوار الوطني".

قطع الانترنت
الى ذلك، أقدمت السلطات العراقية من جديد ليل الاثنين الثلاثاء على قطع شبكة الإنترنت بالكامل في بغداد وجنوب البلاد، حيث دخلت الاحتجاجات شهرها الثاني، بعد ساعات من وقوع مواجهات قرب مقار حكومية في العاصمة.

وقالت منظمة "نيت بلوكس" للأمن الإلكتروني إن "هذا القطع الجديد هو أسوأ القيود التي فرضتها الحكومة العراقية منذ بداية التظاهرات" في الأول من تشرين الأول/أكتوبر.

وكانت السلطات قطعت الإنترنت لمدة أسبوعين الشهر الماضي، وشددت الخناق على شبكات التواصل الاجتماعي التي لا تزال محجوبة حتى الآن، إلا من خلال استخدام تطبيقات "في بي أن".

وبينما اتخذت الموجة الثانية من الاحتجاجات المطالبة بـ"إسقاط النظام" والتي استؤنفت في 24 تشرين الأول/أكتوبر طابع العصيان المدني السلمي، إلا أن الاثنين اتسم بالعنف بشكل واضح.

واندلعت ليل الأحد الاثنين أعمال عنف في كربلاء المقدسة لدى الشيعة، عندما حاول متظاهرون حرق مبنى القنصلية الإيرانية.

وأطلقت قوات الأمن المسؤولة عن حماية المبنى الرصاص الحي تجاه المتظاهرين، ما أدى الى مقتل أربعة منهم، وفقا لكوادر الطب العدلي في المدينة التي تبعد مسافة مئة كيلومتر إلى جنوب بغداد.

وبعد ذلك، استخدمت القوات الأمنية الرصاص الحي ضد متظاهرين احتشدوا قرب مقر تلفزيون "العراقية" الحكومي في وسط بغداد. ودارت مواجهات مع المتظاهرين الذين رشقوا القوات الأمنية بالحجارة. وأطلقت الشرطة قنابل الغاز المسيل للدموع على الطريق المؤدي إلى السفارة الإيرانية، ومقر وزارتي الخارجية والعدل في وسط العاصمة.

وأفادت مصادر طبية وأمنية وكالة فرانس برس عن إصابة أكثر من 30 شخصاً بجروح.

ويتهم جزء كبير من الشارع العراقي إيران بالوقوف خلف النظام السياسي الذي يعتبرونه فاسداً ويطالبون بإسقاطه.

وتركز غضب المتظاهرين الذين يطالبون بـ"إسقاط النظام" خلال الأيام الماضية على إيران، صاحبة النفوذ الواسع والدور الكبير في العراق، إلى جانب الولايات المتحدة التي لم يشر إليها المحتجون خلال التظاهرات، وهي بدورها لم تبد تفاعلاً تجاه الأزمة الحالية في البلاد.

وأججت الزيارات المتكررة لقائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني اللواء قاسم سليماني للعراق غضب المحتجين، إلى جانب تصريحات المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي خامنئي عن وجود "مخططات من الأعداء لإثارة الفوضى وتقويض الأمن في بعض دول المنطقة".

وشهدت الاحتجاجات التي انطلقت في الأول من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، أعمال عنف دامية، أسفرت عن مقتل نحو 270 شخصاً، بحسب إحصاء لفرانس برس، في وقت تمتنع السلطات منذ نحو أسبوع عن نشر حصيلة رسمية.